بقلم/ هاني علي سالم البيض
ان استعادة جهود السلام بين الحين والاخر امر يبعث على التفاؤل والأمل لدى الناس
لان الشعوب هي المتضرر الاول من الحروب والنزاعات ..
ولكن السلام الحقيقي والواعد في اليمن سيظل المأزق وابرز المعضلات !
وليس مسالة وقف الحرب او الهدنة هي المعضلة الآن بل السلام الإيجابي المطمئن هو اهم التحديات القادمة

فبالرغم من تضافر وجهات النظر الإقليمية والأممية حول السلام المرجو والصور النمطية المبسطة لأهمية وقف الحرب والدخول في هدنة طويلة تؤسس عليها العملية السلمية الموعودة مسارها الصحيح

فهناك سلام مهدد يظل خيار الحرب فيه قائمًا
وهو السلام السلبي الذي تظل مسبباته قائمة !

رغم انخراط الأطراف في اشكال مختلفة من المفاوضات والعمل الدبلوماسي ، إلا إنها تفتقد لادوات بناء سلام حقيقي
وبنية صلبة للذهاب الى عملية سلمية ناجحة تؤدي الى سلام مستدام.

السلام المطلوب لابد ان تنخرط فيه كل الاطراف المعنية والقوى المؤثرة بجدارة وقناعة وإرادة سياسية واضحة.
والوقوف بصدق امام عوامل الصراعات ومفجرات دورات العنف المتكررة

ان معالجة الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى استخدام العنف والاقتتال وإزالة الاسباب المباشرة المادية والمعنوية هي الوسيلة الصحيحة لتحقيق سلام دائم واكثر نجاحًا يعبر بحق عن مطالب الشعب ويؤدي لاستعادة العلاقات الطبيعية بين الفرقاء في المجتمع.

اساليب بناء السلام هي ايضا مجموعة من الاجراءات الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية لكسب التأييد الشعبي وحفاظ الدولة والمجتمع عليه
منها لا الحصر :

اولاً .. لابد ان يسود اعتقاد بفوز جميع الاطراف والقوى الاخرى ان لا أحدا خاسر في هذه العملية السلمية بما فيها الفئات المهمشة

ثانيا.. خلق حالة من الاستقرار والامان وممارسة الناس حقوقهم وواجباتهم بعدالة

-بناء مادمرته الحرب ، البنية التحتية والاعمار ومعالجة اوضاع النازحين
-والتعويضات على مستوى المنشآت والافراد وجبر الضرر

-العدالة الانتقالية (المساءلة )يقابلها العفو أيضًا او مايسمى (بالعدالة التصالحية )

=وتظل التنمية احد اهم ركائز الحفاظ على السلام والاستقرار في المجتمعات

-وللاعلام أيضًا دور مهم في تسليط الضوء على مكاسب السلم وتعزيز وعي وثقافة السلام وأهميته للاستقرار والحياة الكريمة

لقد حان الوقت لإن يعيش الجميع في امان وإستقرار وعدالة وكرامة

وعلى الاطراف المعنية وكل القوى السياسية والمجتمعية ان تعي جيدًا انها امام مشروع وطني عظيم ومصيري

وعملية سلمية طويلة تتطلب ان يكون الجميع عند مستوى المسؤولية للسير فيه ومن ثم الحفاظ عليه

وماعلى الاطراف الاقليمية والدولية إلا المساهمة في حمايته باعتباره جزء من السلام والامن الدوليين .

نقلاً من صفحة الكاتب في منصة اكس"تويتر"

حول الموقع

سام برس