بقلم/ احمد الشاوش
يذهب الحجاج الى بيت الله الحرام بكل شوق وسكينة وايمان وألتزام ونظام لاداء مناسك العمرة والحج .

يطلبون الرحمة والعفو والمغفرة ويسارعون الى رجم الشيطان وفقاً للطقوس الدينية ، وما ان يعود الكثير منهم الى أرض الوطن وبيئته حتى تعود له عملية ضبط المصنع آلياً وينطبق عليه المثل القائل "وعادة حليمة الى عادتها القديمة".

يعود الحجاج اليمنيون بعد أن غسلوا ذنوبهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة الى العاصمة صنعاء ، ويستقبلهم أهاليهم واصدقائهم بحفاوة وسعادة كبيرة وبالاصوات الرائعة للمسبحين ، وما ان يقتربون من منازلهم العامرة بالسكون بعد منتصف الليل حتى تتحول الحارات والاحياء المظلمة الى حالات من القلق والخوف والرعب والشرر وأقرب مايمكن الى ساحات المعارك في قندهار بعدأن تم رجم الشيطان في مكة وحضر شيطان المفرقعات للاثارة والفوضى واقلاق السكينة العامة ، متناسين تلك المبادئ والقيم الدينية النبيلة والروحانية العجيبة التي تدعو الى عدم اخافة العامة في النهار فما بالك أخي الحاج في جنح الليل.

والعجيب في الامر ان الكثير من الحجاج اليمنيين يصرون على الاحتفال بتلك العادات السيئة والتقاليد المشينة والرصاص الطائش والمفرقعات القاتلة التي يستنزفون فيها الملايين ويتم شراءها بالعملة الصعبة من باب الاسراف والتباهي ، فيما آلآف اليمنيين يموتون من الفقر والجوع والعطش والمرض وحرارة الصيف وبرد الشتاء ، وهو مالا نجد له مثيلاً في العالم العربي والاسلامي .

وعلى عينك أخي المواطن التعيس .. رصاص وقوارح والعاب نارية وخسائر مالية وارواح تصعد الى السماء ظلماً وعدواناً بطلقة شياطين الانس والنهاية قضية تقيد ضد مجهول أو في أغلب الاحيان التضحية بتبيع .

سعادة وتعاسة وصياح ونياح وأسعافات وطوارئ وعيادات ومستشفيات وإصابات وضحايا في الاعراس والاحتفالات تحت عناوين عودة حجاج البيت العتيق والانتصارات الوهمية والهدن الصامته والمرتبات المنقطعة والخدمات الغايبة وألعاب وقوارح الولاية وغيرها..

واللهم لا حسد فأن شاهد الحال يقول ان الفائدة عند حجاج وفد انصار الله الذين حجوا مجاناً على نفقة السعودية وقرحوا لهم مجاناً على نفقة حكومة صنعاء وفي غياب المسؤولية هب كل من لديه باقي سلاح قديم او جديد أو صرف تجريبة وفقاً لاحكام الشريعة الاسلامية .. وعلى قول المثل "يمدد أبا حنيفه ولايبالي"

والغريب في الامر ان وزارة الداخلية منعت اطلاق النار في الاعراس خوفاً من المخاطر ووضع حد للازعاج وسقوط الضحايا وفرضت غرامات دفعت اقسام الشرطة للملاحقه والقبض حتى على العرسان ان لزم الامر حتى يتم دفع الغرامة بينما اليوم لم تُحرك اقسام الشرطة والجهات الامنية المسؤولة ساكناً أمام بعض أعراس واحتفالات قيادات انصار الله والمتنفذين الذين يتفاخروا بأطلاق الرصاص في المناسبات مما يروع الامنين ويعض حياتهم للخطر ويسيء الى قيادتهم في ظل سياسة غض الطرف عن زيد وحرية عَمر التي تتحول الى مآسي وأحزان واقلاق للسكينة والامن والاستقرار .

وشاهد الحال انه خلال الثلاثة الايام الماضية لايدري المواطن اليمني هل يعيش أحداث مسلسل وادي الذئاب ام في معركة قندهار وشوارع الصومال أم في أوكرانيا من شدة القوارح واللعب بالنار لاسيما والمواطن في سابع نومه وفجأة يقفز الى السماء السابعة بطلقة آلي أو معدل وقارح عبثي.

ومايدعو للاستنكار وطرح أكثر من علامة تعجب واستفهام من عودة الحجاج اليمنيين الى صنعاء والمدن الاخرى أن سكان منطقة الجراف وغيرها من احياء صنعاء عاشوا في قلق كبير بسبب القاح والقيح واللعب بالزلط في زمن الفقر والجوع والمرض حتى بدأ بعض المواطنين البسطاء المفزوعين الذين لم تغفوا لهم جفن يرددوا مقولة الفنانة هيفاء وهبي " مع حجاج اليمن مش حتقدر تغمض عينيك" .

والسؤال الذي يطرح نفسه .. من المستفيد من اقلاق السكينة وتلغيم الاجواء وافجاع الشيوخ والاطفال والنساء والشباب والامراض منتصف الليل ، وأين دور وزارة الداخلية ، وهل ملك القريح " القملي" هو المستفيد الاول ام مراكز القوى الخفية التي اعتادت أن تحول حياة الناس الى قلق وجحيم منذ عشرات السنين .

أخيراً .. كم كنت اتمنى ان اضغط على الرقم 199 للشكوى الى الرئيس المشاط أو وزير الداخلية او رئيس حكومة الانقاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أو رئيس مجلس النواب يحي الرعي أو النائب العام أو حتى أقرب دكان لحقوق الانسان ان كان هناك بقية مسؤولية وضمير لايقاف تلك الفوضى الرسمية والشعبية والتقاليد السخيفة ولكنني تذكرت انني في اليمن ، فالرقم 199مجرد عدد لايقدم ولايؤخر ، بينما في الغرب هو بيت القصيد وفي صنعاء يظل الرقم 199 بيت العصيد..

نأمل من الجهات المختصة والمبندقين والعتاولة وقف اطلاق النار والالعاب النارية أحتراماً لمشاعر الناس وحقهم في الهدوء والسكينة والنوم لاسيما في سواد الليل الحالك حتى لاتتحول حياتنا الى جحيم ورعب وصدمات وأرق قد تؤدي الى غرف الانعاش.

حول الموقع

سام برس