بقلم/ امين درهم
بمناسبة اليوم العالمي للاذاعة.. يسعدني ان التقي باعزائي المتابعين على حسابي في الفيسبوك..ارجو ان تكونوا بصحة وسعادة..
وفي اليوم العالمي للإذاعة الذي يوافق الثالث عشر من فبراير من كل عام أهني كل الإعلاميين اليمنيين من صحفيين ومذيعين ومهندسي الصوت والمخرجين والمصورين أقول لكم كل العام وأنتم بألف خير..وكل عشاق الاذاعة في اليمن.
اسمحوا لي ان اسلط الضوء على تاريخ الاذاعة اليمنية منذ نشوئها في العام 1940م..ودورها التنويري الكبير في خدمة المجتمع بجميع اتجاهاته..والعمل الاذاعي كان له نجوم متميزين من المذيعين والمذيعات والمعدين والمخرجين الذين صلوا وجالوا خلال السنوات الماضية من القرن الماضي والى اليوم.. وشكراً مقدماً على مروركم الكريم..
البدايات:
مخترع الاذاعة هو غوليلمو ماركوني (25 أبريل 1874 – 20 يوليو 1937)، ساهم في اكتشاف الموجات كهرومغناطيسية اختراع الراديو، وهو مخترع الإبراق اللاسلكي المدهش والذي سهل..كما ساهن غوليلمو في اكتشاف الموجات كهرومغناطيسية اختراع الراديو، وهو مخترع الإبراق اللاسلكي..واعلن اليوم العالمي للاداعة عام 2011م وخصص له يوم 13 فبراير من كل عام للاحتفال به..واولى الاذاعات اليمنية كانت:
إذاعة صوت الجزيرة:
عرفت بلادنا الب
ث الإذاعي لأول مرةً عام 1359هـ/ 1940م عندما أنشأت السلطات الاستعمارية البريطانية في (عدن) محطةً إذاعيةً صغيرة، عملت على بث إرسالٍ إذاعيٍّ قصير موجه إلى اليمنيين والمقيمين فيها، وكان الغرض منها إعلان الانتصارات العسكرية لبريطانيا ودول الحلفاء على ألمانيا وحلفائها من دول المحور، وتقديم إرشادات للمواطنين حول طرق الوقاية من الغارات الجوية لدول المحور والتي كانت تقصف عدن من قواعدها في إريتريا والحبشة، وسُميت هذه الإذاعة بإذاعة (صوت الجزيرة)، وكان مقرها (رأس برادلي) بـمدينة التواهي، وأول من تحدث على الهواء مباشرةً في هذه الإذاعة كان الشيخ عبدالله محمد حاتـم، واستمر إرسال إذاعة (صوت الجزيرة) حتى عام 1364هـ/ 1945م بعده توقفت تـماماً عن البث.
إذاعة عـــدن
وفي يوم الثامن من شهر ذي الحجة 1373هـ الموافق السابع من أغسطس عام 1954م أنشئت إذاعة عدن وانطلق صوت المذيع اليمني معلناً (هنا عدن) ولا زال هذا الصوت يتردد حتى يومنا هذا، ويشرف على هذه الإذاعة آنذاك (مكتب العلاقات العامة والنشر) التابع للإدارة الاستعمارية البريطانية في (عدن)، وبدأت الإذاعة نشاطها ببثٍ لا يزيد عن ساعة وخمسة وأربعين دقيقة؛ ارتفع فيما بعد إلى سبع ساعاتٍ وبثلاثة مذيعين مساهمين هم: الفقيد الشيخ عبدالله محمد حاتـم، والشاعران المعروفان لطفي جعفر أمان، ومحمد سعيد جرادة – رحمة الله تغشاهم جميعاً.

