بقلم / عبدالرحمن بجاش
هناك نوع نادر من الناس , بالتجربة والمراس يقنعك ان الادب لو اختير له اسم ثان , او طُلب تعريفه , لكان هو لا غيره . هذا النوع من البشر موجود , لكنه مثل الجوهره , لا يظهر فضله على الآخرين الا متى ما فركته اكثر , والجوهره كلما ازدادت قِدما , كلما صارت معدنا نفيسا , واكثر لمعانا , واكثر شوقا لها من قبل من يجيد اقتناء المعادن الثمينه .

هؤلاء النوع من البشر , لا يكون مؤدبا , بقرار , ولا لغرض , بل ان رب العباد خلقه من جينات مؤدبه , كأن تزرع الورده في بيئة خضراء حاضنة للجمال , على اعتبار ان بعض الزهر يولد في المياه الآسنه , هذا النوع من الزهر , تكتشفه سريعا من رائحته !!! .

هل تعرفون فضل عبد الخالق ؟ سأقول لمن لا يعرفه : فقد كان مديرا لمراسم رئاسة الجمهوريه , وكان يظهر كسحابة المطر حين يكون للمناسبة ضرورة ان تخرج بروتوكوليا , امام الرئيس علي عبد الله صالح , فتراه الوحيد الذي يؤدي عمله وبدون ضجيج , تسبقه ابتسامة الانسان المؤدب , وليس الانسان المصنوع من معدن رديئ المنشأ .

كنت ترى فضل في كل المناسبات , يؤدي واجبه على اكمل وجه , ولا تسمع له حسا ولا خبرا ,الا شكر الآخرين والاشارة اليه على انه صاحب فضل في علاقته بالناس , حيث الادب عنوانه ولا عنوان آخر .

هذا النوع من البشر من نحتاجه وخاصة عندما تكفهر , ويحل الصراخ محل العقل والحكمه , وحين تحل الفوضى محل القانون ,والكلاشينكوف محل القلم , وحين يكون الكون كله بحاجه الى مدير مراسم مثل فضل ينظم حركته وسكناته .

فضل عبد الخالق طوال كل السنوات التي عمل فيها مراسم رئاسيه لم اسمع اعلاميا او صحفيا واحدا قال انه طلب صوره , او خبر , او شكر , او حتى مجرد اشاره !!!.
الى حيث يكون فضلنا فنرسل له كل احترامنا وامتناننا , واشادة بكونه رجلا يحل اسمه محل الادب تعريفاوعنوانا .
لله الامر من قبل ومن بعد .

* من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس