بقلم/ عاصم السادة
تتوسع دائرة الارهاب اكثر فاكثر..وتمتد اذرعه نحو الدول الكبرى التي كانت تمد اليه الدعم اللوجستي العسكري والمادي في البلدان العربية لضرب الانظمة الحاكمة والتخلص من الزعامات القديمة لإحلال زعامات جديدة اقرب الى الكرتونية بحيث يُترك لها المجال بكل حريه التحكم فيها واخذ ما يطمعون به وبالتالي تتقاسم خيرات وثروات تلك الدول التي اُصيبت بلعنة ما يسمى "الربيع العربي".

كانت تظن الدول الكبرى الاوروبية والغربية ان ورقة الارهاب التي تحركها ستخدمها في نيل ما يصبون اليه ولم يدركوا ان سعير هذه الافه اتيه اليهم لا محالة طال الامد او قصر..

اليوم فرنسا تتجرع من ذات الكأس التي تجرعته قبلها سوريا والعراق واليمن وليبيا منذ سنوات ولازالت حتى اللحظة تواجه الارهاب المتمثل بـ"داعش" و"تنظيم القاعدة" بكل ما اتيت من قوة رغم خذلان العالم لهذه الدول العربية في كثير من المحطات الحربية والقتالية ضد التيارات الارهابية، ومساندتها المباشرة وغير المباشرة للإرهاب او التغاضي عن افعاله الوحشية لاسيما في سوريا واليمن والعراق..ولعل هجوم "نيس "الاجرامية في فرنسا والذي اودى بحياة 84 قتيلا من جنسيات مختلفة دليل واضح ان الارهاب اذا لم يقف العالم برمته بجدية دون تهاون واستخدام كافة الوسائل الممكنة الرادعة واجتثاث جذوره وقطع كل الانابيب التي تمونه وتدعمه من اجل مصالح قُطر او حلف معين.!

ليس هجوم "نيس" الارهابي الاول الذي تتعرض له فرنسا بل سبقها هجمات عدة منها صحيفة "شارلي ابدو" وهذا ما يُنبئ بهجمات ارهابية في قادم الايام نتيجة عوامل داخليه تتعلق بالأجهزة الامنية والاستخباراتية لديها وعوامل خارجية اهمها دعمها للجبهات المعارضة للنظام السوري المتسترة بجلباب السياسة وهي في حقيقة الامر تنظيمات متطرفة تتبع شبكات ارهابية متفرعة على امتداد خارطة العالم.

وبالتالي فان الازمة السورية لها الاثر الاكبر مما يحدث في فرنسا وغيرها كون الحرب شردت ما يقارب 12 مليون سوري توزعوا كنازحين ولاجئين في دول شتى من ضمنها فرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا ناهيك عن الدمار والخراب الذي لحق سوريا وبناها التحتية واُبيدت مدن عن بكرة ابيها.

امام فرنسا شيء واحد لتحكم السيطرة على الارهاب وتقطع دابره والذي بلا شك انه صار متغلغلا فيها وقد يتسع الى كل دول الاتحاد الاوروبي اذا لم ترفع يدها اولاً عن سوريا ويكون لها موقف حاسم من الدول التي تدعم هكذا تيارات ارهابية دون تستر عليها قبل فوات الاوان وتضع حداً لتدخلاتها في المنطقة ما لم فإن دول الاتحاد الاوروبي في طريقها لتفكك واللحاق ببريطانيا كونه ذات السبب الذي جعل الاخيرة تنفصل عن الاتحاد الاوروبي.

حول الموقع

سام برس