بقلم/يحيى يحيى السريحي
سعي السعودية لاعادة العلاقات مع ايران رد فعل على خروج الامارات تحديدا من العباءة السعودية سيما فيما يخص تحالفهم وتأمرهم في العدوان على اليمن وتدميره وسرقة ثرواته ، وتدمير بنيانه ومقدراته ، لان السعودية كانت تعتبر نفسها الوصية على امارات ودويلات الخليج العربي قاطبة وأكبر أخواتها وعلى تلك الاخوات من الامارات والدول الخليجية الاخرى أن تسمع وتطيع - طبعا - باستثناء سلطنة عمان التي نهجت لنفسها واتبعت سياستها الخاصة التي تترجم قناعتها وتعاملها مع بقبة دول العالم بحسب المواثيق والاعراف الدولية ومبدأ احترام سيادة الدول ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير الا في مساعي الخير والسلم والاصلاح.

بيد أن العقود الثلاثة من عمر دويلات الخليج ، الاخوات كبرن وبلغن سن الرشد ولم يعدن بحاجة لوصي عليهن وبدأن الخروج عن العبائه السعودية بل صار لكل منهن عبائتها الخاصة.

كما ظهرت لبعض تلك الاخوات لا أقول سن العقل بل أنياب يكشرن به صوب السعودية - الاخت الكبيرة - التي يعتقدن أن تلك الاخت قد شاخت وعجزت عن حماية نفسها ناهيك عن حماية غيرها ممن نصبت نفسها عليهن وصية دون وجه حق ، وبخاصة دولة الامارات التي تسعى جاهدة أن تكون البديلة للسعودية وتتربع على عرش الوصاية والقيادة الخليجية ، لذلك لم تتوانا الامارات عن السير في مسالك المردة والشياطين وأن تضع يدها في يد الصهاينة والامريكان وتنفذ مؤامراتهم في المنطقة وتحيك معهم الخطط والمكائد لتحقيق ما يريده اعداء الامة العربية والاسلامية من تلك الشعوب طالما أولئك الاعداء سيحققون لها مبتغاها وحلمها في النيل من تلك الوصاية على الخليج وما يمكن أن تصل اليه يدها المبتورة من دول عربية أخرى كاليمن مثلا ، والتي كان لها أطماع ومصالح وأجندة خاصة بها كانت مخفية بداية العدوان والحرب على اليمن حتى ظهرت تلك الاطماع الامارتية على السطح ، وانكشف ما كان مستور للسعودية تحديدا والتي تأكد لها أن الامارات بدأت تنازعها الملك والمكانة وتتفوق عليها في الاطماع .

وتعلم السعودية ان الامارات تربطها علاقات ممتازه مع ايران مع وجود الخلاف الناشب على الجزر التي تدعي الامارات امتلاكها التاريخي لها غير أن الخلاف بين الدولتين على هذه المسألة لا يتعدى المراشقة بالالفاظ والكلمات في وسائل الاعلام ومصمصة الشفايف ؟! ثم ان الامارات تعول كثيرا على الدور الايراني لمساعدتها اذا ما دعت الحاجة الى ذلك ، بعكس السعودية التي عملت مكاشفة ومحاسبة صريحه مع الذات وتأكد لها أنها خسرت الكثير من الاصدقاء والاشقاء وانها تقف اليوم شبه وحيدة على الرصيف الدولي لا سيما بعد خلافها مع ولي أمرها وحامي حماها ومستغفلها على الدوام أمريكا ، وهناك حرب اليمن التي تضعضعت بسببها وسببت لها تلك الحرب خسائر مادية وتكاليف باهضة كسرت ظهر البعير ( بن سلمان ) ناهيك أن الحرب نفسها من الناحية المعنوية أظهرت للعالم كم أن السعودية ضعيفة وهزيلة ولا تقوى على الوقوف بمفردها في مواجهة اليمن.

ضف الى تلك الخسائر السعودية صورتها المشوهه في العالم لانتهاكها الحقوق والحريات لشعبها وشعوب غيرها من الدول ، ودعمها للجماعات الارهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش ، لأجل ذلك تسعى السعودية جاهدة تجميل وجهها واعادة تجبير ما انكسر من عظامها التي باتت اليوم تعاني من هشاشة مستعصية في جميع عظامها ومفاصلها وبأمس الحاجة للتدخل الجراحي والذي تمسك ايران بمشرطه.

فاعادة العلاقات مع ايران هو العلاج الناجع والخيار الاسرع والافضل للسعودية لأنها بذلك ستقصر على نفسها المسافات وتحميها الى حد بعيد ممن يتربصون بها الدوائر لاخذ حقهم وثأرهم منها ، فالسعودية قد ذهبت للمصالحة مع ايران مجبرة ، لأنها تعلم أن المعاهدة والاتفاق التي وقعته مع ايران برعاية صينية تصب في مصلحتها في المقام الاول أكثر منه في مصلحة ايران ودول المنطقة .

حول الموقع

سام برس