أما حسين الصافي فهو أول مذيعٌ رسـمي، وتوفيق إيراني أول مديرٍ لها في عام 1954م، واعتمدت الإذاعة على (شركة البرق واللاسلكي البريطانية) لتشغيل أجهزة الإرسال بـموجة متوسطة 5 كيلو وات وموجه قصيرة 7.5 كيلو وات واقتصرت تغطيتها على المناطق القريبة من مستعمرة عدن.. وفي عام 1957م زوِّدت الإذاعة ببعض الأجهزة الحديثة نسبياً؛ الأمر الذي حسن من أدائها، وفي عام 1960م افتتح فيها أول قسم هندسي، واستحدث أستوديو ثالث، وتولى المرحوم أحمد زوقري في عام 1958م إدارة هذه الإذاعة، ومن ثم خلفه الراحل حسين الصافي إلى شهر مايو 1967م، حينها تولى الإدارة الأستاذ علوي السقاف.
وقد أسهمت هذه الإذاعة في تنمية الوعي الثقافي اليمني، وتطوير الدراما والموسيقى اليمنية من خلال إشراك عددٍ كبيرٍ من المثقفين اليمنيين في الإعداد والتقديم، وعند قيام (اتحاد الجنوب العربي) تـم تغيير اسمها من (محطة عدن للإذاعة) لتصبح (إذاعة الجنوب العربي)، وشهدت زيادةً في مساحة الإرسال وساعاته.

وعشية الاستقلال الموافق 30 نوفمبر 1967م طُلِبَ من مديرها الأستاذ علوي السقاف تسليم الإذاعة للأخوين عبدالملك إسـماعيل ومحمد ناصر محمد اللذين عُيَّنا مشرفين للإذاعة والتلفزيون نيابةً عن الجبهة القومية والحكومة الجديدة وتغيَّر اسـمها إلى (إذاعة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)، ومن ثم عُيَّن الأستاذ جعفر علي عوض مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون في عدن، وكُلِّفَ الأستاذ علوي السقاف بالمهام الفنية والإدارية.

وفي أعقاب خطوة 22 يونيو 1969م كلّف كلٍّ من: أحمد قعطبي، ومحمد سعيد عبدالله (محسن)، وعبدالله شرف بإدارة الإذاعة والتلفزيون، واتسع مدى الإرسال لها نهاية السبعينات على النطاقين المحلي والخارجي ليغطي جميع البلدان العربية، وشـمال شرق أفريقيا، وعددٍ من مناطق قارتي آسيا وأوروبا، ووصل زمن الإرسال إلى (15) ساعة يومياً، كما تـم نقل الإذاعة عام 1972م من مبناها القديم الكائن في (قاعدة القوى البحرية) في (التواهي) إلى (مبنى إذاعة خدمة القوات البريطانية) الذي يقع بالقرب من المبنى القديم للإذاعة، وفي عام 1982م تـم تجهيز أستوديوهات الإذاعة الجديدة في مبنى (شركة البينو) بالتواهي وعددها أربعة أستوديوهات، وزودت بأحدث الأجهزة وتكونت عدد من الأقسام الإذاعية.
وتعد الفنانة إسـمهان بيحاني أول ضابطة صوت، وأمينة المكتبة الصوتية بالإذاعة، وفي مايو 1987م جرى تشغيل جهاز إرسال إذاعي للموجة المتوسطة بطاقة (750) كيلووات؛ الأمر الذي ساعد على توسيع انتشار البث الإذاعي لإذاعة عدن إلى مناطق جديدة وبوضوحٍ أكبر، وولجت الإذاعة في عام 1408هـ/ 1988م تجربة البث الإذاعي المباشر في مساحةٍ زمنيةٍ متصاعدة.
وفي شهر شوال 1410هـ/ مايو 1990م وفي إطار التوجه نحو دمج مؤسسات الدولتين الشطريتين تـمَّ دمج (هيئة الإذاعة والتلفزيون) في (عدن) و(المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون) في (صنعاء) في إطار مؤسسةٍ واحدةٍ سُمَّيت بـ(المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون)، وأضحت إذاعة عدن إحدى قطاعي المؤسسة في مجال الإذاعة المسموعة، وأصبحت (البرنامج الثاني) للبث الإذاعي.

وأبرز الموظفون والمذيعون الأوائل الذين التحقوا بالإذاعة منذ تأسيسها هم: الشيخ عبدالله محمد حاتـم، الشاعر محمد سعيد جرادة، الشاعر لطفي جعفر أمان، وفيصل علي عقبه، وأول مسؤول بريطاني عُيِّن في الإذاعة هو (المستر مارساك)، أما أول يـمني مديراً للإذاعة فهو أحمد محمد زوقري، وأول مذيع رسـمي هو حسين الصافي.. وأول مهندس يـمني صالح عفارة، وأول ضابط صوت رسـمياً هو الفنان سالم بامدهف، وأول موظفة رسـمياً هي إسـمهان بيحاني.. أما المتحدثون الأوائل في الإذاعة فهم: (الدكتور الأديب محمد عبده غانـم، الأستاذ محمد حسن عوبلي، الأستاذ عبدالرحمن جرجرة، المحامي محمد علي لقمان، الأستاذ أحمد عمر بلفقيه، الأستاذ محمد علي باشراحيل، الأستاذ علي محمد لقمان)، أما المدراء المتعاقبون الذين تحملوا مسؤولية الإذاعة، فهم: (توفيق إيراني (لبناني الجنسية) 54–1958م، أحمد محمد زوقري 58–1960م، حسين الصافي 60–1967م، علوي السقاف 1967م، عبدالملك إسـماعيل 1969م، جعفر علي عوض 1969م، نور الدين قاسم 69–1970م، أحمد محمد قعطبي 1970م، عمر الجاوي 70–1972م، راشد محمد ثابت 1972م، عبدالرحمن ثابت، سالمين صالح، عبدالله شرف، محمد الجحددي، عبدالرحمن بلجون 72–1978م، جمال الدين الخطيب 78–1986م، عبدالرحمن عمر عبدالرحمن، عبدالرحمن ناشر، عبدالله عمر بلفقيه 88–1994م، جميل محمد أحمد 94–2007م، يسلم مطر 2007م).

إذاعة صنعاء
أما إذاعة صنعاء، ففي عام 1946م وصلت بعثة عسكرية أمريكية إلى اليمن حاملةً معها محطةً لاسلكيةً من طراز سيجنال (5) كيلو وات هديةً من الجيش الأمريكي إلى الجيش اليمني في شـمال الوطن، وفي عام 1947م بدأ الإرسال الإذاعي بعد تحويل المحطة اللاسلكية إلى محطة إرسالٍ للإذاعة اللاسلكية، وكان نطاق تغطية إرسالها لا يتعدى مساحة العاصمة الصغيرة حينها (صنعاء)، واقتصر إرسال الإذاعة على يومين شهرياً.. كما كان لهذه الإذاعة دورٌ كبيرٌ في الثورة الدستورية عام 1948م، حيث استخدمت كصوت للثورة من خلال إرسالها اليومي ولمدة 3 ساعات.
وفي عام 1950م توقف الإرسال بصورةٍ نهائية ولقرابة خمس سنوات حتى تـمَّ افتتاح محطة إرسال جديدة عام 1955م، حيث تـم شراء محطة ارسال إذاعي جديدة بقوة 25 كيلو واطات، وتـم التركيب بـمساعدة مهندسين مصريين الذين أسهمو في تدريب الإذاعيين اليمنيين، وفي العام نفسه افتتح البث الإذاعي رسمياً عبر هذه المحطة الجديدة، وفي 1958م وأثناء تواجد الإمام أحمد في (روما) للعلاج، عين ولي عهده محمد البدر، الأستاذ المناضل أحمدحسين المروني مديراً للإذاعة الذي عمد إلى تطوير برامجها المختلفة، وأذيعت لأول مرةٍ الأغاني اليمنية إلى جانب الأغاني العربية، وكانت تبث البرامج مباشرةً من الاستديو الوحيد الذي كانت تـمتلكه الإذاعة؛ إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلاً بعد عودة الإمام أحمد أعفي المروني من منصبه، وعين بدلاً عنه محمد احمد الشامي، الذي، مارس تسلطاً على ما تبثه الإذاعة، بالرغم من أي إجراء لا بد ما يوافق عليه الإمام شخصياً صغر ذلك الأمر كان أم كبر، حيث تـم البث من خلال ساعتين وربع يومياً حتى عام 1958م عدلت ساعات البث إلى أربع ساعات مقسمة على فترتين في اليوم.
ومع شروق اول يوم لثورة 26 سبتمبر 1962م كانت تبث الاذاعة من 6 صباحا حتى العاشرة ثم يستأنف البث من الساعة الواحدة ظهراً، ومن عام 1990م تطور البث ليستمر حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدلاً من الساعة الثانية عشرة ليلاً، وفي عام 1994م بدأت (إذاعة صنعاء) تبث برنامجاً باللغة الانجليزية بـمعدل ساعتين يومياً لتصل ساعات الإرسال اليومي إلى (21.15) ساعة بـما فى ذلك البرنامج الإنجليزي.

