بقلم/ احمد الشاوش
الاستثمار هو مفتاح التنمية الاقتصادية ، ومجالاته متعددة ، ومتنوعة في عالم اليوم ، وإذا كان المال هو القوة والطاقة النفاذة التي من خلاله تتحقق الرؤى الاستراتيجية والدراسات والخطط الناجحة والمشاريع العملاقة ، فإن الامن والاستقرار هو البيئة الحقيقة والارضية المناسبة لترجمة تلك الآمال والاحلام والطموحات التي من شأنها ان تُنعش الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،،، وتعم بالخير جميع المستثمرين على مستوى الافراد والجماعات والشركات والدول .

واذا كانت الدول تُنفق المليارات في البنى التحتية ، وانشاء المخططات والمدن العمرانية وبناء المؤسسات العملاقة ، وشبكات الطرق والكهرباء والاتصالات واستخراج الثروات الطبيعية وإقامة المصانع ،،، من باب تحمل المسؤولية القانونية والوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقها ، فإن على رجال المال والاعمال والبيوت التجارية أن تشرع في تحقيق طموحاتها الاستثمارية ، وتمد يد الشراكة للاستثمار في مجالات التعليم والصناعة والتكنولوجيا والطاقة و الصحة والسياحة والزراعة والثروة السمكية والرياضة وكل الفنون لتحقيق الغايات المقصودة ، مع الاخذ بعين الاعتبار تسهيل الدولة اليمنية أو أي دولة أخرى الصعوبات والمعوقات والحواجز التي من شأنها ان تُغري المستثمرين في إقامة المشاريع بعيداً عن الابتزاز والاستغلال البشع للمواطن والدولة.

والغريب في الامر أن الكثير من اليمنيين الذين يملكون ملايين الدولارات والريالات المدخرة حتى اللحظة بطرق مشروعة وغير مشروعة يكنزونها في " البدرومات" والغرف والخزنات المظلمة في ظل سياسة الجهل وغياب العقل وانعدام الحكمة وفقدان الحس التجاري ، بسبب حالة القلق والخوف وفوضى الصراعات السياسية والعدوان التي أدت الى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والبطالة وتراجع معدلات التنمية ، ما جعل البعض منهم الى عدم الاندفاع والمخاطرة باستثمار بعض الاموال في مشاريع تدر عليه ارباحاً جيدة ، كما أن انعدام الثقة ونشر الشائعات والبيروقراطية أدى الى احجام البعض الاخر من أصحاب رؤوس الأموال المدفونة أو "حبيسة" البدرومات الى عدم إيداع تلك الأموال لدى البنوك والحصول على فوائد تنمي رأس المال الذي يعود بالفائدة على صاحبه ، ويساهم في مجالات التنمية.

ورغم كل تلك الاغراءات والمخاوف والمخاطر والتجاذبات والعروض يظل رأس المال جبان ، مالم يكن هناك أمن واستقرار وقضاء عادل ، ومتى ما تحقق السلام في أي بلد ما ، كانت البيئة الاستثمارية أكثر إيجابية ، والمستثمر أكثر اندفاعاً لتحقيق الميول وإنجاز المشاريع العملاقة التي تفتح أكثر من نافذه نحو الغد المشرق.

Shawish22@gmail.con

حول الموقع

سام برس