بقلم / د. علي محمد الزنم
الشيخ محمد بن حسن دماج وانا عرفته وتعاملة معه من خلال عملي في المحافظة لسنوات طويله وهو يحمل أخلاقا راقيه في التعامل مع الأخرين مما يجذبك إليه والاستماع إلي حديثه الذي لايمل وإلى رصانته وحكمته في القول والعمل حدثني عندما كان عاملا قبل الثوره في عدد من المديريات ومنها مديريتنا وعلاقته التي ربطها مع الأباء والأجداد وأهم المواقف الطريفه والمثيره .

هكذا عرفناه وعرفه الجميع من عقلاء وحكماء اليمن رجل الدولة والقبيلة إنتماءه الحزبي لم يطغي عليه كشخصية عامه وظل رجل التوازن وبناء جسور من المحبة والتصالح والتسامح بين الفرقاء فكان مرجعا لكل المتخاصمين ونقطة ألتقاء مهمه للكثير من القبائل ورجال الدولة .

ورحيله مثل خسارة للوطن قبل أبناءه وأقاربه كيف لا وعندما تجد أمامك قامة بحجم دماج الذي أبتدأ المشوار الطويل رئيسا للتعاون الأهلي بلواء إب ثم أمين عام مساعد للاتحاد التعاوني فمحافظا لعدد من المحافظات ووزيرا وعضوا في مجلس الشعب التأسيسي ومجلس الشورى وفي لجنة تقسيم الدوائر ونائبا لرئيس اللجنة العلياء للإنتخابات مناصب عديده تقلدها وعاصر العديد من الزعماء وكان مقارعا ويستطيع إيصال رسالته بطريقة دماجيه مثلاء من غير تمجيد ولا تجريح .

جانبه السياسي والحزبي وقبل أن أقول بأنه إخوانيا او عضو الهيئة العلياء التجمع اليمني للأصلاح فقد كان مؤتمريا بأمتياز بل ومن مؤسسي المؤتمر الشعبي،العام .

وبالرجوع إلى وثائق المؤتمر تبين بأن مسيرة الشيخ محمد بن حسن دماج كانت حافله بل ومزاحما في كثير من محطاته وبالذات التأسيسية ومن أهمها وفي بداية عهد الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح والذي اوعز للقاضي عبدالاكريم العرشي لتشكيل لجنة لصياغة مشروع الميثاق الوطني في ٢٦ ديسمبر ١٩٧٨م مكونه من ٢٥ عضوا من بينهم الشيخ محمد بن حسن دماج ثم وسعت إلى ٥٥ عضوا وقدموا مشروعا نموذجيا والمتمثل بالميثاق الوطني لكل القوى السياسيه في البدايه

وهو من الألف المؤسس للمؤتمر الشعبي العام الذي عقد في أغسطس ١٩٨٢م وكان عضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وقد حصل في الأنتخابات على أعلى الأصوات حيث حصل على ٣٩٤صوتا متفوقا على أسماء عده لكنه بدماثة أخلاقه وقدرته على كسب الأخرين جعلوه في المقدمه وكان يليه بالأصوات أحمد الاصبحي ٣٨٧ والشيخ صادق أبو رأس ثالثا ب ٣٧٥ صوتا .

وواصل نشاطه في المؤتمر وكان عضوا في الدورة الأعتيادية الثالثة للمؤتمر في أغسطس ١٩٨٦م وفاز مرة أخرى بعضوية اللجنة الدائمة للمؤتمر وكان ترتيبه رقم ١٨ من إجمالي خمسين عضوا ومن نتائج مؤتمر ٨٦م كان الشيخ محمد دماج عضوا في اللجنة السياسية التي كان يرأسها الدكتور عبدالكريم الأرياني

أقصد من أستعراضي لمسيرة المرحوم في المؤتمر الشيخ محمد بن حسن دماج بأن لنا نحن في المؤتمر حق الشفعه قبل الاخوان او الإصلاح وذلك في ضوء ما أسلفناه من نشاط وحظور مميز في تأسيس المؤتمر لرجل السياسة والأدارة والقبيله.

حتى الكيانات التي شكلت من قبل البعض حاولوا جاهدين أن يكون الشيخ محمد حسن دماج في الواجهه ومنها مجلس التضامن الوطني الذي كان المرحوم أمين عام للمجلس لمعرفة الجميع بأن دماج ثقه وواجه وذو منطق وحكمه قادر على كسب الأخرين وبالتالي نجاح هذا الكيان او غيره من خلال تواجد مثل هذه الشخصيات التي تحضى بأحترام الجميع يعد مكسب ومن أهم عوامل النجاح.

أخيرا الشبخ محمد حسن دماج رحمه الله من أجمع عليه الفرقاء والمتخاصمين والمحتربين على حد سوى عزاه ونعاه الرئيس المشاط وبن حبتور ومحمد علي الحوثي كما عزه الرئيس هادي ونائبه وعزاه رؤساء الأحزاب جميعا
وأقيمت مراسيم العزاء في صنعاء كما حصل كذلك في الرياض وإليوم في مسقط رأسه في محافظة السلام والوئام والتصالح والتسامح محافظة إب ملتقى القبائل اليمنية ومئوى النازحين من سعير الحرب وأهواله.

رحم الله الشيخ محمد وعزائنا لأبناءه الأعزاء الأخوة عادل وخالد ومعاذ والحسن والحسين وعمر وكهلان وأسامه وكافة أفراد الأسرة الكريمة وآل دماج وابناء محافظة إب والوطن بوجه عام بهذا المصاب،الجلال وإنا لله وإنا إليه راجعون

*عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام

حول الموقع

سام برس