بقلم/ احمد الشاوش
تلقيت نبأ وفاة الزميل العزيز والاخ الوفي والموظف الكادح والعامل المكافح الذي يحمل كل معاني الصدق والوفاء والطيبة والانسانية كالصاعقة التي أحرقت نياط قلبي وقلبت احزان ومواجع الموظفين الذين عرفوا مقدار وقيمة ذلك الذهب الصافي ولطافته ، رغم فقره المدقع ، ومعاناته المعيشية ، وظروفه الصحية وحال مؤسسة الثورة للصحافة البائس الذي لايسر صديق ولا عدو !!؟.

رحل الزميل العزيز يحي عبده اسماعيل الريمي الذي كان ومازال وسيظل هامة في نظرنا وقامة في عقولنا ونقشاً في قلوبنا وعنواناً للعمل الدؤوب والاستقامة والتواضع والمحبة والنزاهة ، في حين يظل الشكر موصول بدرجة رئيسية للاستاذ عبدالرحمن الاهنومي الذي كان أكثر مسؤولية ومبادرة ووفاء مع الفقيد يحي الريمي ، رغم تعيينه في جهة أخرى ، وكذلك رئيس مجلس الادارة الجديد احمد راصع الذي وجه بنفقات االدفن والصالة وغيره.

نتذكر الحركات الجميلة والقفشات اللطيفة والمقالب العفوية للانسان الاكثر براءة ولطفاً وخفة دم عندما كان يمر يومياً الى الادارة العامة للاخبار وبمجرد دخوله يردد ضاحكاً عبارته المشهورة والملفتة للنظر" ودفت امريكااااااا" ، التي تحمل أكثر من مغزى وما يكون من الزملاء الا الابتسامة وترديد قوله المأثور " ودفت امريكا" والضحكات ترتفع من هنا وهناك وتخرجنا من حالة اليأس وضياع الحقوق وحالات اللف والدوران وأحتضار التغذية وتنتشلنا من القنوط الى واحة الامل بتلك الكلمات الرقيقة والمداعبة اللطيفة وبسمات التفاؤل ..

لقد امضينا زهرة أعمارنا وقوتنا وضاعت افكارنا وعصارة جهدنا وحقوقنا في مؤسسة الثورة للصحافة التي أعتبرناها ومانزال البيت والرزق الاول الذي نتكل عليه من بعد الله سبحانه وتعالى الا أن ماجرى ومايجري في مؤسسة الثورة للصحافة من أجتثاث وتغييرات ولا مبالاه لايخدم الدولة ولا المؤسسة ولا الموظفين بقطاعاتهم الصحفية والفنية والادارية والعمال الذين أصبحت التعيينات العبثية عبئاً على المؤسسة وكارثة على الحقوق التي من شانها أن تؤدي الى الاغلاق مع سبق الاصرار والترصد في حالة عدم تقديم الدعم المعقول من الدولة.

مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر بحاجة الى قرار رئاسي شجاع ودعم مالي وموازنة سنوية..بحاجة الى ورق واحبار و مرتبات وتغذية ومواصلات وحقوق موظفين وغيرها بحكم ان الصحيفة أصبحت تابعة لرأس الدولة والحكومة وتتنال اخبار القائد وتغطي السياسسات العامة ، لذلك لايجب ان تكون عبئاً على حقوق الموظف الكادح الذي أفنى حياته ومازال يبحث عن ابسط حقوقه القانونية والانسانية للبقاء على قيد الحياة ، فأما ان تنظر الدولة بموضوعية الى احتياجات المؤسسة وموظفيها والوفاء بالحقوق والالتزامات واما ان تغلقها بصراحة وتلتزم بالوفاء بحقوق الموظفين وتعويضهم بدلاً من الجعجعة واستعباد الصحفيين والموظفين الملتزمين بالعمل بدلاً من سياسة التطفيش بالحقوق الهزيلة جداً وتأخيرها لشهور وكأن الموظف مكتوب عليه ان يصوم واسرته وان ينام في الشارع في ظل مماطلة حقوق القانونية.

ليس من المعقول ان يكون أول ملطام في "التغيير الجذري" هو تعيين رئيس جديد لمؤسسة الثورة للصحافة " عطل" بلا قرشين ولا دعم أو الركون على الايرادات الزهيدة لتغطية الورق والاحبار والكهرباء والماء والبترول والديزل على حساب حقوق الصحفيين والموظفين والعمال والفنيين ، بل الواجب ضرورة الدعم لاستمرار العمل.

أخيراً .. كل يوم نفقد زميل ويسقط اخ ويغادر عزيز وترحل هامة وكل ساعة يُغيب الموت انساناً وديعاً من الجوع والفقر والذل والدين وملاحقة الحقوق المالية والقانونية ، تارة بحثاً عن المستحقات واخرى عن الرعاية الصحية وثالثة عن المعيشة ورابعة عن هموم الحياة وطلبات الاسرة بينما المسؤول الذي بيده مفاتيح قارون ربما لايحس بمعاناة الموظفين وحقوق الاخرين.. صحفيو وموظفو وعمال مؤسسة الثورة للصحافة تعرضوا لظلم كبير رغم الوفاء بالتزامتهم المهنية والعملية والقانوينة ..نأمل أن يكون القادم أفضل.

حول الموقع

سام برس