بقلم/ محمد العزيزي
الوطن كلمة كبيرة لا يفهمها إلا المنتمون إليه إنتماءا خالصا والذين يمتلكون إيمانا راسخا بأن الوطن هو السكن والهواء ومصدر الحياة والعيش والكرامة والإباء ، وليس مصدرا للنهب والإكساب الغير مشروع وملئ الجيوب والبطون وتعمير القصور والعمارات العالية ، ولو على حساب جميع أبناء الشعب .

من وطنهم الفلوس ليس لديهم وطن على التراب أو على الأرض أو لهم مستقر يقيمون عليه بل وطنهم أينما وجدت الفلوس وحيث لذ وطاب لهم المقام ..هم يعتبرون الوطن بأنه مغنم ومن يدفع أكثر هم ينتمون إليه وهو وطنهم وملجأهم.

وطنهم ليس التراب الذي نمشي عليه ونقدسه، وليس الذي نستنشق هوائه، وليس الذي نأكل من خيراته وزروعه، وليس الوطن الذي نستكين ونطمئن فيه، بل الوطن هو الذي يجنون منه الأرباح وينهبون خيراته وثرواته ومقدراته.

بالنسبة لهم الوطن مجرد شعار يزايدون به من أجل زيادة غلتهم وحصتهم، ويتمكنون أكثر عندما يرفعون ويغالون بأسمه في الحصول على المزيد من المكاسب والكسب الحرام على حساب الوطن الكبير وترابه ومتجاوزين بمصلحتهم مصالح الشعب والأمة والأخوة والروابط والعرق والدم .

مرتزقة الداخل والخارج هم نفسهم ضميرهم الفلوس، والفلوس هي دينهم ودنياهم ووطنهم وهي أيضا شعبهم وانتماءاتهم ووطنيتهم وأخلاقهم ومرجعيتهم وهي كذلك مصدر لعلو كعبهم وظلمهم ومزايدتهم ورياؤهم وعصبيتهم التي لا تشتد إلا عندما تزيد فلوسهم ويغضب ممولهم وصاحب الفضل والمنة عليهم.

يتواصلون يتنادون ..( شي حولت لنا فلوس) .. وما المقابل نظير هذه الفلوس التي توهب لهم يوميا وشهريا ، ليس لشيء سوى لأجل تدمير الوطن وتمزيقه والتآمر عليه خدمة لأمرهم ولمن جندهم وله مصلحة في خذلان الوطن وتفتيته وشعبه وأمتنا العربية عموما.

الذين وطنهم ودينهم الفلوس هم الوحيدون الذين يلهثون وراء جمع الأموال وأمتلاك الفلل والشقق والعمارات والأرصدة البنكية وحزمة الدولارات التي تفتح لهم الشهية لمزيد من بيع الأوطان وإنهاك قوى الشعب وفئاته المطحونة أصلا ،تجدهم ليسو أقل من الخول و ليس فيهم ذرة غيرة أو أخلاق أو إنسانية وهم يرون شعبهم وأبناء جلدتهم يتضورون جوعا وألما ويموتون غبنا وقهرا لما يحدث من تدمير للوطن الحبيب ، بينما باعة الأوطان وتجاره لا يكترثون لذلك طالما وشعارهم تعالي يا يبس تعالي يا فلوس .

حملت مبادئ الفلوس أولا هم السبب الحقيقي لما يعيشه الشعب من ذل وهيانة في ظل هذه الخيانات والبيع والشراء نهارا جهارا للوطن والشعب في أسواق النخاسة ولمن يدفع أكثر ،لأن الوطن عندهم هو المال وما يحصلون عليه من ثمن .
عبدت الفلوس وتجار الحروب والأوطان لن يوقفهم ويردهم السكوت لما يبيعون ويعبثون ولكن يجب علينا أن نصحوا من غفوتنا ،ويجب على الشعب ومن يعيشون على ترابه أن لا ينتظرون عودة الوطن إلى مكان عليه وتعافيه ،فهذا مستحيل ومن سابع المستحيلات لأن الخونة ومن باع الوطن وقبضوا ثمنه ،لا يمكن أن يسمحوا له أن يعود كما يريد عامة الناس لأنه وبكل بساطة سوف تتضرر مصالحهم وينقطع البز الذي يرضعون منه كل هذه الأموال الطائلة وكذلك تجار الحروب سوف تتوقف تجارتهم ..

علينا جميعا عوام وعموم الشعب أن نتحد الصعاب وأن يكون لدينا همة ويقين أنه لا يمكن عودة الوطن بأيادي من باع الوطن ودمر البلاد ونهب مقدراته وأمواله وثرواته مطلقا، بل يجب أن نعي جيدا أن من يرفعون الشعارات المناطقية والمذهبية والفئوية والدينية هم أنفسهم من يسرقوا الوطن والشعب ومقدراته ولا يرضون إلا ببقائه متشظيا وممزقا ومرتهنا ومنهكا وفقيرا لا يقوى الشعب على مقاومتهم واستعادة حقوقه ودولته لتستمر مصالحهم وتتدفق الأموال إلى جيوبهم وخزائنهم ، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله من وراء القصد وهو أرحم الراحمين.

حول الموقع

سام برس