بقلم/ فاطة المزروعي
الكثير منا يواجه صعوبات مختلفة سواء كانت في حياته الشخصية أو مجال عمله أو حتى في بناء علاقات الصداقة؛ إذ نجد هناك من يعاني مشكلة بدء الحوار في أي موضوع قد يكون في مصلحة العمل أو البدء بمهمة أو مشروع أو حتى الحديث عن قضية معينة.

هذه الفئة موجودة معنا ويمكن ملاحظة أنها تحاول تجنب الدخول في أي موضوع أو نقاش وأحياناً قد ترفض المشاركة في أي فعاليات أو أنشطة اجتماعية.

وبالنظر لهذا السلوك، نجده أنه ليس وليد اللحظة لأن هذا السلوك ينمو مع الإنسان منذ طفولته وهذا النوع يحتاج إلى علاج وتدخل الإرشاد النفسي، وربما هذا الشخص الحساس أو الخجول قد تعرض لصدمة في طفولته أو تنمر سواء داخل المنزل أو في مجتمع المدرسة وسبب له ردة فعل عنيفة وعميقة أثرت في نفسه وحياته فأصبح يتجنب أي موقف مشابه، وهذا ما يفسر تجنبه خوض أي نقاش أو التواصل المباشر في بيئة العمل وعدم الدخول في أي تفاصيل خوفاً من أي مواقف تسبب الإحباط.

والقصص كثيرة ومتنوعة ولا تكاد تتوقف ولكن نظرة لهذه المواقف التي تتسبب بانهيار تام للعلاقات الاجتماعية وتتسبب ببعد الشخص عن محيطه وأقاربه وأهله وأصدقائه، نجد أن المشكلة في أغلب الأحيان تبقى من دون حل ولا تزال ماثلة وموجودة والسبيل الوحيد السعي لمعالجتها والتعامل معها بهدوء وصبر؛ أما أن يقاطع الشخص أسرته أو زملاءه لمواقف عابرة أو اختلاف في الآراء، فهذا حساسية مفرطة لا داعي لها ومضرة للمجتمع وقاتلة للروح الاجتماعية، والمتضرر الرئيس من يقرر هجر محيطه وأهله وصحبه والركون نحو العزلة.

وتقول الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية، هيلين كيلر، التي تعد أحد رموز الإرادة الإنسانية، «إذ إنها كانت فاقدة السمع والبصر»: كل شيء له نكهته، وحتى الظلام والصمت، وأنا تعلمت أن أكون سعيدة بصرف النظر عن الحالة التي أنا فيها. هذه الإنسانة الرائعة تقدم لنا دروساً في الإنسانية والحياة وعمقها الحقيقي، ربما نعاني أحياناً الظروف القاسية والصدمات المؤلمة ولكن لا نجعلها حجر عثرة للخروج من مشكلاتنا وعزلتنا. ونصيحة للجميع تخلصوا من الحساسية المفرطة فلا داعي لها.

حول الموقع

سام برس