بقلم/ حسن الوريث
لولا عناية الله لكنت اليوم أحد ضحايا الحوادث المرورية حيث كنت برفقة الزميلين أحمد الشاوش ومحمد العزيزي في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء وبينما كنا نمشي إذ بسيارة نقل كبيرة تأتي من الخلف وبسرعة كبيرة ولم أشعر إلا بصوت الزميل العزيزي وهو يصيح انتبه ولولا تدخل الزميل أحمد الشاوش الذي سحبني بقوة فكانت الصدمة في يدي اخف والأدهى من ذلك أن السائق لم يعرف انه أخطأ بل إنه رغم كل ذلك كان قليل ادب لولا ان الناس الموجودين تجمعوا وكادوا ان يضربوه حتى اضطر للاعتذار ..

وقد تذكرت ان هذه الأخلاق السيئة لهذا السائق ليست من فراغ اذا كانت إحدى سيارات الشرطة وتحمل رقم 602 تسير في تقاطع شارع تونس مع شارع العدل عكس الخط وحين حاولت أن أكلم السائق بأن هذا خطأ وانه يفترض أن يكون قدوة اذا به والشخص الذي بجواره وبعنجهية غريبة عجيبة يتحدثون بتحد كبير لولا أنني تركتهم وتداركت الأمر لكان حصل اعتداء عليا من قبلهم وهذا السائق ليس حالة فريدة بل ان معظم سائقي سيارات الشرطة والدولة وأصحاب الهيلوكسات بنفس التصرفات يكسرون قواعد المرور متى وكيفما شاوا دون حسيب أو رقيب وهذه القدوة السيئة هي التي يقتدي بها الناس في تصرفاتهم ومخالفة كافة الأنظمة والقواعد المرورية وغير المرورية .

سيدي الوالي..

هذه الحوادث المرورية اليومية وضحاياها الذين يسقطون يوميا بالالاف قتلى وجرحى والخسائر في الممتلكات تؤكد الحاجة إلى ضبط المشهد المروري الذي يعاني انفلات غير مسبوق كما أننا بحاجة إلى أن تكون أجهزة الدولة والحكومة والشرطة هي القدوة في الانضباط والالتزام بقواعد المرور وليس العكس لان الناس يتعلمون الفوضى منهم وعندما تكون القدوة سيئة بلا شك أن المقتدي سيكون أسوأ.. ويجب أن نعرف أن القضية المرورية تحتاج إلى عمل كبير متكامل بين الجميع والاهم ان نعرف انها ليست مجرد جباية فقط كما هي الان ..

اما الدراجات النارية وكوارثها وبلاويها وانعدام أخلاق معظم سائقيها فحدث ولاحرج فقد صارت كابوس وايما كابوس على المواطن والعجز المروري معها يتجلى في أسوأ صوره حتى عنجهية مايسمى الضبط المروري فتتلاشى عند هؤلاء ..والتجربة خير برهان .

سيدي الوالي..

تحولت الصورة الذهنية لشرطي المرور عند الناس إلى مجرد شخص يمكن أن يكسروا النظام والقواعد مقابل مبلغ تافه في جيب هذا الشرطي وصار كل من يكسر هيبة الدولة والنظام وحتى الناس جميعهم لديهم التصور بأن ذلك يمكن بتلك الطريقة اما من كان مسئولا أو شيخ قبلي أو تاجر فإنه سيتجاوز كل الأنظمة والقواعد المرورية بالقوة دون أن يخشى أحد اما من يسمون أنفسهم الضبط المروري فإنهم يستقوون على المساكين ولا تظهر البهررة إلا عليهم وتحول هذا الجهاز إلى عدو المواطن وليس صديقه كما يفترض .

سيدي الوالي..

لو ان دكتور الجباية كلف نفسه بالنزول إلى الشوارع ليتعرف على كل تلك الفوضى المرورية التي تتم تحت ادارته لكان قدم استقالته فورا لكنه جاء لتنفيذ مهمة جباية الأموال فقط لا غير وليذهب الشعب إلى الجحيم ومما لاشك فيه كما قلنا سابقا ان من جاء بهذا الشخص من إحدى المؤسسات الفاشلة كان الهدف هو إفشال المرور عن طريق هذا الدكتور لانه غير جدير بتحمل المسؤلية وكل همه هو الجباية والجباية فقط اما حياة الناس لا قيمة لها عنده .. فهل تعرفون انكم تتحملون مسئولية الأرواح التي تذهب جراء الحوادث المرورية وستحاسبون عليها يوم الحساب لانكم تتفرجون على الأمر دون اتخاذ أي خطوات أو إجراءات حقيقية؟.

سيدي الوالي..

صارت القضية المرورية خبط عشواء ومزاجية وليست مبنية على أسس علمية وتحتاج إلى معالجة وفق رؤية متكاملة اما ما يجري حاليا فإنه يزيد الأمر تعقيدا وسوداوية والخطوة الأهم تبدا من حسن اختيار من يدير هذا الجهاز وفق معايير الكفاءة المهنية والخبرة والقدرة والتجربة والاخلاق وليس اختيار عشوائي لشخص بعيد كل البعد عن كل ذلك.

فهل هناك نية لإصلاح الوضع أم لا ؟ وهل وصلت الرسالة سيدي الوالي وسيتم إبعاد العاجزين والفاشلين وأولهم دكتور الجباية ام ان الوضع سيبقى كما هو.. عجز مروري وموت مجاني من الامام والخلف يحصد أرواح الآلاف من البشر ؟.. دعواتكم لي بالشفاء ولوطننا اليمني بالامن والامان والسلامة من الحوادث المرورية والخلاص من هذا المدير عديم المسئولية وأمثاله من الفاشلين العاجزين ..

حول الموقع

سام برس