بقلم /د. علي محمد الزنم
رحيل أحد أبرز حكماء اليمن عموما ومحافظة إب على وجه الخصوص اللواء علي محمد ملهي السعيدي القيادي السبتمبري الحر وإبن من أبناء القوات المسلحة الأبطال وله باع طويل في النضال الوطني ومقارعة الظلم والطغيان وترسيخ مبادئ الدولة المدنية الحديثه والجمهورية الفتيه وهو في ريعان شبابه وتشهد له قعطبة والمناطق الوسطى وقيادته للواء إب ووكيلا للمحافظة مطلع عام 1971م تقريبا وغيرها من المناطق التي عمل بها في السلك العسكري وهو أمتداد لوالده المناضل الشهيد محمد ملهي السعيدي الذي أستشهد في ثورة عام 1948م مع عدد من الثوار من أبناء اليمن وبالتالي هو وأسرته الكريمه وآل السعيدي أسرة سبتمبريه وحدويه مناضله .

عرفته عن قرب وكان لي الشرف العمل مع الوالد اللواء علي بن محمد السعيدي رحمه الله أثناء عمله وكيلا لمحافظة إب ورئيسا لفرع مؤتمرنا الشعبي العام بالمحافظة وكان من أنزه وأشرف من عرفتهم بحياتي.
المسؤولية كانت بالنسبة له أمر طبيعي جدا لايتكلف من أجلها في أصطحاب المرافقين والهالة التي يحرص عليها البعض لكنه كان يحرص كثيرا على القيام بواجبه على أكمل وجه في الدوام الرسمي وحل قضايا الناس والمتابعة يحترم مسؤولياته بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
عملنا معه في فرع المؤتمر ويعلم زملائي بأنه كان أبا لنا جميعا وفترة رئاسته للمؤتمر كانت فتره ذهبيه بالهدوء وتسيير العمل التنظيمي بوحدة الكلمة وصدق التوجه والتعامل الحسن مع الأخرين وسير الأمور بسلاسه وببساطه خالية من أي تكلف كونه رجل خبره عاصر الحياة بحلوها ومرها مرت عليه عظائم الأمور وتجاوزها بنجاح ويتقبل المواقف أين كانت برضى وأبتسامه وحكمة بالغه جعلته رقم صعب ومحل أحترام وتقدير من الجميع.

وكان يحضى بأحترام وتقدير الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله على حد علمي وماتعزية سعادة السفير أحمد علي عبدالله صالح لأولاده وأسرته إلا أمتداد لذلك الإحترام والتقدير الذي كان يحضى بها اللواء علي السعيدي لدى الرئيس الراحل ومن بعده أولاده .

وما لا يعرفه الكثير عن سبب أبعاده من عمله في حينه هو مواقفه الصادقه والذي لا يقبل على نفسه التهميش او الأنتقاص أو التماشي مع وضع هو يراه غير سوي وبالتالي ما زلت أتذكر موقفه القوي والشجاع في أحد الأجتماعات وهو يعترض بقوه حين قال (أصبحنا الآن نأتي على قرارات جاهزه منتقدا فرضها او تمريرها بطريقه غير مقنعه)
وعلى أثر هذه المواقف أبعد من عمله كوكيل لمحافظة إب ومن ثم رئاسة المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة.
ثم رشح في الأنتخابات المحليه الأولى لعضوية المجلس المحلي بالمحافظة.

رحم الله اللواء علي السعيدي وكم أتذكر تلك المواقف عند الأنتهاء من الدوام الرسمي وهو يصعد سيارته ويقودها بنفسه ويحاول بعض الأفراد بالمحافظة من الصعود إلى السياره لمرافقته لكنه يلتفت ويعتذر بطريقه مناسبه ويقول لهم خلاص انتهاء الدوام ولست بحاجه إلى مرافقين بعد الدوام كان حريصا على الحياة المدنية الهادئة يؤدي واجبه بدون ضجيج وتسليط الأضواء .

هذه بعض ما عندي عن المرحوم السعيدي الذي سيظل حيا في قلوبنا وحاضرا في وجداننا فمثله لا ينسى وهو مدرسه متفرده بالتواضع والألتزام بأداء الواجب.

وما يحيز بالنفس انا والاخ العزيز الشيخ عقيل حزام فاضل رئيس المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة كنا نتحدث في الفترة الأخيره بضرورة القيام بزيارة الوالد علي السعيدي إلى منزله وأخذتنا مشاغل الدنيا من يوم إلى آخر ولم نكن ندرك بأن هناك زائر آخر قبلنا سيسبقنا ويأخذ وديعته ويغيب رمز من رموز النضال الوطني الطويل.
وهكذا أنا أريد وانت تريد والله يفعل ما يريد .

ختاما تعازينا لأولاده النبلاء الأخوة الأعزاء فؤاد ونبيل وهشام ونصار وكافة أفراد أسرته الكريمه وكل آل السعيدي وأبناء محافظة إب والوطن بوجه عام برحيل قامة وطنيه قضى جل عمره في خدمة هذا البلد وبه وأمثاله الحكماء بنوا الوطن وحافظوا على الثورة والجمهورية والوحدة اليمنية وكافة المكتسبات الشاهده على عظمتهم وقوة إرادتهم الصلبه والله يتولى عون الجميع على فراقه
وإنا لله وإنا إليه راجعون .


*وكيل محافظة إب

حول الموقع

سام برس