بقلم/ محمد العزيزي
هل تعلم عزيزي المسؤول أن اليمنيين ينفقون سنويا للعلاج بجمهورية مصر العربية أكثر من ٢٠٠ مليون دولار وأعتقد أن الرقم أقل بكثير من الواقع لأن جمهورية مصر تستقبل يوميا من ٢-٣ رحلات طيران يوميا ،فكم تتوقعون يحمل كل شخص من الدولارات لينفقها في العلاج؟.

هل تعلم يا صاحب الفخامة والمعالي أن هذا المبلغ يكفي لبناء أكبر مدينة طبية داخل اليمن تقوم بمهمة علاج اليمنيين وتكفيهم مشقة السفر وعناء التخباط واللبج في عيادات ومستشفيات مصر الشقيقة لهثا وراء طبيب متمكن وممتاز لعلاجه ؟
هل تعلم حكومات اليمن ومسؤولييها أن 60 ألفاً من المرضى المُستعصي علاجهم في اليمن جلهم من البسطاء وأصحاب المدخول المتدني والفقراء وينتظرون دورهم للسفر عن طريق المساعدات وفاعلية الخير ومن الافتراض والديون؟
هل يعلم المتصارعين على السلطة في اليمن أن هناك 120 ألف مريض يتم تسجيلهم سنويا لدى المراكز الطبية المختلفة يستحيل علاجهم في اليمن لعدم وجود مشافي وأطباء متخصصون لعلاجهم، منهم 30 ألفا سنويا من ذوي الأمراض المستعصية جرى تسجيلهم لدى اللجنة الطبية العليا كما تؤكد الاحصائيات؟

هل تعلم عزيزي المسؤول أن هناك أكثر من 16 مليون شخص محتاجون للخدمات الصحية بينهم 11 مليون شخص يحتاجون بشدة للرعاية الصحية والأدوية، بما في ذلك وضع 4 ملايين طفل على قائمة المصابين بسوء التغذية ومليون امرأة حامل ومرضعة مصابة بسوء التغذية الحاد وفقا للتقارير الأممية والدراسات ؟ .

هل تعلم عزيزي المسؤول المحترم أن الشعب اليمني بما فيه أهلك وأسرتك وأقربائك وعشيرتك وأبناء وطنك جميعهم يعانون المرض والجوع والخوف وكل هذا لم يهز مشاعرك ووجدانك وأخوتك لتتحرك لتمنع عنهم كل هذا العناء منذ ١٤ عاما من الحرب والأزمة داخل هذا الوطن المكلوم ؟ .

هل تعلم عزيزي المسؤول أن المرضى أصبحوا أشبه بمجتمع أنتقل إلى دول عربية وأجنبية ومتنقل من مستشفى إلى آخر بحثا عن العلاج وما ينفقونه من ملايين الدولارات يمكننا أن نبني أكبر مجمع طبي ونجلب أمهر الأطباء في العالم للعمل بها إن لم يكن لدينا كادر طبي كفؤ؟.

عزيزي المسؤول هل تعلم أن 3 آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية يواجهون الموت المحتم وأكثر من 7 آلاف طفل يعانون من أمراض مزمنة ويستعصي علاجها في اليمن. و 700 مريض مصابون بسرطان الدم “اللوكيميا" و يحتاجون للسفر إلى مراكز متخصصة للعلاج. وأن 500 مريض محتاج إلى زراعة عاجلة للكبد في مراكز متخصصة بالخارج وكل هذه الأرقام تسجل سنويا وإذا لم تصدق فما عليك إلا زيارة اللجنة الطبية العليا أو المراكز الطبية أو مكاتب طيران اليمنية؟.

هل تعلم عزيزي المسؤول والكبير جدا أن الدولة لا تعلم كم عدد المرضى القادمين إلى جمهورية مصر العربية فقط للعلاج وحتى الخارجين منها بعد العلاج والافت للنظر في هذا الأمر هو التفاوت الكبير بين الجهات المصرية والأوساط اليمنية الحكومية والسفارة في تقدير عدد اليمنيين القادمين إلى مصر لغرض العلاج أو للسياحة ، فمنهم من يقدر أن عدد اليمنيين المقيمين في مصر قد تجاوز 800 ألف عام 2020 ولا تقديرات للمرضى القادمين للعلاج فيها؟.

أليس من العيب أن يغادر المرضى والمواطن اليمني إلى خارج بلدهم ولا تقوم السفارات بتسجيلهم ومتابعة شؤونهم وأحوالهم ورعايتهم حتى عودتهم إلى وطنهم،؟ والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي مهمة السفارة إذا والشعب يدفع لها من قوته ملايين الدولارات لتشغيل السفير والسفارة وموظفيها ؟ .

أليس من الإسفاف والاستخفاف أن حكومة بل حكومتان لا يعنيها شؤون مواطنيها لا في الداخل ولا في الخارج، والحقيقة أنها كيف ستقوم بذلك وهي ترى بل ويعتقد مسؤولوها أن المعادلة صفر القيمة الحقيقية لهذا المواطن المغلوب على أمره ؟

التساؤلات والأرقام كبيرة وكبيرة جدا لكنها لا تجد وإن أوردنها تساولات الأرض والسماء كلها لن تجد أذانا وقلوب وعقول صاغية ، تفهم وتسمع وتجيب وتبادر لرفع تلك المعاناة والأنين عن كاهل الشعب اليمني.. فهي أذن من طين وأخرى من عجين ولا حياة لمن تنادي !!.

حول الموقع

سام برس