بقلم/ محمد قائد العزيزي
41 عاما من الزمن مرّ على تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي يصادف ميلاده ووجوده يوم 24 اغسطس 1982م، وكان ظهور هذا الحزب الوطني قد تشكل وتكون بعد مخاض فكري وسياسي وعصف ذهني لكبار قيادة الدولة والمفكرين والحزبيين والسياسيين والأكاديميين و الدينيين و العلماء وغيرهم من نوابغ وفلاسفة اليمن في كافة المجالات حتى خرج ، وصوت واعتمد وثيقة وطنية ودستورية وتنظيمية يمنية خالصة سميت بالميثاق الوطني.

جاء المؤتمر الشعبي العام حزب الشعب وحزب الأحزاب إلى الحياة العملية والسياسية كمنقذ للوطن والشعب على السواء وذلك بعد صراع سياسي وانقلابات بيضاء وحمراء وموجة دماء واغتيالات للرؤوساء والقيادات الوطنية، ليس هذا وحسب بل كانت ولادة المؤتمر الشعبي ناتجاً عن أوضاع صعبة كانت تمر بها البلاد، وما كان يعانيه الوطن من حروب أهلية طاحنة مغلفة بالنعرات المناطقية وغياب دولة حقيقية وافتقار البلد والشعب لأبسط مقومات الحياة وغيرها من الأوضاع المعقدة، وبروز التيارات الفكرية القومية والماركسية واللبرالية والدينية أيضا، و من بين كل هذه العواصف والركام الملبد بالخوف والمستقبل المجهول ظهر حزب المؤتمر الشعبي ليكون الحزب الذي يقود سفينة النجاة للوطن والشعب وينقله من حالة التخلف والعصبية وحالة التناحر إلى وطن يزدهر بالتنمية ويتحرك نحو الاستقرار والتطور ومواكبة ركب الدول وفق الإمكانيات المتاحة .

لم يحكم المؤتمر الشعبي العام بالحديد والنار ولم يكن ذو فكر متشدد ومتصلب وحاقد أو شرير ، ولم يكن حاكما بأفكار مستوردة،أو متطرفة، ولكنه حكم بطريقة التعايش والقبول بالآخر مهما كان فكره ونزقه وحقده ولذلك هو الحزب الذي يقبل به الجميع شعبا وأحزابا بحكم اليمن كقاسم مشترك لا يستطيع الجميع التفريط به.

المؤتمر الشعبي العام بالنسبة لليمنيين هو الراتب والتعليم والطب والأمن والزراعة ، المؤتمر هو التنمية والمدرسة والمستشفى والطريق والجسور والمصنع، والشعبي هو الوحدة والديمقراطية والانتخابات ودولة المؤسسات والبنى التحتية، فكان الجميع أحزابا ومواطنيين يتمسكون بهذا الحزب كمظلة يرعى الجميع دون تمييز أو عنصرية أو مناطقية ،فتمسك به الشعب حاكما لفترة طويلة برضى وقبول وهو ما أزعج وأثر أحقاد بعض القوى السياسية الطامحة للحكم.

لا أحد بإمكانه أو يستطيع أن ينكر دور المؤتمر الشعبي العام ومؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح في انتشال الوطن من براثن الجهل والمعاناة والحروب، إذ تحققت فترة حكم المؤتمر نهضة شاملة وفي مقدمتها بناء الإنسان من خلال إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، وتوج كل ذلك بالمشروع الوطني الجامع المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يوم 22 مايو 1990م مع الحزب الاشتراكي اليمني والقوى الوحدوية الوطنية الأخرى، وكان‮ ‬حاضراً‮ ‬في‮ ‬مناصرة‮ ‬القضايا‮ ‬الوطنية‮ ‬كمبدأ‮ ‬ثابت‮ ‬لا يحيد عنه .‬‬

اليوم وبعد هذا العطاء الزاخر والكبير من الإنجازات، يتسأل الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه .. لماذا المؤتمر الشعبي العام استطاع حكم اليمن 33 عاما ومازال مطلب وأمنية كل مواطن يمني بالعودة للحكم مجددا بعد خروجه من الحكم عام 2012، إثر مظاهرات الربيع العربي أو كما تم تسميتها ثورة الشباب وهي في الحقيقة ثورة المخابرات الأجنبية التي أدارتها ومولتها الدول العربية الغنية وكانت النتيجة التي يعلمها الجميع اليوم.
لم يعد المواطن اليمني الذي ينادي ويتمنى عودة المؤتمر الشعبي العام إلى حكم البلاد، بل الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية التي خرجت في عام 2011 تطالب باسقاط النظام وحكم المؤتمر الشعبي العام للبلاد ليحل بعد ذلك الخراب والدمار وتدمير مؤسسات الدولة وقطع المرتبات وغياب كل مقومات الحياة .

نحتفل اليوم بالذكرى ال42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة المناضل الجسور الشيخ صادق أمين أبو رأس رئيس المؤتمر والحزب يمر بظروف صعبة لا تخفى على أحد ومع ذلك المؤتمر مايزال قويا ومتماسا قيادة وقاعدة وشعبا ،وهو ما جعل عامة الشعب اليمني يثقون به كحزب جامع وقادر على لملمة الوطن وحلحلت مشاكل البلاد وأزماته ويعقد عليه الآمال بالعمل مع بقية القوى الوطنية بعودة الوطن إلى عهد حكمه وعصره ، قبل كارثة عام 2011، ولذلك المؤتمر بقيمه ومبادئه وإخلاصه ودوره بنهضة اليمن وبما حققه سابقا قد أجاب على تساؤل اليمنيين والنخب.. لماذا المؤتمر الشعبي العام يحظى بمحبة الناس أجمعين وهو مصدر إلهامهم وآمالهم وثقتهم؟ ..

سيظل الاحتفال‮ ‬بذكرى‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬هو‮ ‬احتفال‮ ‬بوطن،‮ ‬بالشعب ،بالدولة ، ‬بالحرية‮ ‬والديمقراطية،‮ ‬واحتفالا بالمنجزات والنهضة الشاملة ،وبوحدة‮ ‬وسيادة‮ ‬واستقلال الوطن ..

عاش الوطن والشعب والمؤتمر ...

وكل عام وكل المؤتمريين والمؤتمريات بألف خير والوطن بأمن وأمان .

# نقلا عن صحيفة الميثاق

حول الموقع

سام برس