بقلم / احمد الشاوش
يحتفل اليوم اليمنيون وسائر الدول العربية والإسلامية بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين حيث تكتسي العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى بالألوان الخضراء والانوار والاضواء الزاهية التي حولت العاصمة الى لوحة خضراء أشبه باللؤلؤ التي تعكس عظمة المناسبة والاحتفال الرسمي والشعبي الكبير في كل ساحة ومؤسسة وحي وشارع في مشهد مهيب.
لذلك ما أجمل ان نحتفل في هذا اليوم العظيم بميلاد رسول البشرية ونبي الامة الذي أنتشل الامة من الظلمات الى النور ، بكل مشاعرنا واحاسيسنا وقلوبنا وطاقاتنا وأرواحنا.

وما أروع ان نقف في مثل هذا اليوم العظيم اجلالاً وتكريماً وكلنا فرح وسعادة بهذه المناسبة السعيدة على قلوبنا وهذا الحدث الكبير والمحطة العظيمة والسيرة العطرة لأعظم انسان و رسول ونبي غير مجرى التاريخ من خلال تبليغه منظومة من القيم الروحية والمبادئ والقوانين الربانية التي هذبت النفس البشرية وإعادة للإنسان كرامته وللمرأة قيمتها وللبشرية توازنها وعنفوانها رغم الفراغ والفوضى والطغيان الذي سبق مولد الهدى.

لذلك فإن الاحتفاء والاحتفال على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع والدولة ومؤسساتها بميلاد النبي الأعظم عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام ، هو محطة دينية وتاريخية وإنسانية لمراجعة النفس وايقاظ الضمير واستلهام قيم الصدق والأمانة والرحمة والتكافل والنخوة واحياء قيم المرؤة ونصرة المظلوم وتطبيق العدالة والمساواة واستلهام الدروس والعبر من تلك السيرة النبوية العطرة والمسيرة المحمدية العظيمة لتكون منطلقاً للجميع نحو العزة والكرامة والعدالة والبناء والغد المشرق .

وما أجمل واروع أن نردد قول الشاعر احمد شوقي في مدح خاتم الأنبياء والمرسلين

ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وسناء

الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى والسدرة العصماء

بك يا ابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء

أخيراً .. من حقنا أن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة وان نُسخر كل الإمكانيات لهذا الحدث العظيم بعيداً عن الاسراف والتبذير والغرور والفساد ، وفي حدود العقل والمنطق وليس على حساب بطن جائع أو مصاب بالسرطان والفشل الكلوي والقلب أو موظف متشرد ، ومن واجب الدولة وقياداتها ومؤسساتها ان تقوم بواجباتها ومسؤولياتها القانونية والأخلاقية والدينية في صرف مرتبات موظفي الدولة وإنقاذ المواطن من الجوع والفقر وغلاء الاسعار باعتبارها المسؤول الأول والأخير تجاه الشعب والمدن التي تحت سيطرتها وسيادتها وليس الآخرين لتكتمل الفرحة ، تجسيداً لنهج خاتم الأنبياء والمرسلين ، بإن كل راع مسؤول عن رعيته.

حول الموقع

سام برس