بقلم/ الدكتور/ علي احمد الديلمي
على الرغم من أن اتفاق السلام في اليمن لا يزال يواجه عدد من العقبات ستظل اليمن التهديد الاكبر لامن المنطقة الذي قد يأتي بعد أنتهاء الحرب اذا لم يكن هناك أدوات مدنية وأقتصادية لمساعدة اليمن في الخروج من التطرف العنيف وإعادة دمج المقاتلين وتوفير فرص العمل وإعادة الاعمار ودعم اليمن أقتصاديا

أثّرت الحرب والصراعات في اليمن بصورة سلبية واضحة على علاقات اليمن الخارجية حيث اصبحت علاقات اليمن مع عدد كبير من الدول غير واضحة المعالم والاهداف بسبب أن الحرب أثرت بشكل كبير على علاقة اليمن مع الدول الاخري من واقع التقاطعات والمصالح التي قامت علي اساسها الحرب والتي قسمت الفاعلين الخارجيين بين الأطراف اليمنية المتصارعة بشكل أدي إلى فشل وضعف المؤسسات الشرعية اليمنية وتقوية الأطراف الجديدة الممثلة للفاعلين الخارجيين


في عام 2015 بداءت حرب اليمن بمشاركة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعوديه من أجل استعادة الشرعية وهي الحرب التي دعمتها الولايات المتحدة من خلال توفير الأسلحة وتوفير التزود بالوقود في الجو وتقديم المساعدة في الاستهداف وتحديد الاهداف وبعد مايزيد عن 10 سنوات من الحرب المدمره في اليمن و 14 سنة من حملة مكافحة الإرهاب المكثفة في اليمن أصبحت الولايات المتحدة نفسها اليوم متورطة في هذه الحرب من خلال قيامها بالتدخل عسكريا لحماية الملاحة والممرات المائية في البحر الأحمر ولقد تعرضت الولايات المتحدة لا أنتقادات كبيرة بسبب دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية والذي ساهم في حرب مروعة وعدم استقرار سياسي وأسوأ أزمة إنسانية في العالم ولم يعد من الواضح كيف ستتمكن الولايات المتحدة من ردع جماعة (انصار الله الحوثيين )أو كيف سيعزز استخدام القوة ضدهم المصالح الأمنية الأمريكية والإقليمية والواضح حتي الان أن العمليات الأمريكية سوف تساهم في الوضع غير المستقر الحالي في اليمن وأن القوة العسكرية وحدها لن تجلب السلام لليمن والمنطقة أو تؤمن الولايات المتحدة من التهديدات التي سعت إلى مواجهتها في المقام الأول حيث يرى البعض داخل الإدارة الأمريكية أن استخدام القوة وحده غير فعال ويشير بعض المسؤولين إلى أنه من المكلف للغاية وغير العملي الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية الرخيصة
وخارج الإدارة الأمريكية يقول بعض المسؤولين السابقين إن الإدارة اتخذت نهجا محافظا للغاية وتحتاج إلى التركيز على استهداف قادة الحوثيين بدلا من مخزون أسلحتهم

لاشك ان مايجري في اليمن باتت معركة تشارك فيها عدة أطراف إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وكل ما سبق من شأنه أن يصعّد الصراع في المنطقة وقد ينقله إلى حرب إقليمية تدخل فيها العديد من الجهات والدول وهو احتمال يقلق الأميركيين إلى حدٍّ كبير خاصة مع زيادة الضغوط لإنهاء الحرب على غزة
ما يدفعنا للقول إن الضربات الأميركية تهدف في المقام الأول إلى الردع وإثبات قدرة واشنطن على التدخل لحماية الملاحة في البحر الأحمر أكثر من كونها مُصمَّمة لتحقيق أهداف عسكرية حقيقية على الأرض من خلال وجود عسكري فعلي على الأرض لدفع الحوثيين نحو الداخل بعيدا عن خط الساحل لتقليص قدرتهم على تعطيل حركة السفن في البحر الأحمر لكن هذا السيناريو يبقى غير مرجح حتى الآن بسبب تكلفته المرتفعة وقد صرح الرئيس الأميركي بايدن نفسه في أكثر من مرة وبوضوح أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن تنخرط أو توسع الصراع في الشرق الأوسط

تغيرت بيئة التهديد في المنطقة وبات أخطر التهديدات الأمنية لجميع دول منطقتنا هي تلك التي تؤثر في الأمن الداخلي مثل انهيار الدولة أو التهديدات العابره للحدود وتعاظم دور القوى الصاعدة والاقليمية في قضايا المنطقة بالاضافة الى تسابق القوي الاقتصادية العالمية واحتمالات تأثيرها على كل دول المنطقة لذلك فان الاستقرار الإقليمي والخليجي خاصة سيظل أمرا مهما وحيويا بالنسبة لمستقبل التوجهات التنموية الكبيرة التى تنفذها معظم دول المنطقة فهل نري نمط جديد في التفكير والسياسة الخارجية تقوم بة دول المنطقة مجتمعه من أجل دفع المجتمع الدولي والقوي الكبري في تبديل نظرتة إلى قضايا المنطقة والعمل على تقديم مبادرات تساهم في تهدئة الأوضاع ووقف الحروب
ام ستظل بعيدة عن مايحدث غير مدركة عواقب الابتعاد عن التفكير الجماعي لمستقبل المنطقة

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس