بقلم/ فارس الهمزاني
تعتمد القيادة بشكل جوهري على صناعة واتخاذ القرار، وهذا منبع ولب العمل القيادي، فالقائد لا يعمل إلا من خلال آخرين ، وهذا ما يجعله متخذا قرارات متنوعة من أجل إثارة واستثارة العاملين، ودفعهم إلى العمل داخل المنظمة.

هذا المفهوم قد يفسره البعض على أن دور القائد يكمن فقط في إصدار القرارات.

صحيح أن عملية اتخاذ القرار مستمرة في كل عمل ، وهذا يتطلب امتلاك القائد مهارات التفكير النقدي الذي يتيح له التأكد من سلامة القرار وتأثيره على النتيجة النهائية، وهذا أمر في غاية الأهمية، إلا أن إغفال البعد الإنساني والاجتماعي "العلاقات الإنسانية" عن القرارات الصادرة قد تأخذ منحى مختلف ، وهنا عنق الزجاجة.

هنا تكمن أهمية مدرسة العلاقات الإنسانية التي ظهرت في ثلاثينيات القرن العشرين ، كرد فعل للنظريات الكلاسيكية الثلاث:

البيروقراطية ، والإدارة العلمية ، والتقسيم الإداري ، التي عدت العاملين آلات تعمل من خلال الحوافز المادية لزيادة الإنتاجية ، ومن ثم أهملت العلاقات الاجتماعية والإنسانية.

القائد الذي يتفنن في إصدار القرارات ، وهو بعيد جدا عن أصحاب الشأن ، والتراكمات التي سوف تحدث جراء القرار ، يظل قائدا من ورق!.

من يصدر القرارات وهو في مكتبه، مغلقا بابه عن آراء الأخرين دون أن يشركهم أو يأخذ ويسمع منهم ، هو أيضا قائد جبان لا يستطيع أن يشارك الفريق أو يسمع آراءهم ومقترحاتهم.

ارتباط العلاقات الإنسانية بالقرارات في أي منظمة يساعد على تنمية روح التعاون بين الأفراد والمجموعات داخل المنظمات.. كما يحفز العاملين على الإنتاج، وأيضا يشبع حاجاتهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية.

بالمختصر لا يمكن للقائد الورقي أن يكون فاعلا ، وقيمة مضافة للمنشأة إذا لم يضع العلاقات الإنسانية على طاولة القرارات.

نقلاً عن الاقتصادية

حول الموقع

سام برس