بقلم/ محمد العزيزي
يعرف الجميع في العالم العربي والغربي العدوان الثلاثي أو حرب 1956 على مصر أو حرب السويس كما يسميها البعض في الدول الغربية أو عملية قادش و هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في ذلك العام، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 ، كما هو موثق تاريخيا وتعد من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية.

وما أشبه اليوم بالبارحة ها هي الحرب والعدوان على مصر الحبيبة أم الدنيا تأتي ولكن هذه المرة بطريقة صامتة وزحف لتضييق الخناق على مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال إقامة حروب من أربعة إتجاهات وهي في الحقيقة عدوان أو حرب رباعي مدمرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، و الهدف إركاع وتطويع المصريين ومصر حاضنة كل العرب لما تمليه دول العدوان الجديد.

هذا الحال والحرب والعدوان على مصر ذكرته الصحف الأمريكية بالقول أن مصر ليست صديقة لأمريكا والغرب ، وذلك بعد أن فشل العدوان الرباعي القائم على مصر ودعوني أبداً لكم شكل العدوان الرباعي والذي تترابط حلقاته والمتسلسلة وصولا للهدف الكبير مصر .

بدأت الحروب الرباعية ومحاصرة وإضعاف مصر العروبة من اتساع وديمومة الحرب في ليبيا الجار الأهم والأقرب والنفطي لمصر ،وعدم استقرار هذا البلد العربي الحدودي لجمهورية مصر وإبقاء الصراع بداخله في حالة المد الجزر وبدون حل سياسي ، حتى يكتمل العدوان الرباعي ومحاصرة الدولة القوية الباقية من الدول العربية بعد ثورات الربيع العربي المدمرة ، لتبدأ الحلقة الثانية من الحرب الرباعية بتمويل بناء سد النهضة الاثيوبي لحرمان مصر من حصتها من المياه وموته عطشا وتدمير زراعته وطعامه وبالتالي إخضاع الشعب المصري والحكومة لشروط العدوان الرباعي.

عندما شعرت دول العدوان الرباعي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وألمانيا وأعوانها في المنطقة العربية المنفذة لبرتوكول وخطة العدوان ،اتجهت هذه الدول العدوانية إلى مواصلة عدوانها في تفجير الحرب في السودان ذات البعد والامتداد الجغرافي والسياسي والقومي لمصر واحد أهم الدول المحيطة بها، وكل هذه المحاولات والحرب في الدول العربية المحيطة بجمهورية مصر الهدف منها تدمير هذه البلدان العربية أولا وإضعافها حتى لا تقوى على المواجهة والمقاومة إذا تحقق المراد والهدف الحقيقي في إضعاف مصر وحصارها والقضاء على قدرتها العملية والتعليمية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وتدميرها كمرجع سياسي وقومي وإسلامي وعروبي لكل العرب .

ورغم امتصاص القيادة المصرية لكل هذه الضربات والضغوط المتوالية تباعا اكتملت الحلقات الإضعافية والحلقة الرابعة من هذه الحرب ،بقيام إسرائيل الحرب على غزة وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة وإبادة شعب بكامله للضغط على أهالي غزة بالهروب والنزوح ومغادرة أرض غزة والتوجه نحو مدينة سيناء المصرية بغرض إفراغ أرض غزة من الشعب الغزاوي وتهجيرهم عنوة وقصدا إلى أرض سيناء، ونقل الحرب والمشاكل إلى جمهورية مصر العربية لأن الهدف بعد تدمير غزة شعبا وإنسانا هو مصر.

هذه الحروب والضغوط المتنوعة والمختلفة ومن كل الاتجاهات والمؤامرات التي تدار وكما يبدو للجميع سقطت وستسقط تباعا لأن العقل والقدرة السياسية المجربة بمصر قادرة على التعامل مع كل هذه العواصف القذرة التي تحيكها دول العدوان الرباعي ،كما فعلته في عدوانها الثلاثي عام ١٩٥٦ ،مع الفرق أن العدوان الثلاثي كان حربا مباشرة وخاطفة بينما هذا الحرب الطويل والمتعددة الاتجاهات بهدف تدمير مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا وصولا إلى إضعاف ما تبقى من القوة العربية المتمثلة بالجيش والسلاح المصري وبالتالي إخضاعها مصر والعرب لشروط الدول الرباعية للعدوان الحالي،والذي سينتهي هذا العدوان بانتصار مصر وهذا شيء محتوم ويلوح أثاره في الأفق القريب بعد إنكشاف المخطط الأمريكي الإسرائيلي للقاصي والداني ،وإنا لمرتقبون كما أنتم ترقبون والأيام القادمة حبلى وكفيلة بكشف خبايا هذه الحروب الرباعية القذرة.. والله من وراء القصد

حول الموقع

سام برس