بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
في آذار (مارس) 2015 عندما أعلنت المملكة العربية السعودية عن عاصفة الحزم وقرار التدخل العسكري في اليمن كانت الإمارات العربية المتحدة شريكًا كاملاً في حرب المملكة العربية السعودية رغم ان المملكة العربية السعودية والإمارات كان لهما أهداف مختلفة للغاية في اليمن فالمملكة العربية السعودية كان من ضمن أهم أهدافها إعادة الشرعية إلى السلطة ومنع الحوثيين (أنصار الله ) أن يكونو حزب الله الجديد في حدودها الجنوبية والتى تستطيع أيران من خلالهم أزعاج السعودية

بينما دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها أهداف مختلفة في اليمن ساهم كل منها في استراتيجيتها الجديدة حيث أظهرت أنها حليفا وشريكا قويا مع المملكة العربية السعودية وخصوصا في مشاركتها العسكرية في الحرب ضد الحوثيين كما كان من أهم أهداف الاستراتيجية الجديدة في اليمن هي محاربة القاعدة والدولة الإسلامية وإضعاف الإخوان المسلمين في اليمن ممثلا بحزب الاصلاح وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط وهي سياسة عملت عليها الامارات لفترة طويلة وبالذات على الخطوط الساحلية والموانئ الاستراتيجية في جميع أنحاء المنطقة وبالذات اليمن التى تقع في أهم المواقع الاستراتيجية على ممرات الشحن للتجارة العالمية ولاقت هذه السياسة ارتياح وتناغم مع أهداف الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الارهاب

وكما يبدو أن الإماراتيين هم الوحيدون الذي لديهم استراتيجية واضحة في اليمن حيث يستخدمون الجيوش الخاصة التي أنشأوها ودربوها ومولوها في محاولة للقضاء على كل الجهاديين المتشددين والأحزاب السياسية الإسلامية مثل الإصلاح وجماعة الاخوان المسلمين في الساحل الجنوبي وفي اليمن بشكل عام حيث تتحالف الإمارات مع الحراك الجنوبي الممثل بالمجلس الانتقالي المعارض لكل من الحوثيين وحكومة الشرعية


إن ما حققه الإماراتيون في اليمن من إنشاء جيوش خاصة ودعم المجلس الانتقالي في الجنوب وقوات الساحل الغربي في المخا والسيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في البحر العربي والبحر الأحمر يوضح كيف تقوم دولة صغيرة وطموحة للغاية بإبراز قوتها في المنطقة والعالم.

لعبت حرب اليمن أيضًا دورًا في أظهار الامارات كلاعب مهم على الساحة الاقليمية وفي الوقت نفسه كان أحد اهم الدروس الرئيسية للإمارات في اليمن وفقًا لأحد المسؤولين هو الحاجة إلى تحسين اتصالاتها الاستراتيجية لكن مشاركتها في اليمن إلى جانب ليبيا غيرت ذلك ولم يكن الجميع داخل نظام الإمارات العربية المتحدة على استعداد لهذا التحول وفي حين بقيت الامارات ملتزمة بمحاربة عناصر لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يمكن القول إنها ايضا لا تمتلك استراتيجة واضحة في الجهود الدولية للتوصل إلى سلام شامل في اليمن

في الواقع من المحتمل أن يكون موقف الامارات الحالي من الاتفاق المحتمل للسلام في اليمن مماثلاً لمواقفها السابقة ومن غير المرجح أن يكون موقف أبو ظبي من الحوار في اليمن غامضا ومن المحتمل أن تستخدم الإمارات نفوذها الاقتصادي وروابطها مع الجماعات العسكرية التي شكلتها كنقاط ضغط للتأثير على تطورات الاحداث التى تقابل مصالحها في تطوير نفوذها على الممرات الساحلية المهمة

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس