بقلم/ احمد الشاوش
وأنت تتجول في أسواق صنعاء القديمة الاكثر جمالاً وجاذبية ومتعة .. ما أن تصل سوق الزمر حتى تسمع صوت أحد الباعة يردد كلمة "السفاح مع الضمانة" ، بصوت عالي عبر الميكرفون ، مايلفت نظر المتسوقين والماراة.

السفاااااح مع الضمانة .. السفاح .. للصراصير .. السفاح للقمل .. الصفاح للكتن .. للبق .. للذر ..

لكن الغريب والعجيب هو التأكيد على " الضمانه" في زمن لم تعد هناك ضمانه للانسان وحقوقه في اليمن .. ولم تعد هناك ضمانه لدى الحاكم وأمانة لدى التاجر والبائع وثقة لدى المشتري ومصداقية لدى الصناعة وضمير لدى الاجهزة الرقابية.

عرفنا السفاح .. وعرفنا وظيفته وشكله وقوته وتكوينه وخطورته وتخصصة وقتله مثله مثل " بف باف " القاتل للحشرات .. لكن السفاح مع الضمانه شيء غريب في زمن الغش.

قرأنا عن السفاح عبدالله بن العباس أول خلفاء بني العباس ، لكثرة ماقتل من الامويين ، وسمعنا عن السفاح يزيد في معركة كربلاء كما يقول الشيعة.. والسفاح الذي قتل عثمان عليه السلام وهو يقرأ القرآن .. والسفاح عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام والسفاح ابولؤلؤة المجوسي الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والسفاح الذي قتل عبدالله بن الزبير وصلبة عليه السلام والسفاح الذي قتل الامام والسفاح الذي قتل ابراهيم الحمدي وغيره..

لذلك كم نحن بحاجة الى سفاح عادل وبدون ضمانة لمحاكمة الفاسدين والقتلة واللصوص وقطاع الطرق والخونة والمرتزقة والعملاء والانتهازيين والمزايدين والمنافقين والمغتصبين والمجاملين والذين بيكفروا الناس في المساجد في الجمع وبعد كل صلاة وبياعي المخدرات والحشيش والاسمدة المحرمة؟

كم نحن بحاجة الى سفاح يطهر البلاد والعباد من الطغاة والمستبدين والتعامل بحزم وصدق مع رجال الاعمال المستغلين والتجار المحتكرين ومسؤولي وموظفي الجمارك والضرائب والبلدية والاوقاف واراض الدولة الفاسدين والقضاة المجاملين والمحامين أبو شريحتين ورجال المرور اللوكين والنجدة المرفسين والمشرفين المهنجمين وخدمات النقاط الفاسدين.

كم نحن بحاجة الى سفاح محترم يحتكم الى الدستور والقانون واللوائح والشرع وجلاد يطرح الصميل في محله لمعاقبة القائد الفاسد والوزير المختلس والمسؤول الحرامي والمشرف المتهبش والمُصنع المزور والبائع الغشاش والموظف المرتشي والمخبر الكذاب.

البحث جاري عن حاكم عادل وقاضي منصف ومعلم مستقل وسياسي حر و دبلوماسي شريف وطبيب ماهر ومهندس امين وقسم شرطة نزيه وانسان قدوة..

نريد سفاح يلاحق مصنعي ومهربي ومروجي المخدرات والخمور .. سفاح يعصف بأمراء المخدرات واعوانهم في مراكز القرار والاجهزة الامنية ، والرقابية ، ومداخل المدن ، حتى لايسقط مزيد من الشباب في دائرة السوء والرعب والموت والضياع.

مشاهد مرعبة من تعز :

هل شاهدتم فيديو بالصوت والصورة يفضح حجم الكارثة والمؤامرة التي تتعرض لها اليمن والمأساة التي تعرض لها طفل بريء من ابناء مدينة تعز في ريعان شبابه جراء وضع بعض زملائه المدمنين له جرعة من مادة " الشبو" في قنينة ماء وكيف تحول بلا عقل ولا احساس ولاشعور كالمجنون وكم من هذي المآسي

هل شاهدتم .. صراخه.. توسلاته .. استغاثته .. انقذوني .. شاموت .. عندالله وعندكم .. مش عارف أيش حصلي .. هم اللي شربوني ماء.

صرخات .. ليس القصد منها الموت لامريكا واللعنة على اليهود والنصر للاسلام .. وانما الموت لمافيا وتجار المخدرات ..

اللعنة على مراكز القوى العابثة .. اللعنة على نقاط التهريب والمتواطئين والمرتشيين .

اليوم اليمن تمر في أسواء مراحلها التاريخية وبحاجة الى معجزة أو قائد" منقذ" ينهي الصراع على السلطة ويوقف الحرب على الكراسي ويوحد شمل اليمنيين .. ويدمر مراكز الحاقدة والقوى العابثة ..

نحن بحاجة الى قائد حكيم وأكثر بطشاً وقوة وعدالة وحباً لليمن .. يخوض معركة مقدسة وحرباً بلاهوادة ضد مراكز الفساد وتجار المخدرات ، التي هي اشد واخطر من الحرب الناعمة والباردة والساخنة وحروب الشائعات وحروب الجيل الخامس والقنابل الذرية والاسلحة الكيميائية وغيرها من الكوارث المصنعة والقاتلة للانسانية.

والمتابع والقارئ يرى أن أسواق عدن وتعز وصنعاء والحديدة وغيرها غارقة .. مخدرات .. حشيش .. حبوب كبتاغون .. حبوب هلوسة .. خلطة حريو مع مهيجات الفياجراء .. بردقان القوة الخارقة .. مزاج وكَيف .. معسل يضرب المخ ..سجائر مبرومة والعجيب انها بتكلفة وأسعار أرخص من قيمتها الحقيقية !!؟ والنهاية بلد يدفع الثمن.

أدخل البريطانيون المخدرات الى الصين وسوقوها وروجوها ونشروها بين الصينيين ودمروا الملايين من الشباب والاسر الصينية كما ساهم الامريكيون في زراعة وانعاش المخدرات في افغانستان وغيرها من الدول بهدف التدمير والسيطرة والاحتلال ..

هل قرأتم عن بشاعة الاحتلال البريطاني وكيف كان البريطاني يضع القبعة على باب بيت الرجل الصيني المُخدر ويدخل يرتكب الفاحشة .. ثم يأتي قائد صيني شريف يحرر بلاده ويتخلص من ضحايا المخدرات بالدفن احياء ويلاحق وينتقم من مافيا ومروجي المخدرات.

أخيراً.. رسالتي الى الدولة والحكومة وكافة وسائل الاعلام الشريفة ووسائل التواصل وكل أب وام وشاب ورجل وفتاة وامرأة واسرة ومجتمع وكل قائد شريف وحاكم صادق وعالم وحزبي ومثقف واعلامي وقاضي وجندي وموظف بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه الكوارث والخطر القاتل والاستمرار في التوعية وتعريف الناس بتلك السموم وتقديم النصائح والتحذيرات والاسراع في فتح مراكز لاستقبال الضحايا وانقاذ حياتهم .. وعلى الدولة والحكومة والاجهزة الامنية ان تكون بالمرصاد لكل مجرم ومتربص باليمن وأجيال الغد ، مالم فاليمن في مهب الريح.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس