بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
اليمن تحتاج في هذا الوقت الي عقول خاليه من التعصب والحقد والقتل والدمار ماأسهل خطاب الكراهية والتعصب وما أصعب خطاب البناء والتسامح والقبول مهما أستمرت الحرب سيحتاج الناس الي من يساعدهم في المصالحة وتحقيق العدالة ومحاسبة كل من ساهمو في الجرائم الجسيمة من أي طرف وسينبذون كل من ساهم في شب نار الفتنه سواء بالقول أو الفعل .

اليمن واليمنيين جزء من العالم وهناك فئه سيكون علي يدها تغيير الواقع والتفكير لصالح جميع اليمنيين كما يفكر معظم الشعوب في صالح شعوبها .. لايجب أن يكون الفاعلين في الشأن العام في اليمن اليوم هم من يحملون أدوات الهدم والفرقة يكفي اليمن كل ماحدث من معاناه وخراب ساهم فيها الجميع .

ان من واجب الجميع في هذه المرحلة الحرجه الدعوة والمساهمة من أجل المصالحة الوطنية بين كل الاطراف والمكونات اليمنية من خلال إعادة بناء الهوية اليمنية وذلك حتي يتمكن الجميع بالمشاركة في إنهاء الصراعات والحروب والانتقال لبناء الدولة وإطلاق عملية التنمية واعادة اعمار اليمن حيث تفهم على نطاق واسع إعادة الإعمار بعد الصراع على أنها عملية معقدة وشاملة ومتعددة الأبعاد لتحسين الظروف السياسية والاقتصادية الأمنية واستعادة القانون.

ويشكل التصالح بعد صراع عنيف تحديًا كبيرًا يبدأ وينتهي بوجود أرادة صادقة من الجميع في الاعتراف ببعضهم البعض وأشتراك الجميع بمختلف تكويناتهم في صياغة رؤيتهم للمستقبل ويمكن تحقيق ذلك من خلال لاعتماد علي تجربة الحوار الوطني ومخرجاته التي أوجدت صيغ مقبولة في كثير من القضايا الخلافية اليمنية اليمنية ومايهمنا في هذ ه الفترة الحرجه والصعبة من تاريخ اليمن هو معالجة نتائج الصراعات السياسية والحرب المستمرة للعام الثامن والعنف الذي تعانيه الحياة السياسية في اليمن والانقسام المجتمعي والفرز الطائفي والمناطقي والحزبي والتي ظهرت بشكل أكبر مع أستمرار الحرب وغياب سلطة الدولة الشاملة علي كل التراب اليمني .

أن المصالحة الوطنية تبدأ بمعالجات جذرية وواقعية منها العدالة الانتقالية جبر الضرر ورد المظالم وتقصي الحقائق والمسألة تبدأ بتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة وإنهاء المركزية وحتى يتحقق ذلك وتكون المصالحة حقيقية يجب أن تكون الأرضية والظروف مناسبة مثل الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية والتى يجب على جميع الاطراف المساهمة فيها

المصالحة الوطنية وخاصة في ظل الأزمة التي تمر بها بلادنا يجب أن تتجه إلى مفهوم المصالحة السياسية وليس المصالحة الاجتماعية لأنه من خلال الأولى يمكن تحقيق الثانية والعكس غير صحيح الصراع في اليمن هو صراع سياسي بالأساس وليس صراع اجتماعي فليس هناك اي عداوة أو خصومة بين القبائل والفئات الاجتماعية المختلفة اوبين منطقة يمنية وغيرها وان وجدت فهي محدودة ونتيجة للصراع السياسي لذلك فإن الاتجاه للمصالحة السياسية في هذه الحالة هو الاجدر والانفع لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

أن ثقافة شيطنة الآخر التي يغذيها الانقسام السياسي والمناطقي والقبلي والمذهبي في بلادنا والتي تمتد جذورها لما قبل الحرب هي أحد العراقيل الأساسية لمصالحة وطنية عادلة ومستدامة فقد ساهم غياب النظام والقانون على تعزيز الانقسامات والفرقة من خلال إعطاء ونزع امتيازات لمناطق وقبائل وشخصيات ومجموعات بناء على الولاء أو عدمه لهذا فأي مبادرة حقيقية للمصالحة الوطنية العادلة والمستدامة لابد أن تبدأ بالعمل على تغيير الثقافة السائدة ورفع الوعي بمفهوم المواطنة وحقوق الانسان ويجب أن يكون الهدف الأساسي هو تأسيس مبدأ المواطنة حق لكل اليمنيين مهما اختلفت توجهاتهم السياسية أو الدينية أو انتماءاتهم القبلية أو المناطقية أو المذهبية.

ان من واجبنا في هذه المرحلة تهيئة الأجواء المناسبة واللازمة لإطلاق وإنجاح جهود دعوة المصالحة الوطنية والتى يجب ان تبداء بها جميع الاطراف والمكونات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام والاعلاميين

وأولى الخطوات المطلوبة هي وقف الحملات الإعلامية والتحريض المتبادل بين جميع المكونات والاطراف اليمنية والابتعاد عن كل مفردات التخوين والتكفير والإقصاء والتفرد والهيمنة وإدانة استخدام العنف لحل الخلافات والنزاعات والكف عنه والكف أيضاً عن اعتبار كل طرف لنفسه انه يمثل الوحده الوطنية والحقيقة والقدرة على تحقيق المشروع الوطني بمفرده أو يمثل الدين والوطن واليمن دون الاخرين

فالحقيقة الساطعة اليوم امامنا والتي لا يستطيع احد ان يخفيها ان القرار اليمني يكاد يكون في غير متناول أيدي اليمنيين وأصبح الآخرون هم الذين يقررون بالشأن اليمني وان استمرار وتعميق حالة الانقسام السياسي والجغرافي يؤديان الى فقدان القرار اليمني كلياً كما يؤديان الى خضوع أكبر من الأطراف اليمنية كافة للمحاور الإقليمية والدولية التي تتحالف معها وتدعمها .

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس