بقلم / ناجي الزعبي
بتاريخ 1/8 يعقد اجتماع عسكري سنوي للقادة الأتراك العسكريين يترأسه رئيس الجمهورية وفي هذا المؤتمر يتم إعداد قوائم ترفيعات الضباط ويجري به الإحالات على التقاعد اضافة لمناقشة قضايا تهم القوات المسلحة .

أعلن عن قائمة احالات لعدد من الضباط يناهز ال ١٤٠ ضابط من الموالين لفتح الله غولن قبل عقد الاجتماع في سابقة فالاحالات عادة تتم سراً .

قرر هؤلاء الضباط الموالين لغولن والمحالين على التقاعد بسبب هذا الولاء القيام بالانقلاب لحساب فتح الله غولن الموجود في بنسلفانيا والذي يملك شبكة تجسس لحساب ال cia في تركيا وتعزيز النفوذ والهيمنة الأميركية وتقديم اردوغان ككبش فداء للاميركيين بسبب فشل مشروعهم ، جرى التمهيد للإطاحة الأميركية باردوغان فقد صرح الملك عبدالله الثاني قبل فترة بان اردوغان مسؤول عن تدفق الإرهابيين لسورية اضافة لحملة إعلامية سعودية ضد اردوغان بايعاز أميركي بالطبع وقد كتب الكاتب السعودي راشد صالح النعيمي مقال بتاريخ ٧/١١ بعنوان السلطان المهزوم في صحيفة الحياة السعودية بالاضافة لمقالات اخرى في تحول وحملة سعودية ممنهجة لافتة تستهدف اردوغان .

علم اردوغان بالانقلاب والغايات الأميركية وتحوط له وهو يعلم محدودية فعاليته وقدراته .

اختفى اردوغان منذ أربعة ايام مما أعطى الانقلابيين الحافز لتنفيذ عمليتهم المعلومة لديه واعتبر اردوغان انها فرصة تمكنه من الانقضاض على مفاصل الدولة وتعزيز قبضته وإعادة هيكلة الجيش والمؤسسات التركية وتنظيفها من كل العناصر الموالية لغولن .

ما جرى كان بعلم اردوغان وحزب العدالة والتصريح الاول لعلي يلدريم بعد الانقلاب واللهجة الواثقة بان الانقلاب تمرد محدود ( وهذا هو الواقع ) وسيتم إجهاضه كان دليل على الاستعداد المسبق والإمساك بزمام الأمور .

لقد أسس اردوغان قاعدة وانصاراً من كبار رجال الاعمال والأثرياء دفعوا اعوانهم ورجالهم للشارع للدفاع عن مصالحهم بالطبع لنصرة اردوغان والدفاع عنه والتصدي للانقلابيين ، كما شنت حملة إعلامية منظمة ضدهم .

التنافس بين قطبي الاخوان غولن وأردوغان على خدمة اميركا والمزيد من الارتماء ياحضانها هو جوهر الصراع بينهما ، والتحول التركي وتقديم اردوغان كبش فداء لفشله في تنفيذ دوره في خدمة مشروع الهيمنة الأميركية والعدوان على سورية والعراق هو ما يكمن خلف الدور الاميركي الداعم للانقلاب .

تركيا بعد الانقلاب ليست تركيا قبله ، فالتغيير بالسياسة المعادية لسورية والذهاب بالعلاقات التركية الروسية لاقصى مستويات التطبيع قادم لا محالة ، ببساطة لان اردوغان لا يملك سوى هذا الخيار او انتظار تقسيم تركيا التي انزلقت بشكل متسارع مخيف للازمات وغرقت بها .

اردوغان المدعوم من ( الله والجوامع ) استدار ١٨٠ درجة باتجاه روسيا واعتذر من بوتين الذي - يقتل المدنيين السوريين - فتخلى عنه الأميركان كالمعتاد ، واعتقد انه تخلى عن الدعم الالهي والمساجد .
* نقلاً عن الاردن العربي

حول الموقع

سام برس