أما التطور الفني لمحطات الإرسال؛ فبدأت إذاعة صنعاء ارسالها البرامجي أواخر عام 1946م وبداية عام 1947م بقدرة 13 كيلووات حتى عام 1948م، ثم توقفت حتى عام 1955م، وفي سنة 1955م بدأ البث على الموجة القصيرة بقدرة 25 كيلووات، وفي سنة 1970م تـم إضافة موجة متوسطة بقدرة 30 كيلووات (محطتين)، وفي سنة 1974م تـم إنشاء محطتين قصيرتين بقدرة 50 كيلووات، وفي سنة 1980م تـم إنشاء محطة متوسطة بقدرة 600 كيلووات، وفي سنة 1989م تـم إنشاء موجة قصيرة بقدرة 300 كيلووات، وأربع محطات متوسطة بقدرة 200 كيلووات، وفي نهاية سنة 1996م تـم إنشاء موجة متوسطة في منطقة الشحر بقدرة 750 كيلووات، وفي بداية سنة 1998م تـم انشاء محطة موجه متوسطة في عدن منطقة الحسوة بقدرة 400 كيلووات، ومحطة في الحديدة المراوعة بقدرة 750م كيلووات.

وأبرز من عمل في هذه الإذاعة خلال مراحلها، هم: الشاعر عبدالله البردوني، والدكتور عبدالعزيز المقالح، والأستاذ عبدالله حمران والأستاذ أحمد حسين المروني، والأستاذ إسماعيل الكبسي، والاستاذ الشاعر عباس الديلمي والشاعر عبدالله هاشم الكبسي، والأستاذ عبدالرحمن مطهر، وزميلته حبيبة محمد اللذان كان يقدمان برنامج (مسعد ومسعدة) الفكاهي الجميل، والأستاذ عبدالعزيز شايف، والشاعر حسن العماري – صاحب أول نشيد وطني للجمهورية (في ظل راية ثورتي)، والمذيعات سامية العنسي، ونوال عاطف،والمذيعه المتألقة عايدة الشرجبي وغيرهن.
كما تـم افتتاح إذاعات محلية في محافظات أخرى مثل :

• إذاعة تعز: والتي تأسست في شهر صفر 1384هـ يوليو 1963م على جهاز من طراز (تسلا) من صنع تشيكوسلوفاكيا، وتبلغ طاقته (60) كيلو وات، وبدأت الإذاعة تعمل على موجة متوسطة تبث من خلالها برامجها على مدى ثلاث ساعات يومياً من الساعة السابعة، وحتى الساعة العاشرة مساءً ، وتكوٌن طاقم الإذاعة عند تأسيسها من عدد محدود من الإداريين والمذيعين والفنيين لا يتجاوزون عشرة أشخاص، شارك إلى جانبهم ستة من الأشقاء المصريين (ثلاثة مذيعين وثلاثة فنيين) أسهموا بدورهم في تدريب الكادر الإذاعي المحلي.

• إذاعة الحديدة: تأسست في عام 1968م، بقوة (10) كيلو وات، وعلى موجة طولها (65) متراً، وكان الإرسال موزعاً على فترتين؛ إحداهما صباحية من (9 – 10.30) صباحاً، والأخرى مسائية من (3.30 عصراً – 6.30 مساءً).

• أما الآن فهناك إذاعات في كلٍّ من: (المكلا عام 1967م– سيئون عام 1967م – حجَّة عام 2004م – إذاعة إب عام 2007م – صعدة عام 2004م– إذاعة الشباب).. هذا بالنسبة للإذاعات الحكومية، أما الإذاعات الأهلية فهناك طفرة كبيرة في هذه الإذاعات ومنها: (يـمن إف إم – جراند إف إم – سام إف إم – يـمن تايـم – صوت الشعب –... الخ).
صنعاء 13 فبراير 2024م
من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس