بقلم/ حسن الوريث
قال لي زميلي المواطن العزيز.. انتشرت خلال الايام الماضية أسراب جراد صحراوي في عدد من المحافظات وخاصة في المناطق الزراعية وتحركات الجراد وانتشاره بشكل واسع مؤشر لافت ينذر بكارثة خطيرة تهدد الزراعة ومصادر الأمن الغذائي في البلاد وقد اطلق عدد كبير من المزارعين في مناطق انتشار أسراب الجراد نداءات واستغاثات مستمرة لوزارة الزراعة وما تسمى باللجنة الزراعية العليا للتدخل لمساعدتهم في مكافحة الجراد والتقليل من مخاطره على المزارع ولكن لا حياة لمن تنادي وكل يضع إصبعه في اذنيه كي لا يسمع تلك النداءات.

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. الجراد الصحراوي ينتشر في معظم المحافظات والمزارعين متضررين وهم الخاسر الاكبر من انتشار الجراد وهناك مبالغ بملايين الريالات تصرف شهريا من الفاو على اصحاب وقيادة الإدارة العامة لوقاية النباتات.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. ولكن اين هذه الحملات؟ واين كل تلك الأموال ؟ ولماذا لم تتحرك وزارة الزراعة والري واللجنة الزراعية والسمكية العليا لمكافحة هذه الآفة ام أن الأمر لا يعنيها ؟ وهل صحيح أنه تم إجراء تغييرات في مركز الجراد الصحراوي واستبدال وتغيير الكوادر الفنية المتخصصة في مجال الجراد بمن يقدمون الولاء والطاعة ناهيك عن تخصصاتهم التي قد لا تكون موجودة أصلا ؟..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. هناك تحفظ مريب عن تدخلات الوزارة في مجال الجراد رغم أن اسراب جراد تغزو البلاد من عده اتجاهات والمزارعون يناشدون بسرعة التدخل ولكن وزارة الزراعة الجهة المختصة عملت أذن من طين وأذن من عجين كان الكارثة لايهمها وكانها ليست معنية بمجال الأمن الغذائي رغن انهم شغلوا العالم باخبارهم حول موجهات القيادة الثورية والسياسية لكنهم فعلا بعيدون عن تنفيذ تلك الموجهات ومنها حماية مصادر الأمن الغذائي ومكافحة الآفات النباتية.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. انهم يتحدثون أكثر مما يعملون كما ان الكثير منهم مشغولين في صراع " الحائز على الكرسي الرابح الأكبر" .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. حقيقة أنهم يشاهدون الفيل الكبير ولا يتحركون هم يعرفون ان الجراد سياكل الأخضر واليابس وسيقضي على محاصيل المزارعين ومنتجاتهم ويصبح الأمن الغذائي في خبر كان .. ولكن كل مايهمهم هو تلميع أنفسهم في الجرائد ليس إلا وليذهب الوطن والمواطن إلى الجحيم..
قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. في الواقع ان الوضع الزراعي والسمكي في بلادنا يحتاج إلى جهود كبيرة وخبراء وكفاءات لاننا نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وليس تعيين أشخاص لايفقهون شيئا ولا يهمهم سوى كم سيستفيدون من الأموال والتلميع في الاعلام والصحف والجرائد ويظل المواطن بين الجراد الصحراوي ومسئولي لجرائد؟ .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. يقال ان من يمتلك قوته يمتلك قراره ونحن قرارنا بيد غيرنا لانه يتحكم في قوتنا وسياساتنا الزراعية مازالت تسير في نفس الطريق وربما أسوأ من خلال هذه الكراتين التي يتم تعيينها في مناصب أكبر منها .. فهل وصلت الرسالة وسيتم مكافحة الجراد لإنقاذ المزارع أم ان الوضع سيبقى كما هو جراد وجرائد والضحية المزارع والمواطن الذي مازال يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب والمنهوب؟.

كان موضوعنا اليوم بعنوان .. تساؤلات حول الحج إلى اللجنة الخاصة .. لكن لأن موضوع الجراد طارئ ومهم فقد تم تناوله وهناك موضوع قادم بعنوان .. في الدولة العقيمة يمدد عمار ولا يبالي ..

حول الموقع

سام برس