بقلم/ احمد الشاوش
معشوقتي .. أشتعل قلبي غزلاً وعشقاً بعد ان كنت تبادليني نفس المشاعر المشتعلة والاحاسيس الملتهبة ، لن انسى جسمك الممتلئ ، ومبسمك الذي يقطر عسلاً وقلبك النابض بالحياة ورموشك المتحركة كأغصان الشجر التي يحركها نسيم الصباح والحواجب الشبيهة بأمواج البحر وعيونك البريئة التي تحمل الف رسالة ، ونظراتك الحادة التي تحمل الف عنوان من الغزل العفيف والعطاء المتدفق والنور المتوهج والشعلة التي تضيء مطابخ وافران وقهاوي الفقراء والأغنياء والمساكين والمحتاجين .

معشوقتي " غاز" ، كم كنت تحومين حول بيتي ، في الاحياء والشوارع الرئيسية ومحطات " الغاز "كالصائد في الصحراء والغواص في البحر والصياد في الغابة ورائد الفضاء في القمر للفوز بنظرة ومحاولة الدخول الى بيتي ومطبخي على مدار الساعة وبأرخص الأسعار مجسدة قمة الحب والوفاء والايثار في زمن المسؤولية القانونية والاخلاقية .. ، لكن للأسف الشديد لم نقدر النعمة وكما يقولون كل معروض بائر ، رغم انك كنت تغادرين شركة الغاز أو تحضر شقائقك على متن القاطرات والدينات من مأرب وميناء الحديدة الى العاصمة صنعاء رافعة الرأس ، وافية بالوصل والاتصال تؤدين المناسك حول بيتي والاخرين كما يدور الحجيج حول مكة .

ياعظيم الرجاء صاحب البيض جاء .. واما صاحب البيض ، حكايته حكاية ، فكان يجوب شوارع وبيوت صنعاء بالدباب والى جانبه اطباق البيض ينادي بالميكرفون ياعظيم الرجاء صاحب البيض جاء ، الطبق بثلاثمائة ريال ، وكان البعض يخرج لشراء البيض وآخر يصرخ في وجهه بحجة المرض ، وثالث يفز من النوم عابساً في وجهه رغم الخدمة التي يقدمها والربح الزهيد والنعمة الكبيرة ، واليوم اصبح سعر البيضة 70 ريال وفي رواية 50 ريال بعد تهديد وزارة الصناعة والتجارة باستخدام الزر النووي ليصبح الطبق 1200 ريال، وبعد الارتفاع الرهيب لسعر البيضة ، لم نعد نشاهد ذلك الضيف الخفيف والتاجر الرحيم والمسوق الإيجابي وسلطة القانون ، وأما قصة الافران واحجام الروتي فحدث ولاحرج بعد ان حولوه الحبه الروتي بقدرة قادر الى معاق ومشلول ، والروتي الفرنسي الى أشبه بإطفال الحديدة الذين يموتون من المجاعة .

ومازلنا وسنظل نتذكر صدى أصوات دبات الغاز المنزلي المحملة على عربيات الناس البسطاء والمكافحين ومرورها في احياء وشوارع صنعاء بالثمن المعقول والربح الزهيد وتوازن المصلحة بين البائع والمستهلك رغم ان حماية المستهلك آخر من يعلم ، بينما اليوم نفتقد الى تلك الخدمات وان وجدت فالأسعار أشبه بدرجة الحرارة العظمى ، والتموين خارج اطار التغطية.
لذلك كم انت جميلة دبتي العزيزة " غاز " التي صرتي " ألغاز " في زمن القبح ، وانيقة في زمن التخلف وأميرة في الزمن المقلوب وباهظة الثمن في زمن تجار الحروب ومستثمري الازمات ومافيا السوق السوداء بعد ان تم اختطافك من قبل عقال الحارات والمشرفين والمتنفذين ، وتخبط شركة الغاز في " صنعاء " لدواعي الانتقام والهاء الناس بسفاسف الأمور بعد ان أصبحت سلعة في سوق النخاسة ، رغم خدماتك الإنسانية وعطائك المتدفق لإنقاذ المواطنين من الجوع والبقاء على قيد الحياة .

معشوقتي.. طال الفراق وزاد الهجر والشوق والظمأ وصار غزلي الطاهر وجسمي النحيل ومعدتي الفارغة بلاحدود ..كم أشتاق اليك ليلاً ونهاراً ، كونك من حرك الحياة في مطبخي وساهمتي الى جانب زوجتي العزيزة وابنتي في تجهيز الخبز والشاي والطبخ لأولادي ، مازال طيفك يلاحقني رغم اختطافك وزوجتي تغار منك لولا حاجتها اليك ، كلي صبابة بمنظرك الجميل وجسمك القويم وصوتك الرائع وجمالك الاخذ للأبصار.. يا فاتنتي اعلم ان لك ضوابط في العالم وصيانه وسلامة لذلك انت الاجمل والانقى والاقوى من المحتكرين في صنعاء بدليل انفجارك في بعض الأحيان دون أدنى شعور بالمسؤولية!!؟ ، أشتاق الى اشتعالك لان فيك الامل والسياسيين والتجار العدم ، لذلك كم اغار عليها من ابيها وامها ومن سرقة العقال وتخزين التجار.

أخيراً .. لارحم الله المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ وعقال الحارات والمشرفين وآلية شركة الغاز " الفاسدة الذين حرموني واسرتي مدة ثلاثة أشهر من الحصول على دبة الغاز ودفعوني الى السوق " السوداء " رغم تسجيل أسمي والطابور الزائف وكذلك الكثير من المواطنين لدى عاقل الحارة "مراد الرحبي" الذي يدور حوله الف حكاية وحكاية وبالدليل القاطع ، وسامح الله مهدي عرهب رئيس المجلس المحلي ومشرف انصار الله الذين جسدوا دور المتفرج لبيب تجاه العاقل التاجر الذي تحول الى امبراطور يملك حارة طويلة عريضة ، أشبه بالدولة الفاشلة .. ما دواء البشم قال أرزم أرزم .

أتمنى ان يجرب المشاط وابن حبتور والراعي ووزير الداخلية ووزير الصناعة والمالية ومدير شركة الغاز وكبار القيادات البحث عن دبة غاز عبر عقال الحارات والخروج بعد صلاة الفجر بين البرد والريح والشمس بدبات الغاز الفارغة دون مرافقين والانتظام في الطوابير ليكونوا القدوة لمعرفة الحقيقة وتحقيق مبدأ العدالة والمساوة ورفع المظلومية عن المواطن بدلاً من العيش في الرفاهية وتناسي مآسي ومتاعب المواطنين أو على الأقل عيدوا الاليه السابقة لدى المحطات وغيرها .. املنا كبير.

حول الموقع

سام برس