بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلم
أن قضية الجنوب هي إحدى قضايا الصراع الرئيسية في اليمن ودون معالجتها سيكون من الصعب تحقيق تسوية شاملة للصراع اليمني متعدد التحالفات والتيارات والمناطق والمصالح الداخلية والخارجية .

لأن أي سلام شامل في اليمن دون مشاركة الأطراف الجنوبية بشكلها المتعدد ستكون ناقصه وبالتالي فإن من مصلحة الجنوبيين أن يكون هناك حوار جنوبي جنوبي تسبق المفاوضات الشاملة مع الاطراف المتواجدة في الشمال لان الفصائل الجنوبية لايزال هناك تباعد كبير فيما بينها من حيث الاهداف والتمثيل للجنوب .

لذلك لايزال هناك كثير من الجهد والعمل يجب أن تقوم به الاطراف اليمنية والمنظمات الدولية والدول الاقليمية والدولية ومن يريدون السلام في اليمن لتمكين الجنوبين من الحوار والوصول الى تحديد أهدافهم حول المستقبل السياسي للجنوب وهذا يثير سؤلا اساسيا حول ماإذا الجنوبيين على استعداد لمثل هذا الحوار وتقديم التنازلات للوصول الى الحل السياسي الشامل في أطار الحوار الوطني الشامل مع كل الاطراف اليمنية .

ان الجهد الدبلوماسي الأمريكي المبذول للتوصل الى وقف الحرب في اليمن من خلال محاولاتها الاخير ه وإعلانها عن ذلك في أول خطاب للرئيس الامريكي بايدن وماتلي ذلك من تصريحات امريكية أصبح امر صعب التطبيق على ارض الواقع والسبب وراء هذا التشاؤم هو نتيجه لعدة أسباب لعل أهمها الصراع بالوكالة بين الداعمين للأطراف اليمنية المنخرطة في هذه الحرب حتى اختلطت الأوراق السياسية بالعسكرية وأصبح من الصعب على الولايات المتحدة إيجاد ألية مقبولة يمكن من خلالها التغلب على المعوقات اليمنية بالإضافة إلي عدم قدرتها على تطويع الاطراف الاقليمية والدولية للتوافق معها في صياغة حل تقبل به جميع الاطراف سواء اليمنية أو الاقليمية والدولية .

أن خطورة هذة المرحلة هي في كيف سيتم التوافق بين أعضاء المجلس الرئاسي في أتخاذ القرارت الهامة التى ستحدد مسار المرحلة المقبلة وتحقيق هدف جميع اليمنيين في الوصول إلى سلام شامل يحقق الاستقرار الدائم لكل اليمنيين

يبقي السؤال الأكثر تداولا ونقاشا هو مايتعلق بمدى قدرة اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب من شقوق هائلة في النسيج الاجتماعي ومدى نجاح مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في تطبيع الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في ظل مخاوف من فشل سياسي تتسبب في حدوثه التوترات الاخيرة أو القوى السياسية الفاعلة التي سيكون على عاتقها مسؤولية كبرى في عدم الانجرار مجددا للفوضى والحرب ومن المهم تفهم الدوافع الحقيقية لحرب اليمن المعاصرة و التي أدت إلى تغيير كبير في نمط التحالفات وتوازن القوى التي يعانيها اليمن منذ فترة طويلة حتى لاتستمر مثل هذه الاختلالات لان السلام يحتاج الي إرادة قوية من جميع الأطراف لان ما تمر بة اليمن تهديد كبير علي كل دول المنطقة وتبقي أهمية أحلال السلام والإسراع في الحل السياسي الشامل في اليمن مصلحة حيوية للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعالم ولايمكن التأخر في العمل من أجلة لان الصراع الإقليمي والدولي في حالة تصاعد لايمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في نفس الوقت يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف في ظل مستجدات الأوضاع الدولية والمتغيرات التى لأيمكن التنبؤ بها

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس