بقلم/م.يحيى محمد القحطاني
نشر الكاتب اﻹيرلندي "برنارد شو "، والذي كان جسمه نحيف جداً، مقال ساخر ونقد ﻻذع، لرئيس وزراء بريطانيا " تشرشل "، والذي كان جسمه ضخم جداً، حيث قال له "تشرشل"، عندما قابله ذات يوم، من يراك يا صديقي " برنارد شو" يظن أن بلادنا تعاني من أزمة اقتصادية حادة، فأجابه " برناردشو" قائلا : و من يراك يا صاحبي يعلم فورا سبب الأزمة اﻹقتصادية التي نعاني منها، مشيرًا إلى بطنه الضخمة، هذا النقد الﻵذع والساخر، وجهه الكاتب الساخر "برناردشو" إلى رئيس وزراء دولته، والتي فيها عداله ومساواة وفيها مبدأ الحساب والعقاب، وفيها يوظف الرجل المناسب في المكان المناسب، فيها تعليم وصحة مجانية، وفيها يعيش كل المواطنين عيشا أمنا باذخا هنيا مستقرا .

أما في بلادنا اليمن فحدث وﻻ حرج، غﻻء فاحش للمواد الغذائية والبترولية، الطرق والشوارع مكسرة، ﻻ ماء وﻻ كهرباء وﻻ تعليم وﻻ صحة سع الناس، وجسم المواطن اليمني أصبح هيكل عظمي، من الفقر والجوع والمرض، ومنهم من يبحث في براميل القمامة عن بقايا طعام له وﻹطفاله، بينما التجار والمسئولين اليمنيين، يعانون من التخمة جسميا وصحيا وماليا، ﻻيخافون الله وﻻ رسوله، ولا يرقبوا بهذا الشعب إلا ولا ذمة، ينامون ويستيقضون على مكاسب خيالية، يمتصونها ويكدسونها يوميا، من دماء الشعب اليمني، المسحوق والمغلوب على أمره، ليهربونها ويستثمرونها في دول عربية وأجنبية .

بينما الشعب المسكين المنكوب بهم، ﻻ يناله منهم إﻵ حروب وصراعات طائفية ومذهبية ومناطقية، ضوضاء وإزعاج وغازات سامة تلوث الهواء، من المولدات الكهرباء التابعة لهم، أمراض سرطانية وتشوهات، من تجارتهم الصناعية والزراعية والحيوانية، ومن تهريبهم لﻷدوية واﻷغذية، الفاسدة والمنتهية الصﻻحية إلى داخل اليمن، وما الأطفال الذين ماتوا في مستشفى الكويت، أوالمرضى في مصر واﻹردن والهند، إﻻ دليل ساطع على فسادهم الكبير في كل المجاﻻت، ثم يقولون لنا وللعالم بأنهم يحاربون الفساد، كذب وبهتان وزور، فقط تنعقد مؤتمرات وندوات، شعارات وخطب تردد، عن محاربة الفساد والفاسدين، وعن زيادة الانتاج الزراعي وإصلاح الصحة التعليم والقضاء، مجرد كلام في الهواء، ﻻيسمن وﻻيغني من جوع .

أيها اليمنيون الفساد هو الفاحشة الكبرى، وهو مرض يجب استئصاله وبتره، كونه معدي ومضر، على التعليم والصحة والتنمية واﻹقتصاد والقضاء، فلا يجوزممارسته وﻻ السكوت عليه، وعلينا أن نعالج الفساد ونمنعه، لأننا لا نريد أن يكون بيننا مريض بهذا الوباء، الذي يلطخ الدولة ككل ويلوثها، لذلك فإن أول خطوة نحو الإصلاح هي الإعتراف بالخطأ، والخطوة الثانية الإصرار على إصلاحه، وليس محاولة إصلاحه فقط أو التغطية عليه، لأنه بمجرد ترك خطأ واحد بدون إصلاح، تتراكم عليه أخطاء أخرى، وإصلاح المجتمع لا يحتاج إلى معجزة أو قوة، وإنما يحتاج إلى شيء بسيط، حب الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا، فالمحبة هي المفتاح للإصلاح.

وأيضاً علينا أن نقاوم الفساد، من خلال معرفة القوانين التشريعية التي وضعت، لكي تكون الرقيب الأول على الفاسدين، وعلى الجميع أن يجعل من تلك القوانين، حادة وصارمة وﻻ يوجد تلاعب في تطبيقها، كما يجب على الدولة تحسين اﻹمور المعيشة، لجميع اليمنيين موظفين وغير موظفين، وإطﻻق مرتبات الموظفين المقطوعة منذ سنين طويلة، ورفع الأجور بما يتناسب مع الحياة المعيشية والسكنية، حتى لا يضطر الموظف إلى البحث، عن مصدر غير شريف للكسب، ويجب أيضا على كل موظف في الدولة أن يؤدي القسم أمام الله والجهات المختصة، وأن يعمل جاهداً للحفاظ على ذلك القسم، والله من وراء القصد .

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس