بقلم/ عبدالرحمن الشيبانى
" اليهود مرّوا من هنا يعني كل شيء خراب "
فيكتور هيغو
تتسع رقعة الاعتداءت الإسرائيلية على قطاع غزة منذ اكثر من ثلاثةاسابيع تقريبا ،خلف أكثر من 10.00الاف شهيدًا 75%، منهم اطفال ونساء وشيوخ ارتقوا شهداء ،دون اى تحرك جاد من المجتمع الدولى، الذي اضحى متفرجا على ما يجرى من حرب إبادة يتعرض له الفلسيطيين العُزل مكتفيا بالتنديدات الجوفاء التى لاوتسمن ولا تُغنى من جوع واظهرت مدي القبح والازواجية فى المعايير التى يمارسة دعاه حقوق الانسان او مايسمى بالعالم الحر( المتحضر )بقيادة أمريكا التى سقطت اخلاقيا وسياسيا بشكل مخزى.

حيث سارعت الأخيرة بتبنى السردية الإسرائيلية ،واعلنت صراحه وقوفها مع الكيان الصهيونى منذ اليوم الاول، وارسلت خُبراء عسكريين وامنيين يشاركون فىاداره المعركة والعدوان على الشعب الفلسيطنى، ناهيك عن الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً ،التى تضرب بها اسرائيل المدنيين فى غزة وتهدم بيوتهم على رؤسيهم .

الدول الغربية هى ايظا لم تشذ عن الموقف الأمريكى المتصهين، واعلنت كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا، عن موقفها الثابت والصريح فى دعمهما لاسرائيل ،ولما اسمته حق اسرائيل فى الدفاع عن النفس، هذا فى الوقت الذي تمنع بعض الأنظمة العربية حق شعوبها فى التظاهر والتعبير عن موقفها و رفضها لما تقوم به اسرائيل من مجازر إتجاه الشعب الفلسطينى ، انها حالة تردي عربية لم يسبق للتاريخ مثيلاً لها .

لقد كشف العدوان على غزة بعد عملية طوفان الاقصى، التى زلزل اركان المنظومة الأمنية الإسرائيلية التراجع الاستراتيجي فى المنظور السياسى والعسكري والاستيطانى جعلت من اسرائيل تعيش مازقاً حقيقياً ، وهو لعمرى ردا طبيعيا لما تقوم به اسرائيل من انتهاكات يومية ضد الفلسطينيين ،ويدحض مقولة الدفاع عن النفس التى اصجت إسرائيل وحلفائها الغربيين آذان العالم بها ، اوليس ايظا من حق الفلسطينيين الدفاع عن انفسهم ايظاً

ان ما تقوم به اسرائيل هو انتهاج واضح لسياسه الأرض المحروقة وهى محاولة لاعادة هيبتها وكرامتها التى ولغت فى التراب ،ولعلل تهديدات قائد أركان الجيش الإسرائيلى والتى قال فيها بانهم مستعدون للاجتياح ومستعدين لدفع الثمن ، وكذا تصرحات عضو مجلس الحرب بينى غاتس بقوله بان " هناك حرب طويلة وصعبة ستخوضها اسرائيل" يندرج تحت الحرب النفسية وإعادة تجاوز عملية طوفان الاقصى. التى تخطت الخطوط الحمراء الإسرائيلية، التىوبحسب مراقبين تعتبر اكبر ضربه تلقتها اسرائيل مُنذ 50 عاما.

يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلى اليوم عملية طوفان الاقصى وتداعياتها على الداخل الإسرائيلى بتسويق نفسه بتصريحاته بأنه قادر على علىان يبقى رئيس الوزراء مرة اخرى مطمئنا اهالى المفقودين والأسرى لدى حماس بأن عودتهم قريبا وكأنه هو من يقرر، فى مشهد غير واقعى وغباءسياسى واضح وهى عادة درج عليها نتنياهو للهروب من مشاكلة
فى المنظرورين القريب والبعيد ان لاحياة فى اسرائيل الا حياة الاختباء وصحية هروب مهانة تطارد سكانها اينما حلوا وارتحلوا ، الأزمة الإيديولوجية التى تعيشها اسرائيل ليست وليدة اللحظة أزمة مستفلحة تعانى منها مختلف التيارات السياسية والفكرية فى الكيان الصهيوني، وهى اليوم تعبر عن نفسها بين أقطاب متناقضة يتصارعان سياسيا واجتماعيا وثقافيا

اصبحت مقولة اسرائيل الكبرى محل شك ، فهناك أزمة عميقة ، وعنيفة ليس فقط فى الوعى الديني الإسرائيلى بل والسياسي ايضا ،ويعبر عن أزمة حقيقية وبنيوية التى تعيشها اسرائيل بكل تياراتها القومية التقليدية والعلمانية واليسارية ،وتعبر نفسها فى أزمة هوية ستظل تعانى منها ما بقيت عاى ارض تقول أنها تجسد إرادة الرب وشعب اختاره الله، فى تجسيد واضح لعملية تزيف العقل والمنطق يرفضة ويجافية التاريخ وكل الحقائق الثابتة ..

حول الموقع

سام برس