بقلم/الدكتور / علي أحمد الديلمي
الحاجة للسلام والامان حاجة دائمه لنا جميعا وفي كل وقت اما عن الاستعداد لها فيحتاج الامر الى نظرة واقعية وليس عاطفية اليوم رغبتنا اكثر حاجة للسلام من أي وقت مضي ولا مستقبل للجميع بدون السلام الدائم والشامل وكل من شاهد محادثات الوفد السعودي والعماني في صنعاء وصور تبادل الأسري لجميع الاطراف يدرك كم نحن بحاجة للسلام كما ان الصور تشهد بإفتقارنا للسلام والحب والنظام والعدالة معآ

لكن يظل علينا ادراك ان هناك العديد من التحديات في طريق السلام وعلى الأخص في ما يتعلق بمحادثات السلام الشاملة بالنظر إلى مستوى التناقضات والتنافس وانتشار المكونات المسلحة بالاضافة الى طبيعة الاوضاع السياسية الحالية لتوزيع السلطة والنفوذ والمصالح الاقليمية والدولية


لايزال طريق الحل السياسي الشامل والمحادثات اليمنية الشاملة طويلًا ومعقدًا بالنظر إلى عدد الجهات الفاعلة المحلية وارتباطاتها الإقليمية والمصالح والمشاريع المتضاربة لانه في واقع الامر لايمكن التنبؤ بشكل دقيق حول ما إذا كانت المحادثات السعودية الحوثية ستنهي الحرب في اليمن بشكل نهائي وتحقق السلام الشامل خاصةً أن الصراع والنزاعات المسلحة في اليمن هي جزء من مشكلة أوسع ستستمر في تهديد الاستقرار والامن داخل اليمن والمنطقة بسبب المصالح المتنازع عليها والأجندات السياسية والعسكرية والاقتصادية للأطراف المختلفة المتورطة في الصراع داخل اليمن

وبينما تتجه الاطراف المتصارعة في اليمن في الوقت الحالي الى حالة التكيف مع جهود السلام ومع الهدنة والاستمرار في تمديدها والحفاظ على ماتحت سلطتها وسيظل هذا الوضع المؤقت قائما طالما تتوافق مع المصالح الاقليمية والدولية وسوف تتغير وتتبدل مع طبعية الاحداث والتطورات المقبلة لذلك فإن عدم التوافق في الفترة القادمة على المرحلة الانتقالية وشكل الدولة ونظام الحكم والقضايا السياسية الأخرى هو مايهدد الوضع في اليمن بإنه سيكون أكثر تعقيدا لان هناك مصالح وآراء متباينة بين مختلف القوى السياسية اليمنية والاقليمية والأمور تحتاج إلى صبر ووقت ورغبة لدى الأطراف المختلفة جميعا للتغلب على تلك العقبات كما أن اليمن بحاجة إلى خطط عاجلة من الاشقاء في المملكة ودول الخليج واصدقاء اليمن للشروع في عملية إعادة الإعمار والبدء في جهود المصالحة الوطنية والانتعاش الاقتصادي لتمهيد الطريق أمام إحلال السلام الشامل وبدون كل ذلك وبدون إجراءات بناء الثقة فإننا نبالغ في توقع نتائج محادثات السلام الحالية وتحقيق السلام الشامل والمستدام

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس