بقلم/ حسن الوريث
كنت قررت الخروج من حالة الصمت بموضوع عن نهب الأراضي الاتجاه غربا ومسمار جحا .. لكني قرأت خبرا مثيرا للسخرية عن البرنامج الوطني للمقربعين فقررت تأجيل موضوع نهب الأراضي والكتابة عن هذا الموضوع والخلاصة أن مدير البرنامج الوطني للمقربعين ذهب ليبحث عن اذنه في منطقة نائية وبعيدة جدا فقد سافر إلى منطقة أفلح اليمن بمحافظة حجة لبحث معالجة ظاهرة التسول وكأنه اكمل مهمته في كافة مناطق اليمن ومنها العاصمة صنعاء ولم يتبق سوى هذه المديرية التي ربما لايتجاوز عدد المتسولين فيها العشرة أشخاص.
سيدي الوالي..
لو كان هذا المسئول كلف نفسه ونظر من نافذة مكتبه لشاهد مئات المتسولين والمشردين ولو أنه تنازل قليلا وقام بجولة حول منطقة التحرير التي يقع فيها مكتبه الضخم لشاهد آلاف المتسولين ولو أنه تنازل أكثر وازال العاكس من زجاج سيارته الفخمة لشاهد عشرات الآلاف من المتسولين يجوبون الشوارع في امانة العاصمة فقط لكان قدم استقالته فورا لو كان هذا المسئول لديه ذرة من الإنسانية ولو أنه وانطلاقا من واجبات مسئوليته طلب تقارير عن إعداد المتسولين الذين ينتشرون في كافة الشوارع وأمام المطاعم والأسواق وفي كل مكان لكان علم بأن هناك ظاهرة مؤلمة ومزعجة تتمثل في انتشار هذه الظاهرة وتوسعها في ظل غياب الجهات المعنية ومنها برنامجه الذين يتفرجون بل أنهم يذهبون بعيدا دون ملامسة للظاهرة وابعادها ووضع الاستراتيجيات المناسبة لمعالجتها وكما فعل هذا المدير غير الهمام بأن ذهب إلى أبعد مديرية في اليمن بحثا عن بهرجة إعلامية كاذبة وانجاز وهمي تاركا أمامه وخلفه مئات الآلاف من المتسولين.
سيدي الوالي..
لو كان هذا المدير هو وفريق برنامج المقربعين نزلوا إلى الميدان وشاهدوا ملايين الفقراء والمساكين ومئات الآلاف من المتسولين والمرضى والمجانين والأطفال والنساء والعجزة الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء وشاهدوا الاف الفتيات في عمر الزهور من سن السابعة إلى ١٥ يحترفن  التسول بطريقة مؤلمة تجعلهن مطامع لبعض ضعفاء النفوس وكذا متسولين من الأطفال من سن الرضاعة ومافوق ونساء ورجال يملأون الطرقات والمطاعم البوفيات المحلات التجارية وغير التجارية تغص بهم لكانوا اما تحركوا في اتجاه تحسين مستوى الأداء ونفذوا مشاريع حقيقية لهذه الفئات المحرومة من الناس أو قدموا استقالاتهم غير مأسوف عليهم لانهم فعلا لا يستحقون البقاء في هذه المناصب التي تحتاج الى أشخاص اكفاء قادرين على إدارة العمل .
سيدي الوالي..
تعود الكثير من مسئولي الدولة على إحاطة أنفسهم بجوقة من المطبلين والمداحين لتضخيم أبسط الأمور وتصويرها كانجازات عظيمة عكس الواقع والحقيقة مثل هذا المدير الذي لم يقدم شيئا يذكر على أرض الواقع بينما جوقته الكاذبه يخدعون الناس بإنجازات وهمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر تضخيم مركز احتجاز عشرة اطفال بأنه مركز اعادة تاهيل المتسولين بينما عشرات الآلاف من الأطفال المتسولين في الشوارع يدحضون اكاذيبهم.
سيدي الوالي..
هل يمكن ان تعمل الدولة والحكومة على وضع استراتيجية وطنية عبر تخطيط سليم وعلمي وتحديد المشكلة والاهداف والامكانيات البشرية والمادية المطلوبة وآليات العمل لمعالجة ظاهرة التسول  بكل تفاصيلها وباشراك كافة الجهات والأجهزة الحكومية والقطاع الخاص لتنفيذها وكذا الاستفادة من تلك المشاريع التي نفذتها دول أخرى ونجحت في القضاء على ظاهرة  التسول واصدار قانون لتجريم  التسول وتحديد مسئوليات كافة الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في معالجة ومكافحة هذه الظاهرة وإغلاق هذا البرنامج لأنه لم ينتج عن استراتيجية ورؤية علمية حقيقية لكنه من أجل الضحك على الدقون والقربعة لان اول عمل له كان هزيلا مثله تماما وإحالة مديره الذي ذهب يبحث عن إذن جحا في منطقة نائية وبعيدة جدا بينما الاذن الحقيقية موجودة بالقرب منه.
سيدي الوالي..
كما قلت من قبل انا وأصدقائي الاعزاء .. هل يمكن أن تكون مشاريعنا إستراتيجية ونظرتنا واسعة أم أن الأمر سيبقى كما هو "هوشلية" ونظرة قاصرة ومجرد برنامج للمقربعين للبحث عن تمويل من هنا وهناك بعيدا عن حلول حقيقية  وتظل الكارثة موجودة بل وتتوسع وتنتشر ؟ وهل سيظل هذا المدير يبحث عن إذن جحا بعيدا ولا يرى الاذن الحقيقية القريبة منه أم ان المطلوب هو هذا الأمر ومثل هؤلاء الأشخاص؟.. نأمل سيدي الوالي أن تكون الرسالة وصلت وان يتم وضع حد لهذا البرنامج ومديره الذين يكذبون على الناس والتوجه نحو وضع معالجات جذرية لظاهرة التسول .

حول الموقع

سام برس