بقلم/ احمد الشاوش
يقول المثل اليمني " من أكل بالشقين أختنق" ، ومن كثر هداره قل مقداره ، وأن لكل قوة نهاية وكل نهاية عبرة ، وشاهد الحال أن حديثي النعمة من وأولياء الله الصالحين نخشى عليهم من دعوة مظلوم وشرغة محروم وقلبت جائع.

وفي ظل سياسة التجويع وقطع المرتبات وصناعة الازمات وعدم الالتفات الى حقوق ومطالب الناس ، والاستعراض بسيارات آخر موديل والفلل الجميلة والولائم الكبيرة والاحتفالات العبثية لايسعنا الا أن نردد الدعاء التالي :

" اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع وأعوذ بك من الجوع ..

يووووة والفعلة ياجمهوريين .. يالطيف والنعثة والبوقة يا سبتمبريين .. يالطيف والنعرة ياسياسيين.

يووووه والتركة ياسيدي .. يوووووه والمزلاطي والحلى والهيبة والمسؤولية والهنجمة وضربة الحظ الذي لم تخطر على بال

يلعن ابو الفقر والجوع والمرض والجهل والخضاعة .. يغرف طايع والديه من أموال الداخل والخارج ولا يبالي.. وعلى ايقاعات شل منه وناوله والشقا من باولة يمدد ابا حنيفه ولايبالي.

حبه .. حبه

فلل وقصور ومؤسسات وحسابات وشركات وبنوك وصيارفة ماشاء الله والرزق .. وعلى مغزى وايقاعات.. كلو بنظام .. حبه .. حبه .. شوية .. شوية لاتختنقوا علينا في التأني السلامة .. وعلى قولت صاحب تهامه هبوووولنا مرة عسلو وسمنو.. يامنعاااااه شبعنا جوع وحرور.

لي لي مثل المزمر:

اما ثقافة لي لي مثل المزمر وسياسة جوع كلبك يتبعك والتلويح بالقوة والصميل خرج من الجنة وأنا ومن بعدي الطوفان لاجدوى منها وربما تعود بصورة عكس مايتوقعه صانع القرار في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية لاسيما وان المزاج الشعبي اليمني يتغير على مدار الساعة نتيجة التعبئة والفقر والجوع وجنون الاسعار والكبت الذي يؤدي الى الانفجار وسقوط السقف وتطاير العرش وضياع الثروة في ظل دعوة مظلوم وثورة محروم.

هنيئاً لكم .. جيش وأمن وصواريخ ومخازن اسلحة ومؤسسات وجواهر عفاش ودولارات وأراضي علي محسن.. وايرادات بالدبل وجمعيات وأرصدة وأموال مسؤولين وتجار ومراكز قوى ومشايخ ورغم كل ذلك تذهب الحكومة بالمواطن والموظف الى البحر ويعود ناشف وأكثر عطشاً .

رزق السيد ياعيالي:

وعلى قول امرآة قروية خام "رزق السيد ياعيالي" أوبوهو للبيض لايتكسرين والعسل لايتساقط والسمن لاتفرطوا فيه .. رزق السيد ياعيالي .. كم انت محظوظ ياسيدي .. وكم أنت محظوظ ياولي الله ، وكم انتم محظوظين يامعاوني وخدم ولي الله ..

دولة عرطة ومؤسسات عرطة وشعب عرطة مع من غلب ودوام رسمي بالمجان وبصمة حبنا بالاجبار والمرتبات في المشمش ..

مشاريع وانجازات ومؤسسات وتعيينات أشكال وألوان صارت من مواريث وقراريط انصار الله .. ومجتمع قابل للطرق والسحب والبرمجة على أي شريحة وبالامكان ترقيصه على طبل وزامل .. كالالعاب البهلوانية ويتكيف مع حرارة الصيف وبرودة الشتاء وجمال الربيع وحلاوة الخريف.

الحكمة يمانية :

وعلى قولت الهندي الذي دخل باب اليمن يصرف دولارات ، وقصوا له الجيب وسرقوه .. فقال له البعض وهو يضرب أخماس باسداس ، كيف وجدت اليمن : فقال " "يمن مافيه حكمة .. فيه شطاط جيوب".. ومن شطاط الجيوب في الاسواق وسرقة التلفونات وشيطنة لصوص الدراجات النارية الى تواطئ أقسام لشرطة وشطاط السياسيين للبلاد وتبديد الثروات ومن شطاط العملة الى قطع المرتبات ومن الاعتماد على السفهاء والمزايدين والمنافقين الى تهميش الكفاءات ومن شطاط الاطباء للامراض والاخطاء الطبية الفادحة الى تجفيف المستشفيات جيوب العيانين وكلة تحت يافطة الدين والوطن والحكمة والهوية .. مايجرنا الحديث الى المثل اليمني القائل خلال نهب القبائل مدينة صنعاء ايام الامام " عندالله مايضيع"!؟.

