بقلم/ محمود كامل الكومى
" صار (أبراهام) قائد عصابة شتيرن والحاخام الأكبر كاهان فى تعاون من أجل تحويل تنظير الإرهاب الي واقع على الأرض يسيل.
كادت عيون ( أبراهام) تغوص فى وجه الحاخام وهو يوجه الكلام
شطر مسامعه :
لم أر فى حياتي من يجعل الكلمة تحرك الشر و تدفع النفس الي لقاء الشيطان - ليمسح على قلبه بالغل والحقد , ليأتيني صاغرا يريد أن يبيد عرب فلسطين - مثل كلماتك أيها الحاخام , التي نقعتها في نار جهنم تحفز الشخص على القتل , ليصير القتل فى عالم الواقع لديه كقطعِ التفاح تمهيدًا لتذوقه.

- الدماء التي تسيل ممن يدنسون أرض الميعاد , هي نَخبُ الانتصار,وهى أمل يستمد من بروتوكولات حكماء زعبوط
لذا فمحاضراتي لشحذ الهمم والحث على القتل , إن لم تجد صداها
بفعل القتل , صارت كالعدم , وصارت أرض الميعاد فى خبر كان .

- لذلك وعلى أرض الواقع فأنا أُصَعِدْ من عنف عصابة (تشيرن) ودمويتها لتمارس أقذر أنواع الإرهاب من خلال التطهير العرقي، والتهجير ومصادرة أراضي الفلسطينيين لبناء المستوطنات ، وممارسة القتل والمجازر والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني،و تشريد الملايين خارج فلسطين لاجئين , ونازحين داخل وطنهم كي يصيروا نازحين من الحياة.
رد الحاخام الأكبر , مؤكدا ما قاله أبراهام :
- الآن قد أحضروا لي زجاجات مليئة بدماء 250 فلسطيني من الأطفال والنساء تم إبادتهم فى (دير ياسين) سوف احتفظ بها لتكون بديلا عن الماء اللازم لعجين فطائر الاحتفال بعيد( كيبور) .
كان أبراهام قد تعلم في مدرسة النازية الهتلرية ، وصار يعكر صفوه بن غوريون حين يداعبه قائلا:
- لا أدرى كيف كل هذه الدموية الهتلرية التى تمارسها على الفلسطينيين من أجل دولة لليهود, وأنت تدين نازية هتلر ,التي صنعت الهولوكست لليهود !
يضحك أبراهام مُصفَرًا, يتعالى فى الضحكات , مرددا :
أننا نأخذ من العدو إجرامه ودمويته لننفذ تعاليم التلمود الصهيونية
وبروتوكولات الحكماء من أجل أرض الميعاد
يرد بن غوريون
- لكن النازي هُزم
- لم يهزم يا فخامة الرئيس , طالما هناك نازيون جدد !
بادله بن جوريون الضحكات مسترسلا :
- هل قامت الدولة ووليتني لها رئيساً!
- كل شيء معد سلفاً يا رئيس الوزراء
انتشى الموعود رئيسا للوزراء , وأثنى على أبراهام
وأمر بعدها بتكوين جيش الدفاع الإسرائيلي , و غدا نواته عصابة أبراهام (شتيرن) و عصابة (أرجون ) الإرهابيتين" .

كان استدعاء المقطع السالف من روايتى ( قصفة زيتون وعنقود كروم ) التى لم تنشر ضرورة حتمتها حرب الإبادة الدائرة على شعبنا الفلسطيني فى غزة , حيث تأصيل الإجرام وسفك الدماء موروث فى عصابات الصهاينة جيل بعد جيل و مركوز فى طبائع النفوس حتى النخاع , يلبون دعوات أباليس الحاخامات السياسية والدينية .
من كل أصقاع الأرض يهبطون من تجرعوا خمر أكاذيبهم ’ بطائراتهم ودباباتهم , يبيدون الزرع والحجر , الطفل والشيخ , يتجرعون دماء المسالمين , ويتجرعون الهزيمة من النشامى وجنود الرحمن .
كانت قمة أجرام الصهاينة فى صناعة حكام يحكمون الشعوب حول فلسطين حتى لا يتكرر عبد الناصر لتنتهي القومية العربية وصراعها معهم كصراع وجود, وكان حكم التفاهة الذي غيب العقول وتدني بالنخوة وعَمَقْ اللامبالاة لاغاثة المنكوبين والمعذبين جراء جرائم الصهاينة .

وصار تمهيد الأرضية القاحلة , لإبادة شعبنا فى غزة بأطنان القنابل التى قذفتها الطائرات , بمايعادل قنبلة ذرية .
أكثر من عشرة آلاف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى , وهدم المنازل والمشافي , وقطع كل سبل الحياة عن شعب غزة , لإجبار من يعيش أن يلوذ بنفسه الى خارج فلسطين , والتلمود يصنع من سيناء
ملجأ جديد ومخيم مهاجرين من الحياة .

كان كبير الحاخامات السياسى والدينى يدرك , ويضع استراتيجية القتل والتهجير , واسرائيل الكبرى من النيل للفرات من خلال كتاب ومواثيق جسدتها كامب ديفيد بملاحقها السرية , ثم وادى عربة وأوسلو , واخيرَا كل ما دار من اتفاقات في العلن ومن وراء الكواليس فى الرياض ومسقط والرباط وابو ظبي والدوحة والمنامة .
وعلى أنغام القتل والإبادة للفلسطينيين فى غزة , كان مؤتمر القمة فى الرياض يغطي على جرائم تل ابيب , لتفتح كوادر آلات التصوير تجسم ثغور الحكام تنفرج عنها الأسارير.

وصار الشارع الأوروبى والأمريكى يموج بمناصرة شعبنا الفلسطينى فى غزة , وفى أفريقيا وأمريكا اللاتينية , صارت حكوماتهم تفعل ما كان يجب ان يصدر عن قمة عربية ,حين قطعت بعض بلدانها العلاقات مع اسرائيل , والبعض طرد سفراء الكيان الغاصب لفلسطين .
والجامعة العربية أمينها العام يعبث منذ توليه بتحريك أحرف العربية وتبديلها لتوائم العبرية .
والشعوب العربية , فى كل بلد صارت تبرر تصرفات من يحكمها , وتعوز سبب تقاعسها على بقية البلدان الأخرى.
وتبقى المقاومة الفلسطينية ومن يناصرها - حزب الله والحوثيين ومن يعترض فليجرد سيفه من غمده , ويناصر فلسطين عربية .
وكفى كلمات بالية وتظاهرات ظاهرها فلسطين وباطنها تأييد السلاطين.
ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم .

*كاتب ومحامى – مصرى.

حول الموقع

سام برس