بقلم / الدكتور/ علي احمد الديلمي
تاريخ طويل من الصراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والاخوان المسلمين في اليمن منذ العام 2017 حيث يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي صراعا ومواجهة محمومه ضد تحالف غير معلن يضم الإخوان المسلمين وبعض القيادات الجنوبية في الشرعية والمنتمية لحزب الإصلاح إلى جانب قيادات ومكونات جنوبية صغيرة ممولة اقليميا غير أن التحدي الأبرز للمجلس بحسب مراقبين يكمن في خطورة التشكيلات العسكرية الممولة خارجيا والتي يمكن أن تكون تهديد حقيقي على وجود المجلس الانتقالي خصوصا مع سيطرة الاخوان تحت غطاء الشرعية على محافظات حضرموت وشبوة والمهرة ووفقا لمراقبين ينظر المجلس الانتقالي إلى تحركات الشرعية في المحافظات الجنوبية بوصفها أنشطة لحزب الإصلاح الإخواني الذي يناصبه العداء والذي يتهمه بالتسلل إلى جنوب اليمن تحت عباءة الحكومة اليمنية ومؤسساتها كما يتهم الانتقالي الحكومة الشرعية بأنها خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح


حزب الإصلاح الاخواني هو نقطة الخلاف الرئيسية بين المجلس الانتقالي والقوى الموالية للشرعية وجميعهم أعضاء في التحالف العربي ولطالما أصر المجلس الانتقالي على أن الإصلاح كان في صميم المشاكل داخل التحالف ويعتقد أيضا أن الإدارة الجنوبية قد تم اختراقها والتحكم فيها من قبل الإصلاح وهو ما يتعارض مع رغبة الجنوبيين منذ فترة طويلة في حكم أنفسهم


أن جماعة الإخوان النافذة في الشرعية مازالت تتّبع نفس السياسة القائمه على العمل من داخل مؤسسات الدولة في مواجهاتها السياسية والعسكرية وتصعيد شخصيات جنوبية لمواجهة المجلس الانتقالي والعمل على استراتيجية طويلة النفس لتضييق الخناق على المجلس وتأليب التحالف العربي عليه إضافة إلى خلق بؤر توتر في مناطق سيطرته ومن ناخية ثانية فـإن حزب الإصلاح الاخواني ظل يمارس اللعبة ذاتها في عملية الإقصاء والمحاصصة والكيدية على كوادر وأعضاء المجلس الانتقالي من التعيينات في المناصب السياسية والسلك الدبلوماسي الذي اصبح ممثلا للأخوان المسلمين حيث تمكن الاخوان من استبعاد كل الكوادر الأصيلة والمقتدرة وصاحبة الخبرة الدبلوماسية وتعيين كوادر اخوانية وبعض الشخصيات التي تتوافق وتتعاطف معهم سواء في المناصب السياسية او الدبلوماسية وهذا يؤكد طبيعة الممارسة التى يقوم بها الاخوان في تقديم المصالح الحزبية للجماعة من خلال ممارسة نفوذهم وقوتهم داخل أطر الشرعية المختلفة وتقديم مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة الوطنية


واليوم نري تصاعد كبير في الموجهة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والاخوان المسلمين من خلال الحملة الكبيرة التي يقودها الاخوان لما جاء في تقرير لمراسلة الBBC نوال المقحفي عن دور الإمارات تمويل اغتيالات بدوافع سياسيّة في اليمن الأمر الذي ساهم في تصاعد الصراع من جديد و التي برزت ايضا مع تطور الاحداث الدوليّة في البحر الأحمر وقد علق القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك على الفيلم الوثائقي لقناة BBC بشأن تورط دولة الإمارات بتنفيذ عمليات اغتيال بحق سياسيين في المحافظات الجنوبية.
وقال بن بريك، أن ماورد في هذا الوثائقي اتهامات لا اساس لها من الصحة .. متهمًا حزب الإصلاح وجماعة الاخوان المسلمين بالوقوف خلف البرنامج، حسب تعبيره.وكتب بن بريك على منصة إكس، قائلًا: "تقرير الإخونج الإرهابي على قناة BBC البريطانية المملوء بالتلفيق والكذب المفضوح إساءة كبيرة جداً لبريطانيا ولشعبها".

في هذا الوقت يبحث اليمنيين عن دولة غابت عنهم وربما يقول البعض ان اليمنيين اليوم بحاجة إلى بناء دولة جديدة يتفق عليها جميع اليمنيين تظهر بقوة في هذه الأيام ولكن المشكلة أن هذه الدولة الجديدة لم تر النور لأسباب متعددة لان الصراع الإقليمي والدولي يتم التخطيط لة بأن تكون اليمن هي الساحة الخصبة لصراعات قادمة في نفس الوقت الذي يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف في ظل مستجدات الأوضاع وأختلاف وسائل الدعم والحماس في أستمرار هذة الحروب والصراعات

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس