بقلم/ حسن الوريث
رفع الشاب هاتفه حيث كان على الطرف الآخر زميل له ليخبره بأنه حجز له ثلاث أسطوانات غاز من عاقل الحارة وبسعر مناسب ، قال أنه قاتل من أجل شراءها بهذا المبلغ وقدره خمسة آلاف ريال إضافة إلى علاقي قات معتبر وهو الأهم من وجهة نظره .


بالتأكيد أن هذا الشاب يمثل حالة الكثير ممن إستواههم هذا العمل حيث يعملون كسماسرة لعقال الحارات الذين أسعدهم كثيرا قرار أمانة العاصمة بتوزيع الغاز وبيعه عبرهم وصاروا يتاجرون بمعاناة الناس وحاجتهم لهذه المادة وسط عجز الأجهزة المعنية سواء في وزارة النفط أو شركة الغاز أو أمانة العاصمة وعدم اكثراثهم بالمواطنين الذين يعانون أشد المعاناة من التلاعب بموضوع الغاز .

اعتقد جازما ان ما يجري في موضوع الغاز ليس عجزا فقط لكنه مقصود من قبل سماسرة الغاز على مختلف المستويات ابتداء من الوزارات المعنية والسلطة المحلية مرورا بالتجار الكبار والصغار وصولا إلى عقال الحارات ومن حولهم من المنتفعين الذين يستفيدون من هذه الأوضاع الغريبة وغير المنطقية .

وهناك تساؤلات كثيرة من المواطنين تتمحور حول موضوع الغاز واختفائه وإغلاق محطات البيع المباشر للمواطنين التي كانت تخفف كثيرا من معاناة الناس ولايمكن ان يكون المبرر لاغلاقها مقبولا إذ أنه يمكن للدولة ان تلزمهم بالتسعيرة المحددة للبيع ومن يخالف تتخذ ضده الإجراءات كما تتخذ ضد التجار الذين يبيعون المواد الغذائية كما ان ما يجري حاليا لم يحل مشكلة الغاز بل زادها تعقيدا وزاد من سخط الناس ومعاناتهم واستغلال العقال لهم.

وصار على كل مواطن يريد أسطوانة غاز ان يدفع قيمتها مضاعفة اضافة إلى قيمة القات للوسطاء الذين يحيطون بالعقال.

هل يمكن ان تعمل الحكومة وأمانة العاصمة على حل هذه المعضلة للتخفيف من معاناة الناس ام ان الأمر سيظل خاضعا للسمسرة والعمولات؟ وإذا لم تحل المشكلة فانا أنصح كل من يريد الغاز ان يبحث عن وسيط شريطة أن يوفر له قيمة علاقي قات وكل ماكان القات من النوع الجيد فإن الغاز سيكون متوفرا وبشكل كبير .

حول الموقع

سام برس