بقلم/ يحيى محمد القحطاني
رغم مرور 60 عاما، على قيام ثورة السادس والعشرون من سبتمبر الخالدة عام 1962م، ضد حكم إمامي كهنوتي متخلف، ومرور 59 عاما، على قيام ثورة الرابع عشرمن اكتوبر المجيدة عام 1963م ، ضد اﻹستعمار البريطاني البغيض وأذنابة السلاطين ، فقد كان اليمنيون في تلك العهود المظلمة، مصابون بجراحاتٍ كثيرةٍ، بل لا يكاد جرح يَبْرَأ،ُ حتى تَنْتَكِثَ جراحات أخرى.

و كما يقال من شب على شيئ شاب علية، فهاهي منجزات الثورتين سبتمبر وأكتوبر، والتي تحققت خﻻل نصف قرن من الزمن تتوارى من أمام أعيننا، ونعود من جديد إلى عهد القطرنه والعبودية، بسبب الحرب، والحصار من البر والبحر والجو على اليمنيين من قبل السعودية واﻹمارات وامريكا وإسرائيل، ومن أﻹرهاب واﻹرعاب الديني، واﻹقصاء من الوظيفة العامة من الداخل، من قبل جماعات دينية متطرفة، وأحزاب قومية وإشتراكية، وحراكيين إنفصاليين ومناطقيين .

وماحدث في يوم 8 أكتوبر عام 2016 في جريمة الصالة الكبرى، والتي نفذها طيران، جارة السوء السعودية وربيبتها اﻹمارات وولي نعمتهم أمريكا وإسرائيل، الذين قتلوا وجرحوا أكثر من 980 شخص، إضافة إلى مئات المجازر اﻹجرامية اﻹرهابية، والتي تم إرتكابها في حق اليمنيين ، في مختلف محافظات الجمهورية، من بداية العدوان عام 2015 وحتى يومنا هذا، حيث قتلوا أكثر من 200000 ألف شهيد من أطفال ونساء وشيوخ، وأكثر من 300000 الف جريح، قاموا بإحتﻻل موانئنا وجزرنا وأرضنا، نهبوا ثرواتنا النفطية والغازية، قاموا بتهديم البنية التحتية، من مدارس وجامعات ومستشفيات ومصانع وطرقات وجسور، حتى مخيمات الﻻجئين وبيوت الله، لم تسلم من حقدهم وإجرامهم .

وما يؤسف له، أن تأتي مباهج أفراحنا هذا العام، بذكرى عيد الوحدة اليمنية، والذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، وذكرى مولد الرسول اﻷعظم عليه افضل الصﻻة والتسليم، والذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 من أكتوبر المجيدة، ووطننا يمر بظروف استثنائية ، بالغة الصعوبة والتعقيد، تثيرالقلق حول مستقبله على الصعيد، اﻷمني والسياسي والاقتصادي، وعلى الثورة والجمهورية، والوحدة اليمنية والسلم اﻹجتماعي، وفي ظل غلاء فاحش للمواد الغذائية والبترولية، وهدنه هشة، غير واضحة المعالم، ﻻ تسمن وﻻ تغني من جوع، وليس لها أول وﻻ آخر، فرضت بالقوة من الخارج، فأدخلوا اليمن أرض وإنسان، في معمعة أﻵ حرب و أﻵ سلم، فلا مطارات فتحت، وﻻ موانئ فتحت، وﻻمرتبات الموظفين الجائعين المقطوعة من سنين صرفت .

وهكذا يلاحقنا نحن اليمنيين النحس والدبور، من يوم خلقنا الله، وكأنه مكتوب علينا قديما وحديثا، الفقر، والجوع، والمرض، والموت، والجهل وفساد المسؤولين، كبيرهم وصغيرهم، والمال المدنس الخليجي، الذي جند ودرب وسلح المليشيات المناطقية والطائفية، في كل محافظات الجمهورية، وقام بشن حرب بربرية منذ سبعة أعوام وستة أشهر، بشتى أنواع اﻷسلحة المحرمة دوليا، من البر، والبحر، والجو، هذه الحرب البربرية قد أعادة اليمن 50 عام، إلى الخلف في كل المجاﻻت ، وحتى اﻷن ﻻ يوجد أي افق لتوقفها، لذلك فإن اليمنيين يحتاجون إلى مبادرات تخرج الناس ، من تخندقهم خلف متاريس الحروب والصراعات والمناكفات الحزبية، وتجاوز كل الخلافات الصغيرة والمصالح الضيقة، وتنتصر في النهاية للمصالح العليا لليمن أرض وإنسان.

فلا يجوزأن نترك الأمورللعواصف الخارجية أو الداخلية، لكي ترسم لنا مستقبلاً لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى ملامحه، والله من وراء القصد.

حول الموقع

سام برس