بقلم/ محمود كامل الكومى
تعم الوطن العربى تظاهرات شعبية مليونية , فبعد (نكسة) الربيع العربى الذى لاح بداية من نهاية العام 2010وأحاطت بتلابيبها فى مصر وتونس قوى رجعية وراديكالية دينية ومافيا رأسمالية متوحشه أقلمتها لتصنيع الفوضى الخلاقه الأمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية من أجل شرق أوسط جديد تقوده اسرائيل , أجهضت من خلاله ثورة مصر وتونس , وأن كانت الأخيره أكثر حظا فى تحقيق الديمقراطية وأن بدت فى أول الأمر مستعصيه اِلا انها عادت تبشر بالأمل بعد نجاح قيس سعيد رئيساً للجمهورية التونسيه – لكنها كانت فى ليبيا وسوريا مؤامرة من أول حرف فيها حتى الآن , بل كانت كفراً بكل القيم والأعراف , فقد كانت تبغى تفكيك عرى الوطن والجيش والبنية الديموغرافية والجيو سياسية هنا وهناك ,والتى يبدو أنها الآن قدحققت بعض النجاحات فى ليبيا , اما فى سوريا فاِن مقاومة مشروع التفكك مازالت تسأسد من خلال الجيش العربى السورى وأنحياز قوى المقاومة الى الشعب والجيش العربى السورى.

هذاالعام كان صيفا ساخنا فى الجزائر والسودان – وبدت الساحات فى كل المدن تموج ببحار من البشر الثائرة على تدنى الأوضاع الأقتصادية وأرتفاع مستوى المعيشة والنهب المنظم لثروات البلاد , وتعفن رأس الحكم هنا وهناك حتى فاحت رائحتها الكريهة على مدار عشرات السنين من القهر والكبت وأهدار الحريات , وأخيرا فرض الشعب ارادته وأنقشع العفن عن كرسى الحكم ,لكن الديكتاتورية العسكرية المترهلة والتى تماهت مع سياسات العسكرية الأمريكية فى كثير من المواقف والتى وقعت بين مطرقة الفوضى الخلاقه وبين مافيا العملاء, أسكنت ثائرة الشعب بكثير من المسكنات .

مع خريف هذا العام دخلت الساحات فى العراق ولبنان ثورتها الثائرة على تدنى الخدمات وتحول دولتين كانت على خطى اللحاق بكل مقومات التكنولوجيا ومسايرة تقدم العالم الحديث , الى القرن ال 19 من جديد ,فظهرت الطائفية والمذهبية تطل برؤسها وعم الفساد ربوع البلاد , وسيطر مافيا الراسمالية العالمية وسماسرة البنك الدولى على ربوع لبنان , وكانت الثورة فى جوهرها تنظيف البلاد من المُبِيقات ,بينما الهدف الأمبريالى الصهيونى من جديد خلق الجو الملائم لصفقة القرن بعد أن أجهضت سورية وجيشها مشروع الشرق الأوسط من جديد , وهنا أُستغلت ثورة الشعب الثائرة فى البلدين تحاول رؤوس الفتنه وعملاء الرجعية العربية وقوى الصهيونية أن تحيد بها عن طريقها الصحيح الى تحقيق ماتبغية أمريكا وأسرائيل .

فى لبنان تأخذ التظاهرات وضعية خاصة , وهوشىء طبيعى يتلائم وطبيعة لبنان التى باتت مؤخراً تعبث به قوى اقليمية أضافة الى القوى العالمية والتدخلات الأسرائيلية سواء بالنار وهجمات الطائرات أو بالعملاء والجواسيس لدرجة أن جيوش تكونت من قبل فى لبنان أنابت عن أسرائيل فى تمزيق أحشائه,بعد أن بدا نافذة موزاييك العالم العربى على حد تعبير الزعيم جمال عبد الناصر الذى احب لبنان وشعبة وحافظ عليه بخصوصيته فابعده عن كل تأمرات الخارج والداخل.

لبنان الذى مزقته حرب اهلية واحتلال اسرائيلى بعد تآمر كامب ديفيد ,برحيل جمال عبد الناصر , لم ينجو من يومها من تأمر اقليمى او دولى – فكانت اتفاقية الطائف التى جسدت الطائفية وقننتها – فصارت الحكومات على مر الأعوام منذ هذه الأتفاقية أسيرة مافيا رجال الأعمال , وتعمد القتله وعملاءالصهاينة من أصطناع ادوار جديده تتماهى مع هدف أمريكا وأسرائيل فى خلق الأجواء لتنفيذ صفقة القرن وتمدد الكيان الصهيونى من النيل للفرات , فكان لزاما وتأصيلا على دورهم الأسود فى ابادة الألاف من شعبنا الفلسطينى واللبنانى أن يتم أستهداف المقاومة من خلال اثارة النعرات والهتافات , لكى تحيد عن هدفها الأصلى وهو القضاءعلى فساد بارونات الحكومة والبنك الدولى وعملاء الصهاينة , الى طريق أستهداف المقاومة بالشعارات خدمة للمشروع الصهيونى , ولذلك وجب الأنتباه .

حسنا فعل السيد| حسن نصر الله من سحب كل الجماهير الموالية للمقاومة من مختلف الساحات , لقطع الطريق على سمير جعجع وسامى الجميل وجنبلاط , لكى يتوحد الهتاف أسرائيل عدو وجود( لاصلح لاتفاوض لا أعتراف ), وتبقى مقاومة التطبيع واجب الآن .

فى تونس كانت اعلام فلسطين فى بداية الربيع ترفرف فى كل الساحات , وقد توجت مؤخراً برئيس (قيس سعيد) يجرم التطبيع مع أسرائيل – وفى مصر فى يناير 2011كلنا لاننسى كيف تم اقتحام السفارة الأسرائيلية وأشعال النار فى محتوياتها – لكن كانت قوة المافيا والعملاء وجنرالات كامب ديفيد قد تغلغلت فى الآعلام والمال والأقتصاد وتحكمت فى قوت وأرزاق الفقراء , فتدنت الأوضاع ,فى محاولة التمويه عن أسرائيل كعدو وجودى الى اللهث وراءلقمة العيش, وخلق أعداء من الأوهام .
وفى الجزائر والسودان رفرفت اعلام فلسطين فى كل ميدان وننتظر ما ستسفر عنه حكومة هنا او هناك تضع أستراتيجيتها على أن أسرائيل هى عدو وجودى للبلاد .

فى العراق لاننسى ان الشعب أجهض محاولة مسعود برزانى أقامة كانتون أسرائيلى حين رفعت اعلام اسرائيل فى اربيل – فيجب على الشعب فى تظاهراته أن يضع ذلك فى الأعتبار ويفتح أعينه لعملاء أسرائيل فى المظاهرات .

ونعود الى لبنان وقد تدنت به الكتائب - القوات اللبنانية - والجنبلاطيه
الاول والثانى قتلة ألاف الآبرياء فى صابرا وشاتيلا , ثلاثتهم مخصصاتهم من ميزانية الشعب اللبنانى مئات الملايين من الدولارات – الثانى رئيسه قاتل الشهيد كرامى , كيف خرج من السجن ؟! سؤال يعرفه الشعب اللبنانى فالعمالة لاسرائيل عنوانه وهو فى ذلك يتماهى مع عملاءالكتائب فى تقديم فرائض الولاءوالطاعة لاسرائيل لتقديم لبنان لقمة سائغة للموساد ليقطع اوصال لبنان اما الثالث فهو على كل مائدة يمزق شعب لبنان ويعظم ذاته خلف الحريرى بأوامر أل سعود صانعى اتفاقية الطائف الطائفية التى تمزق لبنان.

ثالوث المافيا اللبنانية,أخطبوط الموساد فى تل أبيب قتلوا كرامى - ثم رفيق الحريرى لتأليب شعب لبنان على بعضة وجروا سعد الحريرى الى المستنقع ,وعلى دم ابيه ساير المؤامرة - والآن يتسلقون موجة التظاهرات فى لبنان وتحويل مسارها من مقاومة الفساد والشعب يريد اسقاط حكومة مافيا رجال الأعمال وسماسرة البنك الدولى مداعاة انهيار الاقتصاد اللبنانى - الى منحى خطير يسير بها الى حيث تريد أسرائيل , العداءللمقاومة وتعميق الطائفية وبذر بذور الانقسام حول وحدة الشعب اللبنانى وانفصام نسيجه الاجتماعى , فعلى الشعب اللبنانى فى تظاهراته ان يدرك .

حقيقة ثلاثى المافيا وعملاء الموساد , وأن يرفع علم لبنان واحداُ متحدا بلا حزبية ولا طائفية لاسنيه ولا شيعيه ولا مارونية قبطية أسلامية ترفع شعار الدين لله والوطن للجميع , على أن يكون زئير الجماهير كلنا مقاومة من أجل لبنان محصن ضد أطماع اسرائيل و حتى يعود الشعب الفلسطينى الى فلسطين عربية .

كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس