بقلم/عبد الحليم سيف
تأهل منتخب الناشئين لبطولة آسيا 2023

فاز منتخبنا الوطني للناشئين، على نظيره البنغالي، برباعية نظيفة، في ثالث مواجهاته في تصفيات المجموعة الخامسة، ليتاهل إلى نهائية بطولة كأس آسيا 2023 للناشئين( تحت 17 عاما) .

ومع إطلاق حكم المباراة الاوزبكي صفارة النهاية، اكتست وجوه اليمنيين المتواجدين في "استاد محمد مصطفى كمال" في العاصمة البنغالية (دكا) بالفرحة العارمة ؛ سواء الجهاز الفني والإداري واللاعبون.. أو أفراد الجالية اليمنية -والعربية هناك ؛رغم قلتهم- مقارنة بالكثافة العددية البنغالية - ؛ إلا أن أصواتهم كانت تعلو في المدرجات بقوة وحماس ، يرفعون علم الجمهورية اليمنية ، ويهتفون بأسم المنتخب واللاعبين؛ في مشهد مكرر لما حدث في البطولة العربية للناشئين المقامة بالجزائر في أغسطس الماضي ..وفي ذات الوقت جاء رجع الصدى للصوت اليمني الخارج عبير الاثيرة من دكا، قوياًً عالياً ومدوياً؛ عبر حناجر الجماهير اليمنية الوفية، في أرجاء الوطن وخارجه، تعبيراً عن الابتهاج بانتصار براعمها الواعدة، في ظروف هي الاقسى، تعصف بالبلاد والعباد، نتيجة للحرب العبثية!!

نحو أقل من ساعتين، بين الرابعة والسادسة قبيل مغرب هذا اليوم الأحد بتوقيت صنعاء ، استمتعت كغيري من اليمنيين عبر شاشة "السعيدة" الفضائية ، بأداء مبهر؛ ورجولي ؛ قاتل فيها أشبال اليمن حتى النهاية، واستحقوا الانتصار على البنغاليين، حيث امطروا عرينهم بأربعة أهداف دون رد، وذلك في مباراة حاسمة ومصيرية لم تكن سهلة.

وفي هذا المشهد، أن ينتصر اشبال اليمن على منافسهم البنغالي؛ أحد أقوى فرق آسيا للناشئين، وقد حشد كل اسلحته الإعلامية والمعنوية والجماهيرية ؛ لخوض معركة فاصلة؛ على ملعبه؛ متسلحا بارقام بطولاته السابقة ؛ يعني من بين أمور كثيرة أن المنتخب اليمني للناشئين ، يثبت مجددا أنه اكتسب خبرة وثقة، ولديه القدرة على مجاراة الخصم ، وامتصاص حماسه ،واندفاع هجومه، منذ ضربة البداية!!

وهذا ما رأيناه في الدقائق الأولى من مجريات مباراة اليوم ..حيث بدأ المنتخب البنغالي قويأ ومتسيدا للملعب،مهاجما مرمى منتخبنا بضراوة .في حالة مستميته ليصعق فيها أشبالنا بهدف مبكر؛ ثم يتحكم في مسار اللعب فارضا ايقاعه ؛وسط صخب أصوات جمهوره البنجلاديشي ، في محاولة لترجمة تصريحات مدربه الانجليزي - الاسترالي الجنسية، حينما قال قبيل انطلاق المواجهة:" ان اليمني هو العائق الوحيد أمامنا ولكننا نخوض المواجهة من أجل الفوز ولا شيئ غيره..." بحسب ما نقل٧ معلق قناة السعيدة منير باكر ؛ الذي بدا صوته مرتعشا نوعا ما، وكأنه فوجىء بأداء الفريق البنجلاديشي بقوله :" مرت 15دقيقة من عمر المباراة والمنتخب البنغالي هو الأفضل والاقوى ..في حين لم يصل لاعبونا بعد إلى منطقة الخصم ويهددون مرماه!! .

.بيد أن خط الدفاع اليمني مع حارسه وضاح انور ،كان له رأيا آخر..فقد تمكن من أحباط هجمات البنغال المتتالية ..فيستلم خط الوسط والهجوم بقيادة المسترو عادل عباس زمام المبادرة.. نقل لاعبونا مجريات المواجهة إلى عمق الفريق البنغالي..وويسجل أنور الطريقي الهدف الأول في الدقيقة 21، ويضيف محمد وهيب الهدف الثالث في الدقيقة 36، ويأتي دور عادل عباس ليرفع غلة الأهداف في المرمى البنغالي في الوقت بدلا من الضائع، بهدف قاتل جاء" بطريقة برازيلية ونكهة يمنية" يصرخ المعلق.لينتهي الشوط الاول ، و ثم يستئنف الشوط الثاني..و بنفس الاداء اضاف البديل محمد البرواني هدفا رابعا وكأنه رصاصة الرحمة ..وبهذه النتيجة توج أشبال اليمن فوزه الكبير بهذه التصفية، وحصد تسع نقاط كاملة و18هدفا وشباك نظيفة. من ثلاث مبارياتت ، فقد اكتسح فريق" مملكة السعادة بوتان "بثمانية أهداف.، مقابل سداسية اودعها في عرين نظيره السنغافوري.. !!.


على كل حال ، يختزل الانجاز الماثل أمامنا اليوم، جملة تنويعات ملحمة الالق الكروي ، التي تثبت للمرة الثالثة على التوالي أن المنتخب اليمني للناشئين،ليس فريق اللاعب الوحيد، فكل اللاعبين نجوم؛ وهذا في ظني هو مفتاح الفوز؛ وسر التألق في كل مباراة..،وبالتحديد هذا يكشف أن اللاعبين وعلى رأسهم عادل عباس صانع الأهداف، ومعه: الكابتن عصام ردمان، وضاح انور، عبد الرحمن الخضر، عبد الرحمن عبد الله ، محمد البرواني، سعيد العولقي ،أحمد الحاج، محمد وهيب، هيثم السلامي، محمد المنصوري، ،عبد الله الحصيني ، مختار موفق ،على الحنبصي، محمد الهندي، عمر البراق، أسامة الاسدي، هيثم مقبل هشام الحصيني وغيرهم في دكة البداية في كل مرة..يرفعون شعار" لا بديل عن الفوز "، ولذلك لاعبوا بعزيمة وإرادة تجسدها الروح الواحدة .

ولكن هل هذا كل شيء؟!

قطعاً لا..، وهنا أسمح لنفسي، ومن موقعي كمتابع وشغوف بلعبة كرة القدم، اتمنى من المدير الفني لمنتخبنا الكابتن محمد البعداني ، حرصه على أن يشاهد اللاعبون كل مباريات المنتخبات الموتأهلة إلى بطولة آسيا 2023؛ للتعرف على نقاط القوة والضعف للمنافس، ومعالجة الأخطاء والهفوات التي وقع بها لاعبونا بحيث يتمكن منتخبنا من خوض المباريات المقبلة متسلحا الثقة بالنفس والعزيمة.. وبعيدا عن "الغرور".

والمطلوب ثانيا العناية بالاعبي المنتخب، لجهة تقوية البنية الجسمانية والبدنية ، والاعداد النفسي، واكسابهم المزيد من المهارات الفردية والجماعية، وخوض مباريات تجرييبة ، وقبل ذلك تعظيم الروح الجماعية داخل الملعب وخارجه.

تمنياتنا لمنتخبنا الواعد القادم من عمق اليمن الحزين ؛ والذي اعاد لشعبنا الق الابتسامة التي نساها، وقدم للساسة درسا وطنيا خالصا ، لوضع نهاية لطريق المحن والكوارث...وجعل هذه الحرب خاتمة لكل الحروب والصراعات...فهذا هو الأمل ..وذاك المرتجى.!!

حول الموقع

سام برس