بقلم/ محمد العزيزي
كتب على اليمنيين العناء والشقاء منذ زمن بعيد حين طلب العابرون من الله أن يباعد بين أسفارهم، فمزقهم شر ممزق ،وكيف تكونوا يولى عليكم ، وحال الشعب اليمني هو كذلك لقد أبتلانا الله بحكومات كل واحدة أشد وأوسخ من سابقتها، وأخرى تأتي هي ألعن من أختها، وديدنها هو الجبايات ولكن دون أن يرى هذا الشعب أي خدمات من الحكومة نظير تلك الجبايات.
فأينما تولي وجهك أيها اليمني في الداخل أو الخارج ستجد مبدأ وبرنامج الجبايات وهاتي هات معلق على الأبواب رسوم الخدمات والغرامات والعقوبات والضرائب وفوق هذا وذاك تدفع رشوة حتى تدفع كل هذه الأموال للحكومة وتمشي معاملاتك أو كما يسمونها الخدمات وإلا فمصيرك الإنتظار والجري في طواريد المباني الحكومية بحثا عمن ينجز لك المعاملة وتظل أيام وربما شهور حتى تفتك من هذه الخدمة المدفوعة الأجر و المقابل.

إذا كان ذلك هو الحال في داخل مؤسسات الدولة، فكيف سيكون الحال في سفارات الدولة اليمنية في الخارج.. فهل تتوقعون مجانية الخدمات التي تقدمها سفارات الجمهورية لأبناء الشعب اليمني ، بالتأكيد الإجابة لا ولسان الحال وكما يقول المثل اليمني الحال من بعضه ،اللوحات في أروقة المبنى فيها أسعار الخدمات التي تقدم للمهاجر والمغترب اليمني والمرضى الباحثين عن العلاج ، كقيمة الجواز وكذا غرامة فقدان الجواز ، رسوم خدمة تعميد الوثائق ، وغيرها من الرسوم الخدماتية ،وهات يا رسوم وفلوس تتحصلها السفارات ،وعندما تقول لهم ما هي الخدمات التي تقدمها السفارة للمواطنين ، وبكل بساطة ليس هناك خدمات بقدر ما هو تحصيل للرسوم وتعميد الوثائق للمواطنين.

تخيلوا معي يا سادة أن اليمني إذا انتقل لرحمة الله قيمة القبر في المقبرة اليمنية التابعة السفارة بعشرة ألاف جنيه والتصريح لشحن الجثة بثلاثة ألاف جنيه وهكذا عجلة الرسوم والجبايات متحركة لا تتوقف .
هل تصدقون عزيزي الشعب اليمن وبالرغم من الجبايات والإتاوات أن هذه السفارات اليمنية في كل دول العالم ليس لديها إحصائية بعدد اليمنيين المقيمين في هذه الدولة أو تلك ولا تعرف السفارة اليمنية بأحوال المواطنين أو وقوع حادث لأي يمني إلا عندما تتواصل وتتخاطب الجهات الأمنية في تلك الدولة مع السفارة أنهم وجدوا مواطن يمني إما مقتول أو تعرض لإعتداء وسرقة أو متهرب وعابر للحدود جاء للعمل وهو ميت أو عليه مشكلة وتعرفت عليه الدولة المضيفة إما عبر الجواز أو بفحص ال DNA ،تخيلوا ولهذه الدرجة هو حال السفارات اليمنية في الخارج.

مهمة سفارات حكومات اليمن الجبايات وبس ،فلا يساعدون مريض ولا يتابعون مواطن أو يطمئنون عليه وليس لهم دراية لا من قريب ولا من بعيد بالمواطن ،لأن الحكومة اليمنية لا تهتم بمواطنيها في الداخل، فكيف ستهتم بهم في الخارج وكما هو الحال الجبايات والإتاوات في الداخل يكون نسخ لصق في الخارج ، فأينما تولون وجهكم فهناك جبايات ورسوم وغرامات .

الموضوع القادم سنناقش فيه ما هي مهام الدبلوماسية اليمنية في الخارج وهل تؤدي دورها بالشكل المطلوب
وماهو الفساد القائم في هذه السفارات وقنصلياتها ماليا وسياسيا واقتصاديا ولماذا فشل السفارات اليمنية في تقوية العلاقات الدبلوماسية والثقافية والفنية والتعليمية والصحية وغيرها مع الدول الأخرى وهو من صلب مهامها والغائبة تماما في الوقت الراهن.

حول الموقع

سام برس