يهناك ياولي الله والميراث 60 سنة والجمهوريين والسبتمبريين بيعمروا الدنيا ويسوروا الاراضي وينحتوا الجبال .. ويجمعو القرش فوق القرش والحجر فوق الحجر والشركة جنب الشركة والعمارة فوق العمارة والفلة جنب الفلة.. وفي النهاية ضيعوا البلاد والعباد بسبب الطيرفة والحقد والفجور السياسي الذي بدد واسقط كل ما جنوه فهل من رجل رشيد؟.

وكما يردد الاطفال في الالعاب الشعبية " تحانبوا الاخوة على قلص قهوة والعسكري رخوة " ، طارت الفرقة الاولى مدرع والحرس الجمهوري والجيش والامن وتطعفرت البلاد والعباد وتبعثرت السيادة وطار الجيش وسقط المشائخ وتطعفر القادة والوزراء والمسؤولين وطارت النُخب الحزبية والمثقفين والمفكرين والفلاسفة ، وفي ظل الظلم وعدم المساواة وغياب الحقوق والخدمات ممكن يتكرر السناريو بصورة أبشع..

اللهم لاحسد ..

اليوم خراج امريكا يصب في سماء صنعاء وكافة المدن اليمنية رغم شعار الموت وحلاوة الموز .. وأموال ونفط إيران يصل الى الحديدة من القلب الى القلب .. ودبلوماسية ودعم سلطنة عمان لمسيرة أولياء الله ..

والمشهد الواضح اليوم انه تحسنت علاقة الحوثيين بالسعودية والامارات وأصبحت سمن على عسل بتفعيل الهدن الصامته والمتحركة بأستثناء الزوبعة الاعلامية لذر الرماد.. الرئيس المشاط يستقبل قيادات الدولة في القصر الرئاسي بالسبعين دون خوف من طيران وصواريخ التحالف ، لاسيما بعد أن حج قادة الحوثيون الى مكة وخفتت كل الشعارات.

نرى مليارات ونسمع جعجعة:

الجمارك تضخ مئات الميارات والضرائب تعبي البدرومات وايرادات الاتصالات والانترنت والنفط والغاز والديزل والمنظمات الدولية وتحويلات المغتربين بلاحدود.. قطقطة من كل جانب ..

غرف مكدسة بالعملة اليمنية القديمة والجديدة والدولار واليورو والسعودي والبنوك ناهيك عن أموال الزكاة التي تسر الناظرين ورغم ذلك لاتوجد رغبة لصرف مرتبات موظفي الدولة وليس في قاموس القائمين على أمر هذه الدولة الوفاء بالحقوق والواجبات في حين يصرفون لكوادرهم الحزبية وأعوانهم المرتبات والسلال الغذائية والمساعدات بصورة منتظمة من أجل الولاء والطاعة.

والمتابع للوضع يجزم بأن كل شيء في اليمن يحير العقل.. مواطن ملطشة وشعب مدوخ وقيادة عجيبة عايشة في المريخ وحكومة تغرد خارج اطار التاريخ وبعيدة عن هموم المواطن ووزراء آخر صيحة ومشايخ جدد داخلين السوق وعلى وقع الاغنية اليمنية "دولة عصية ومحد يعصي الدولة" ولسان حال الجميع لا أرى .. لا أسمع .. لا اتكلم.

دولة بمرااافع وحكومة تجيد الخطابات والغناء وترقيص و تنويم الجماهير ..رؤية وطنية بلا طعم ولا لون ولا رائحة ومسؤولين آخر صيحة ومشرفين آخر هنجمة .. والموظف الكادح حولوه الى هيكل عظمي بقطع رواتبه.

أخيراً .. بعد ان وقفت الحرب وصارت الهدنة تتجدد آلياً بموافقة الشرق والغرب وتدفقت ايرادات النفط والغاز والزكاة والجمارك والاتصالات والاوقاف وفتح ميناء الحديدة والجبايات وصارت إيران حبية السعودية والسعوديين حبايب انصار الله .. هل هناك استشعار بالمسؤولية القانونية والدينية والوطنية لصرف رواتب موظفي الدولة اليمنية وهل هناك ارادة سياسية حقيقية للصرف ام ان ثقافة جوع كلبك يتبعك هي المعيار الحقيقي لواقع الطبقة الحاكمة ..

نأمل استشعار المسؤولية الاخلاقية والالتزام بصرف الحقوق والواجبات واصلاح الاخطاء والتجاوزات وكسب ثقة المواطن مالم فأن الظلم زائل وكلما زاد الضغط ولد الانفجار .. أعدلوا هو أقرب للتقوى.

حول الموقع

سام برس