بقلم / ناصر أحمد الريمي
سلطنة عمان تلك الامارة التي لا تكاد تظهر علي الخرئطة الجغرافية لصغر حجمها لكن جهود ابناها المتواصل ونشاطهم الحيوي هو الذي احالها من العدم او شبة العدم الي الوجود المتكامل الصفات وهي وان كانت احدي دويلات الخليج العربي لكنها بروحها وثوابتها تكاد تكون في مضمار الدول العربية المتحضرة نهضتاً وتقدماً وان كانت لا تزال بقايا الطبيعة البدوية تقف حجر عثرة في طريقها لكن العربي العماني برهن على انه مدني بالطبع سيما وقد ازاحت الحضارة والمدنية عن العين الغشاء فابصرت ان الحاضر غير الماضي وان الحياة البدوية الاولي لا تصلح لهذا العصر فمضت السلطنة في الاصلاح العام .

واليوم تقف السلطنة وطناً وموطناً ..دولةً ..ومجتمعاً خلال هذة الايام باعتزاز وفخر بما تم انجازة على امتداد ستة واربعون عاماً وبذكرى «يوم النهضة» التي قادها السلطان قابوس بن سعيد،سلطان عمان حيث تحققت العديد من المنجزات الحضارية في مجالات عديدة تهدف كلها الي تحقيق غاية نبيلة هي الانسان العماني الحديث المؤمن بربة والمحافظ علي اصالته والمواكب لعصرة تقانياً ...

وعندما نتحدث عن آثار الدبلوماسية العُمانية على الازمة اليمنية بوصفها تحدث تغييرات على الأرض، وايماناً من السلطنة بان أمن اليمن "جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة العربية بل العالم ككل فقد استطاعت الدبلوماسية العُمانية كسب الاطراف اليمنية المتصارعها في كثير من الاحيان وتقريب وجهات النظر المختلفة والقيام بدور الوساطة لحل الازمة اليمنية لاسيما عقب امتناع السلطنة في المشاركة بعاصفة الحز م والعدوان على اليمن كموقف مشرف يحسب لها واصبحت السلطنة نقطة شرارة في انطلاق الحوار والمفاوضات والمشاورات المنعقده في جنيف سابقاً وفي الكويت حالياً .

فالعلاقة التي تربط اليمن وسلطنة عمان علاقة متينة وطيبة وفي افضل حالاتها فالبلدان جاران في المقام الاول ويحتلان موقعاً استراتيجياً شديد الاهمية وهما مضيق باب المندب وهرمز وهما المضيقان اللذان يشرفان على حركة التجارة العالمية، وتلعب الدبلوماسية العمانية دوراً هاماً في الترتيب للتفاوض بين الطرفين اليمنية المتصارعها بجانب العديد من اللاعبين الدوليين الذين لهم مصالح في تقويض الاستقرار او توطيده كل بحسب مرئياته .

والمهم في الأمر ان مستقبل جزء كبير من منظور الأمن والاستقرار الوطني الداخلي لسلطنة عمان مرهون بمدى تطور الأزمة اليمنية بوجه عام واشتعالها واتساع نطاقها في مناطق الجنوب المتاخم لها على وجه خاص , وتعاطي المجتمع الدولي معها بكل عقلانية ومنطقية بعيداً عن منطق السياسة الصلبة والتدخلات العسكرية , وكذلك بمدى قدرة الحكومة العمانية على وضع استراتيجيات الاحتواء ومواجهة تلك الانعكاسات والتطورات المستقبلية خلال الفترة الزمنية القادمة .

حول الموقع

سام برس