بقلم/على بدير
كل يوم تتكشف الحقائق امام المسلم لحال الأمة الاسلامية وخاصة الدول العربية التي خصها الله بكرامة الخيرية والقيادة التي حملتها بقوله تعالى ( كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ )
ثم يأتي ذكر ادوارها وقادتها من الرعيل الاول وتمسكهم بعزتها ورفعتها حتى إظهار شدتهم ورحمتهم فيما بينهم كما في قوله تعالئ ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾

ومن الجانب الآخر تظهر المؤامرات وحياكة الفتن لإظعاف الامة وزرع الوهن في نفوس أبنائها بغية الإرتداد عن الدين بتركة او التهاون بالعمل بأحكامة وتوجيهاته المحكمة التي تقود الامة الى النصر والتمكين. ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَىِٕنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِی جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ﴾

وهذه هي الحرب الخفية التي اراد الغرب ان يوجه البوصلة نحوها وهي أحداث الربيع العبري ويحول الامة عن فكرة التمكين والنصر الى فكرة التغيير لهوية الامة بإعلان الحرب على حكامها والتي كانت حقيقتها الواضحة هي اسقاط الدولة بكاملها وليس حكامها.

لماذا؟؟؟ لإن ما كان متبقي من حكام الامة هم البقية الباقية ممن عاصروا مآسيئَ الامة في نكباتها المتكررة. وخوفاً لدى الغرب من صحوة للحكام وان كانوا متأكدين من موالات وعمالات البعض منهم, الا انهم يفضلون عدم الفشل والتأكد من حسن السمع والطاعة الدائمة. لذلك حركوا عملائهم بالشارع بحجج واهية اتضحة وتكشفت خيوط مؤامراتها بعد احداث الربيع العربي والذي لم يكن المستهدف هو الحاكم العميل او السياسي الفاسد الذي استلم ثمن بخس في سوف النخاسة والعمالة الرديئة وإنما كانت الدولة بالوطن العربي هي المستهدفة في هذا الربيع العبري لان خيوط المؤامرة كانت يهودية 100%.

ومن خلال عملية "طوفان الأقصى" تتضح الحقائق لهولاء القادة الجُدد الذي تولو زمام المبادرات التطبيعية. فشعب فلسطين بغزة يسري عليه مؤامرات الإبادة الجماعية والتهجير ولم تشفع له أنين الأمهات وارواح الأطفال الذي يسقطون كل يوم وحكامنا يجتمعون ولا يتكلمون لأن ما يتكلمون به في إجتماعاتهم ومؤتمراتهم لا يُسمن ولا يغني من جوع. فهل عجزوا ان يتخذوا قرار بوقف عمليات التطبيع او تحذير سفراء اسرائيل وداعموها بالطرد وقطع العلاقة. تحذيرات فقط. لم نقول تحريك الجيوش لإنقاذ غزة ??او حماية مقدسات المسلمين بفلسطين?? .او إجابة حرائرنا وهي تنادي وآآ معتصماه ناسيةً ان المعتصم قد مات .او ظناً منها انه خلف من بعده رجال فتسمعهم صوتها وأنين أطفالها.

خلاصة_القول ان "طوفان الاقصى" فضحت وعرت كل حكام العرب. وبقي لنا ان ننتظر ما يسفعل محور المقاومة هل سيتحرك قولاً وفعل. ام هي شعاراتٌ تردد بالأفواه فقط. لا يعنينا المناوشات لمحور المقاومة هنا وهناك. بقدر ما يعنينا كيف سيتم الدفاع عن ابناء شعب فلسطين في غزة والضفة وكيف سيتم الحفاظ على المقدسات. فالعالم بساستهِ وحكامه منشغل بالبحث عن الطريقة التي سيتم بها القضاء على الشعب الفلسطيني وتهجيره. والبحث عن وسائل الترفيه بمهرجانات المجون والتفسخ ببلاد الحرمين.

هولاء هم حكامنا الذي اختارهم عدونا في الربيع العبري ليحقق ما نشاهده اليوم من إنجازاتهم.
"يارب رفعت الاقلام وجفت الصحف الا رحمةً منك لأهل غزة في فلسطين."

حول الموقع

سام برس