بقلم/ عائشة سلطان
في علم النفس هناك دائماً تفسير لكل سلوك إنساني يقوم به الإنسان، سواء أكان خيِّراً، أو شريراً، فالنفس هي منبع الخير ومصدر الشرور، لذلك يلجأ أساتذة واختصاصيو علم النفس للنظريات السلوكية والوظيفية، عندما يواجهون سلوكيات مضطربة لدى أي إنسان، حيث لا مجال لتحرير النفس البشرية كي تصل للسلام والطمأنينة، إلا بالنبش في الضغوطات النفسية والمشكلات التي تواجه الإنسان، فتسبب له الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والخوف المرضي أو ما يسمى بالفوبيا..

إن علم النفس يدرس السلوك الإنساني المضطرب كما يفسر اختلال العلاقات الإنسانية، وفي هذا الوقت الصعب الذي نرزح فيه جميعنا تحت ضغوطات لا حصر لها، نحتاج كثيراً لأن نقترب أكثر من أنفسنا ونفحص علاقاتنا مع الآخرين بوعي ومكاشفة، حتى لا نكون عرضة للمفاجآت والإحساس بالخديعة أو بذلك الشعور الثقيل والمؤلم أننا محاطون بأناس لا نعرفهم رغم تغلغلهم في حياتنا، فنقف أمام مرآة الذات في حيرة كبيرة نقلب التفاصيل ونطرح أسئلة بلا إجابات!

إن الثقة مطلوبة، وإعطاء الآخرين فرصاً آمنة للتوغل في حياتنا بعيداً عن دوائر الشك والريبة، أمور لا بد منها إذا أردنا أن نتمتع بعلاقات فاعلة وقوية، لكن المهم هو معرفة الحدود والمسافات بدقة، حتى لا نسأل: ما الذي غير هؤلاء الناس رغم كل الصداقة والثقة والأمان؟ هل هي طبيعة نفوسهم المجبولة على شيء من الشر والأذى، الذي لا يلبث أن يظهر فجأة على شكل خديعة أو غضب غير مبرر أو قطيعة، أم أن الثبات ليس من طبيعة البشر، أم أن البعض لا يتغير ولكنه يزيح قناعه ليظهر على حقيقته؟؟

إن المنصب بحد ذاته كالمال والشهرة، لا يغير الإنسان، ما لم يكن لدى هذا الإنسان خميرة سوء في داخله جعلته على أتم استعداد للتبدل، كذلك ظهور تيارات التطرف الديني أو الفكري في أي مجتمع ليس هو الذي يرغم البعض على التطرف، ما لم يكن لدى هذا البعض بذرة تطرف مسبقة في قرارة نفسه، وفي كل الأحوال، فنحن لا نرى الأشياء على حقيقتها إلا في الوقت الضائع للأسف.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس