بقلم/ احمد الشاوش
يقال والعهدة على الراوي ان أحد ابناء الحيمة الداخلية، كان لديه شكوى لدى حاكم العر " حجر "، وطلب منه النظر في الشكوى لكن الحاكم ناوله سير - جي ، ولم ينظر في الدعوى.

وفي أحد الايام ذهب المدعي غاضباً الى المحكمة وقال للحاكم لقد أصابني الوهن من المواعيد ، انظر لي في الشكوى ياسيدي .. تعبت طلعة ونزلة ، فرد عليه حجر بتعالي وبصوت عالي وقلب حجر.. مالك مستعجل قوي ، فرد عليه المظلوم بيني وبينك الامام ، فسخر منه الحاكم ورد عليه بتعالي وغرور واستخفاف.. هيا الامام مراعي لك في عصر لا تنسى ما تلقاه !!؟.

وبإصرار القبيلي وعفويته قال انا طالعي الى عصر أشتكي بك عند الامام رغم عدم معرفته بالأمام وهيئته وشكله ، ورغم ذلك واصل المظلوم المسير بإرادة صلبة وأمل بلاحدود ، بينما اعتقد الحاكم حجر ان الشاكي سوف ييأس ويعود مجبراً الى عنده ، لكنه توجه بقهر المظلوم الى عصر معتقداً ان الامام ينتظره ، وبالفعل وصل الى منطقة عصر ورأى موكب كبير مع الحراسة وقال من هذا؟ قالوا له الامام فهرول اليه مسرعاً ومنادياً بأعلى صوته ياسيدي أحمد يامولاي فألتفت الامام اليه وحاول الجندرمة اعتراضه لكن الامام سمح له وشكى له قضيته وظلم حجر له.. فكتب الامام احمد .. من الامام احمد الى حجر أنصفوا حامل هذا.

فأستدرك الشاكي كلام حجر المؤلم وقال ياسيدي لقد قال لي الحاكم حجر هيا أطلع الى عصر الامام مريع لك .. يا قليل العقل ، فصعق الامام من جرأة وغرور الحاكم وكتب ..من الامام احمد الى " حجر وسيري سايرة" يكون منكم الحضور الى صنعاء.

وعند عودة الشاكي مع الحرس الى الحيمة صعق حجر وأصابه الذهول من لقاء الشاكي بالأمام وصدور الامر الحنان الطنان معتقداً ان الشاكي يعرف الامام لكنها الاقدار التي دفعت حجر الى الفصل في القضية في تلك اللحظة ، وسافر الى صنعاء وما ان وصل الى الامام حتى كان يردد الامام " حجر وسيري سايره " .. "حجر وسيري سايره " في اشارة الى ان القاضي قد أخل بشرط من شروط القضاء وفرط في مسؤولياته وأصابه الغرور وان القضاء بحاجة الى دهفه.. فتم تعيين البديل رغم ان الحاكم حجر كان جدير في عمله إلا ان العنجهية كانت سبباً في دفع الامام الى ازاحته من منصبه لتستقيم الامور.

ومن الشواهد المأساوية انه في سنة 1945م مر احد الحكام في الحيمة الداخلية وسمع امرأة تتغنى في زوجها وهي تطحن الحبوب من باب الترفيه على نفسها وانجاز العمل ونسيان التعب مرددة " ساجى العيون يانجم ياهلالي ... شفعل لخلي رأس فوق جلاس" ، فسمع الحاكم صوت المرأة وأستنكره وأرسل لها نفرين من العسكر ودخلوا الى البيت وقيدوها امام زوجها وأولادها بحجة ان صوت المرأة عورة والغناء حرام ، وقد أشار الى هذه القصة المأساوية والظلم الفادح للحكام الأستاذ والشاعر عبدالله عبدالله قاضي في مقاله له في الصحيفة تحت عنوان " رسالة من ام الى سبتمر".

