بقلم/ يحيى يحيى السريحي
مع ولوج عام هجري جديد يهل على المسلمين في انحاء المعمورة ، يتطلع جميع المسلمين عموما أن يكون العام الجديد عام خير وسلام على البشرية جمعاء ، ويتشبث اليمنيين أكثر من غيرهم بتفاؤل وأمل أن يكون  عاما لنهاية الحرب الممتدة لتسع سنوات.

وهذا التفاؤل مصحوب بتمنيات كثيرة ، تمني بأن تعود لأرض اليمن السعيدة السكينة والاستقرار ، وأن تعود عجلة التنمية والبناء لتتحرك من جديد في كل مدن ومحافظات وقرى اليمن ، فاعادة اعمار ما خلفته الحرب الظالمة في مختلف المجالات هو التحدي الحقيقي الذي يواجه اليمنيين سلطة وشعب ، فالعالم من حولنا يتحرك ويتغير ولن نظل نحن اليمنيين ساكنين جامدين  ، فالحركة والتغيير من سنن الكون ، وأنا على يقين أنه اذا ما توفرت النية الصادقة مع الاخلاص في العمل فاننا نستطيع أن نحول كل التحديات والمحن  إلى منح ، و الأزمات ومخلفات الحرب إلى إنجازات .

وهناك شواهد لحالات حرب ودمار شبه كامل لدول في أوربا ابان الحرب العالمية الثانية   ، ومع ذلك استطاع الاوربيين أن يعودوا بدولهم أفضل مما كانت عليه قبل الحرب ، فما ينقصنا نحن اليمنيين حتى نبدأ عهد جديد لنبني حاضرا ومستقبل افضل لنا وللأجيال القادمة من بعدنا ، عهد يجسد عودة الروح لهذا الوطن ،  لنعيش أزهى عصورنا الحاضرة والقادمة بعد سنين الضياع والفقد والحرمان لأبسط حقوقنا الآدمية .

فقدرنا نحن اليمنيين أن تكون بلادنا محط أطماع العالم ، اطماع الجار ذا القربى والجار الجنب ، لما تمتلكه بلادنا من موقع جغرافي ليس له مثيل في العالم ، ضف على ذلك الخيرات العديدة التي تختزنها باطن هذه الأرض الطيبة التي وصفها المولى جل شأنه " بلدة طيبة ورب غفور " ولم يصف الله بلد بهذا الوصف  كما وصف اليمن .

صحيح أن اليمن في عصورها المختلفة حتى في عصرنا الحالي عانت الكثير من التحديات ومرت بعديد من الأزمات ، وربما أزمات غير مسبوقة ، وتعرضت لتلال من المشاكل ، غير أن بأيدنا كما هو عهدنا بأنفسنا أن نتصدى لكل تلك التحديات كما فعلنا وتصدينا للعدوان الغاشم بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير ، ونستفيد من أخطاء وتجارب الماضي ونبني وطننا من جديد وكل ما نحتاجه في المرحلة الراهنة هو الإرادة والإخلاص وصدق العمل ، لنصلح ما أتلفته الحرب ، وتقاعس عنه المسئولون السابقون لما قبل الحرب من العمل بضمير وإخلاص وأمانة خلال العقود السابقة ، ويكفي ما شهدته اليمن  وشعب اليمن من معاناة عميقة خلال الحقبة الزمنية الماضية ، وأضنه قد آن الأوان لعهد جديد وإعادة الأمور والأشياء إلى أصلها، ورفع الظلم والمعاناة عن الشعب وتفويت الفرصة على أولئك المتأبطين بنا شر ، والمتربصين الذين يسعون لإذكاء الصراعات البينية واشعال حرب داخلية  لإهدار مزيدا من الوقت واستمرار العدو الخارجي السعودي والاماراتي ومعهم امريكا وبريطانيا واسرائيل في سرقة خيرات بلدنا ، ويستمر تخلفنا عن مواكبة العصر ،  وحتى لا نتمكن من البناء وتحقيق التنمية المستدامة والنهوض ببلدنا الى مصاف تلك الدول المتقدمة والمتحضرة ، وهذا لا يعني التغاضي أو صرف النظر عن مقاضاة دول العدوان في التعويض واعادة ما دمرته أياديهم الآثمة بحسب القوانين والمواثيق الدولية . 

حول الموقع

سام برس