بقلم/ احمد الشاوش
يحتفل اليمنيون اليوم السبت الموافق 14 أكتوبر 2023م ، بالذكرى الـ 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة ، التي انطلقت شرارتها الاولى من جبال ردفان الابية في 14 أكتوبر من العام 1963م ضد الاحتلال البريطاني ، بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة رحمة الله عليه وكل القادة الشرفاء.

لذلك نحتفل اليوم بمناسبة وطنية عظيمة وذكرى جليلة وحدث تاريخي فريد نُقش في قلوب وعقول وذاكرة اليمنيين ، سطر من خلاله اليمنيين بكل مشاربهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية أروع الملاحم والبطولات ضد المحتل البريطاني في جنوب اليمن .

وفي مثل هذا اليوم الاغر قدم اليمنيون قوافل الشهداء من الابطال الشرفاء الذين تصدوا وقاوموا المحتل البريطاني بالارادة والعزيمة ووحدة الصف والموقف والكلمة الشجاعة والبندقية والسلاح المتواضع الذي مثل صدمة كبيرة للامبراطورية البريطانية التي لاتغيب عنها الشمس.

وفي مثل هذا اليوم المجيد من العام 1967م أشتعل جنوب اليمن ليحرق بثوريته وبقضيته العادلة كل لقيط ويطوي بصلابته وشجاعة ابنائه صفحة المحتل البريطاني ، وبالعقل والحكمة والوحدة الشعبية والدم والمال والرجال والشباب وعظمة النساء وكل الاوفياء وسواعد المقاومون الشرفاء تحررت اليمن من دنس الاستعمار البريطاني ، وغابت شمس بريطانيا بعد ان بزوغ فجر يوم الثورة المباركة التي اجبرت عجوز بريطانيا العظمى وعملائها مرتزقتها على الرحيل المر والفرار ومغادرة آخر جندي محتل ولف علم الاستبداد الى غير رجعة.

اليوم كل المؤشرات والملامح تبدوا ان الغازي والمحتل البريطاني القديم الجديد ، يعبث في الجنوب من خلال تجييش المليشيات والصعاليك وقطاع الطرق واللصوص والمحببين وأصحاب الاجندات المشبوهة تحت عناوين ساقطة ومخزية وقذرة.

كما يحاول الغزاة البريطانيون عبر بعض الدول الشقيقة والتحالف وأبواق الاعلام والمنابر السياسية والدبلوماسية وصوت المال العبث في جنوب اليمن واحتلاله من جديد وتعيين أدوات قذرة ووكلاء مشبوهون لايهمهم سيادة وامن واستقرار البلاد وانما المال وشهوة السلطة والتسلط.

كما يحاول البريطانيون والامريكيون ومن على شاكلتهم في الشمال والغرب والشرق تسويق أجندات مشبوهة ونشر ثقافة التحريض والكراهية والعنصرية والتجزئة بين ابناء الشعب اليمني العربي المسلم الواحد.

وتسعى بريطانيا والجلاد الامريكي ولقطاءاسرائيل منذ سنوات عديدة وبعض الدول المطبعة في دول الخليج مع الاسف الشديد الى تصديع النسيج الاجتماعي اليمني ونشر الرذيلة في أوساط المجتمع اليمني وتوسيع فوهة الانقسامات وتفصيل مشيخات وكانتونات وسلطنات عميلة تُمهد لعودة من ارتكب ابشع المجازر الدموية البشعة في تاريخ اليمن.

ورغم كل تلك المحاولات والتقسيمات والمليشيات الا ان المستقبل كفيل بتلقين بريطانيا وعملائها ومرتزقتها دروس جديدة في الثبات والصمود والمقاومة والحرية والاستقلال والحفاظ على السيادة والثروة والموانئ والجزر والبحار.

وشاهد الحال ان اليمن حٌبلى بالقادة الوطنيين والرجال الشرفاء الذي سيخرجون من بين ركام التآمر ومن كل اصقاع اليمن لرسم وتعبيد طرق وملامح اليمن الجديد الطامح الى الاستقلال والتنمية والمستقبل المنشود.

أخيراً.. احتلت القوات البريطانية مدينة عدن بالقوة العسكرية وجلبت مرتزقة العالم في 19 يناير 1839م ، ونكلت وشردة بأهلها ورغم الطغيان والاستبداد وتقسيم الجنوب وتعيين أدواتها الرخيصة من السلاطين وقادة المحميات والطابور الخامس ، إلا ان ابطال وثوار اليمن الاحرار من كل ارجاء اليمن كانوا كالبنيان المرصوص والجسد والقلب والصوت الواحد في مقاومة الاحتلال البريطاني وتقديم التضحيات الكبيرة حتى تم طرد المحتل البريطاني بعد 128 عاماً من الدمار والقتل والاغتيالات والملاحقات والتعذيب والسجون والنفي ، حتى تم النصر المؤزر وطرد وجلاء المحتل البريطاني من ارض اليمن في 30 نوفمبر 1967م.

التحية والاجلال للشهداء الابرار.

حول الموقع

سام برس