ويذكر البعض انه عندما حصلت مجاعة في مدينة الحديدة وقراها وعزلها ، مات آلاف النساء والأطفال والرجال جوعاً وفي الطرق ، والبعض منهم ذهب بحثاً عن اللقمة الى المحويت وحجة والحيمة ، وبقوا في تلك المناطق للبقاء على قيد الحياة ، ورغم اطلاع احد الحكام في الحيمة على الكارثة ، إلا انه لم يقدم للنازحين أي حبوب من بيت مال المسلمين ، بحجة ان ذلك من اختصاص الامام ، ولم يكلف نفسه ان يتواصل مع الامام لإنقاذ الناس رغم نصح الناس له ، فكان الظلم فادح .

صفية بنت الامام:

وتستمر الحكاية وتمر الايام والشهور والسنون ، حيث كتب أحد أبناء الحيمة الداخلية قاسم حمران ،الى الامام احمد رسالة استفزته وقلبت كيانه رأساً على عقب قائلاً فيها : الى سيدي وسندي ومستندي الامام أحمد ماباقي إلا " صفية " تعينوها في الحيمة ، في اشاره الى التعيين الاسري.

ومجرد ماقرأ الامام نص الرسالة حتى تغيرت ملامحة وأبهرت عيونه وقام من مجلسه ثلاث مرات صااااارخاً أدوووو لي " حمران " ، ماباقي إلا صفية ياخبيث !!؟ ثم هدى الامام وبعدها أصدر امراً بتغيير حاكم الحيمة ، بعد ان قال له حمران في الشكوى عينتو حجر ، وحَميد الدين ، والمروني ، والوريث ماباقي إلا " صفية " فضحك الامام وتقبل النقد وغير الحاكم وقال لحمران الى هااااانا ويكفي، عود الى الحيمة يازبل.

ورغم ذلك تعامل الامام يحي والامام أحمد مع المظلومين من موقع المسؤولية الدينية والاخلاقية ووفقاً للشريعة الاسلامية وأصدرا الاوامر بتغيير القضاة والحكام الذي ارسلهم الى الحيمة لعدم الفصل في بعض القضايا وتعامل بعضهم بغرور مع المدعين ، ولم يحبس حمران كما يحصل اليوم على أتفه الاسباب.

بينما اليوم أصبح الوضع أكثر من " حجر وسيري سايره " بعد ان أنحرف الكثير من الحكام والقضاة والمحامين والقادة والمشرفين والتجار ، وأصبح لكل واحد سجن وكل شلة زنزانة وكل عصابة بدروم وكل شبر جاسوس في ارجاء اليمن ،ومجرد الانتقاد والمطالبة بتطبيق القانون والحقوق والواجبات وتوفير بعض الخدمات أو المطالبة بالراتب ومحاكمة لصوص السلال الغذائية وضبط المتلاعبين بالدولار والبترول والغاز وغيره أو اسقاط الالف الريال على طلاب المدارس الابتدائية والثانوية والمطالبة بصرف الكتب المدرسية التي تُباع على أرصفة الشوارع وتقديمهم للعدالة أصبح ذلك من سابع المستحيلات حتى لو انت ضد العدوان وضد الفساد وإذا واصلت كشف الحقائق ربما تهدد بتهمة داعشي حتى لوكنت خريج مراقص أو بيت الزوقبي ، وان وجهت النقد البناء في المحافظات الاخرى أطلقوا عليك حوثي أو رافضي لإسكات صوتك ومصادرة أي قلم شريف.

أخيراً .. سنظل على أمل أن يتفهم الجميع النقد البناء ، وان يستفيدوا من تجارب السابقين ، وان يفتحوا صدورهم للرأي والرأي الاخر مهما كان مؤلماً ، لان ما يجري اليوم في اليمن ولبنان والعراق ،، من مشاريع مشبوهة جدير بنا أن تدفعنا الى التسامح والتصالح وتعزيز الثقة وتقديم التنازلات والبدء بالمفاوضات التي توصلنا الى سلام الشجعان الذي ليس فيه غالب ولا مغلوب بدلاً من الاستمرار في الحروب بالوكالة التي تستنزفنا على مدار الساعة وتصدع النسيج الاجتماعي وتقسم أراضينا وتصادر سيادتنا ، فهل من رجل رشيد؟.

Shawish22@gmail>com

حول الموقع

سام برس