بقلم/ حسن الوريث
قال لي زميلي المواطن العزيز هل تعرف ان من مهام مجلس الشورى تقديم الرأي والمشورة بما يسهم في رسم الإستراتيجية الوطنية للدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والخطط والبرامج المتعلقة بالإصلاح الإداري وتحديث أجهزة الدولة وتحسين الأداء وغيرها من المهام التي انشئ من أجلها.. قلت له هذا الذي يفترض لكن مجلس الشورى ابتعد كثيرا عن مهامه الأساسية وتحول إلى مجرد مجلس لاصدار البيانات فقط لا يتجاوزها وعلى حساب دوره المفترض .

قال لي زميلي المواطن العزيز فعلا كلامك صحيح وهذا ما نلمسه ففي كل يوم نسمع بيان صادر عن مجلس الشورى وربما أكثر من بيان على حسب حالة الطقس إلى درجة أن أصبح المجلس محل سخرية من الكثيرين الذين يتهكمون على هذا الأمر .. قلت له أتدري ان احد المواطنين لديه مشكلة مع جيرانه وتوقع أن يصدر المجلس بيان تأييد له على اعتبار أن وظيفته الان هي إصدار البيانات .

قال لي زميلي المواطن العزيز .. وماذا عن مجلس النواب ؟ قلت له نستطيع القول ان مجلس النواب ليس أفضل حالا من مجلس الشورى فمهمته الان صارت مجرد منح الوسامات والشهادات وتوزيع الاشادات هنا أو هناك حتى تلك التعديلات القانونية التي سمعنا عنها كانت سيئة مثل التعديل الهزيل لبعض مواد قانون العلاقة بين المؤجر والمستأجر وتعديلات قانون الضريبة وغيرها ووقف فيها ضد المواطن.

قال لي زميلي المواطن العزيز .. مسكين هو المواطن اليمني الذي وقع ضحية هذين المجلسين وفقد الأمل فيهما كثيرا فمجلس الشورى ترهل وأصبح عدد أعضائه يفوق ما هو محدد في الدستور إلى درجة أن المواطن اليمني كلما سمع عن تعيين أعضاء جدد فيه يقول ساخرا " ارحبي ياجنازة فوق الاموات " وهم فعلا كذلك حيث لم يعد لهم عمل سوى التوقيع في كشف المليون ريال واستلام السيارة وبدل المرافقين وكذلك أعضاء مجلس النواب الذين لا يهمهم سوى مرتباتهم وبدل الجلسات التي تحولت إلى روتين ممل وممل جدا جدا حتى جلساتهم مع الحكومة التي لم تعد تخاف منه صارت تتم لذر الرماد في عيون المواطن .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. إلى متى سيستمر الوضع هكذا مجلس شورى للبيانات ومجلس نواب للشهادات؟ وهل أعضاء مجلس النواب الذين تم انتخابهم من قبل الشعب وأعضاء مجلس الشورى الذين تم تعيينهم لخدمة الشعب تخلوا عن مسئولياتهم تجاه الشعب واقتصر دورهم على استلام المرتبات الباهضة في الوقت الذي يبحث الموظف عن نصف راتب كل ستة أشهر ؟ وأين دور قيادة هذين المجلسين من كل ذلك ؟ .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز في رايك اين سيجد هذا الشعب من ينصفه ؟ وهل يمكن أن يعود مجلسي النواب والشورى لأداء مهامهما كما هو محدد لهما في الدستور ام انهما يؤديان الدور المرسوم لهما وممنوع عليهما تجاوزه ؟.

قال لي زميلي المواطن العزيز .. نأمل ذلك ونتمنى أن لا يبقى الوضع كما هو ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب .

حول الموقع

سام برس