بقلم/ محمود ياسين
لمحت صورة لك ياشيخ حميد وانت ترتدي كوت مربعات وثوب ملون .

لم يرقني ذلك الاحساس الذي ينتابك وقد خلصت فقط لحراسة الثروة .

الجميل في أسلوبك انك لم تأخذها مسألة حياة او موت ورحت توظف ثروتك في تخريب ماتبقى من بلادنا ، هذا جيد ويحتسب لك ، لكنني مصر على أن هناك حياة أخرى غير هذه ، حياة تتخطى المشاركة بين حين وآخر في مهرجان ما او انتظار دعوة خليجية على سبيل العرفان للأيام الخوالي .

على كل ماتتمتع به من تهذيب معي على الاقل في علاقة شخصية بقيت تقدم نفسك في كل تواصل هكذا : معك حميد بن عبد الله ، كيف استاذنا ؟.

هذا الحديث يقود للتأمل في فكرة المآلات ، وفي ماله علاقة بمآل نخبتنا السياسية والقبلية وحتى الثقافية ، الانصراف لرثاء الأنا السياسية وتعويض الخسارة في هذا الأمر بمراكمة النقود .

اقترحت لك نمطا مختلفا يتجاوز حتى شراء سلسلة مطاعم تركية وافتتاح فروع جديدة لمؤسستك في القرن الافريقي والسودان ، هناك بالتأكيد دنيا بديلة ، ولقد استبعدت فكرة العودة لليمن ذلك ان وجودك فيها لن يكون بمقاسك فلم تعد ظروف المشيخ متاحة ولو في حدودها الأقل ، هي هكذا الأقدار وما يتبقى من فرص التحولات وعواصف الزمن ، لا تبقي للبعض من إمكانية عودة واستعادة المكانة والنفوذ حيث نبتت وعلى الارض والمساحة التي كانت ، ولا يعود هناك من مساحة وتعريف للعودة غير ان يعود الانسان وهو جثة ليحصل بالكاد على مترين في متر في ارض كانت كلها يوما بتصرفه وممتدة بمقاس طموحاته ، لكن هكذا هي الحياة وهكذا هي تقلبات الاقدار ياشيخ حميد ، وانا لا ادري سببا او انطوي حقا على دافع سيئ من اي نوع ، كل ماهنالك أنني ومثلما انت تمارس مايمكنك فعله كرجل اعمال ولا يسعك التوقف عن مراكمة الثروة ،انا ايضا اموت في حال توقفت عن الكتابة ، لدي الكلمات فحسب لأراكمها فهي ثروتي الوحيدة .

وعلى كل التداعيات الذهنية والتمييز بين نوعين من المصائر الا أن المؤكد أن لا احد منا اختار مصيره ، ليجد كل منا ماتبقى لديه من شجاعة للبقاء ، وبمعزل عن يقيني بكونك ستظل تربح من اسطنبول وأظل اكتب من صنعاء ،واليقين عندي أنني الرابح ، إذ لا مكان ولا غواية ولا باعث حياة قد يوازي رائحة التراب والبقاء مثل طولقة عصية على الانتقال ، ثمة نباتات تفقد رغبتها في الاستمرار ذلك أن الشمس لا تعود هي الشمس وسقيا الماء تتحول لعصارة مخلفات مؤكسدة بالاغتراب

القمح مر في حقول الآخرين والماء مالح .

غير أن الأمر تحول عندي لشكل من التقمص ولو على سبيل المرح الذهني مع صديق قديم وابن شيخ مهذب .
يعني لو كنت مكانك وامتلكت ثروتك كنت سأشتري جزيرة في المحيط الهادي واسميها الجمهورية اليمنية ، اغرس قات واجيب من حاشد وبكيل عندي واخليهم يتراموا .

نقلاً عن المشهد اليمني

حول الموقع

سام برس