بقلم د/ عمر أفلح
17 ابريل من كل عام هو فرصة لتذكير الشعوب بمعاناة الالاف الفلسطينين في السجون الإسرائيلية جراء انتهاك الصهاينة لحقوق الإنسان و مبادئ القانون الإنساني الدولي وقواعده.

فالحرية حق انساني لكل انسان في اي زمان وكل مكان وايا كانت جنسيته وجنسه.. فهذا الحق يولد معه ويرافقه حتى وفاته.. وعلى هذا ينص القانون الدولي كما منحته الطبيعة الانسانية الدفاع عن ارضه وحريته..
ولكن ما يحصل مع الشعب الفلسطيني من احتلال لأرضه و سلب لحريته جعل هذا الحق ينتزع منه بالقوة فما كان من هذا الشعب الا مقاومة الاحتلال و الدفاع عن حقوقه بقوة الحق قبل سلاح المقاومة وبما ان قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحدهم بل هي قضية امة اسلامية لهذا يعتبر يوم ال17 من ابريل /نيسان من كل عام والذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يوما لنصرة الأسرى والمعتقلين ووفاء لتضحياتهم وتكريما لدماء من سقطوا شهداء خلف القضبان ولابد ان يكون يوم عربي اسلامي عالمي نصرة لهم وتعزيزا لمكانتهم القانونية و مشروعية كفاحهم

بل لابد ان يكون داعما لهم ولحريتهم وتاكيدا لعدالة قضيتهم التي توجد في وجدان ووعي كل عربي و مسلم وحر بل وكل انسان يتمتع بالصفات الانسانية

فالاحتلال الاسرائيلي عمد من خلال احتلاله الى تحطيم كل شي جميل في فلسطين حتى امتد الى الأسير الفلسطيني عبر سياسة ممنهجة منذ لحظة الاعتقال و التعذيب والمحاكمات الصورية التي لا تمت لأي قانون بصلة.. بل يتم حرمان الأسير الفلسطيني من ابسط احتياجاته الأساسية للحياة و تفتقر لأبسط اشكالها الأنسانية بل تعدت الى حرمان بعض الأسرى من العلاج و التواصل مع افراد العائلة ومع هذا يتجاهل نظام الاحتلال الأسرائيلي كل النداءات والمناشدات الحقوقية والانسانية وترفض الافراج عنهم مستمرا في قمع الفلسطينين وترهيبهم والانتقام منهم معتبرا الأسر عقاب جماعي والعزل القصري الانفرادي الذي يمتد احيانا لسنوات عديدة حيث وصل زمن بعض الأسرى الى ربع قرن واكثر اضافة الى لجوء هذا الاحتلال البغيض الى شرعنة كل ممارسته باصدار سلسلة من القوانين العنصرية وفي مقدمتها اعدام الأسرى

فمنذ عام 1948م وحتى معركة طوفان الأقصى 2024 م قام الاحتلال الصهيوني باعتقال اكثر من مليون فلسطيني من بينهم اطفال ونساء و كبار سن وازدادت في الوضع الاخير بعد معركة طوفان الاقصى

ورغم مرور 76 عامًا على الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين ما زال الشعب الفلسطيني يحارب لاسترداد أرضه من المغتصبين وهذا حق مشروع له.. بل هو شرف لكل الشعوب والامم فما من شعب كريم وقع تحت الاحتلال الا ومارس المقاومة و ما من شعب قاوم الاحتلال الا ونال حريته ولقد ايقن الشعب الفلسطيني هذة الحقيقة وعلى مدار 76 العام وهو يقدم ارقام خيالية من الشهداء والأسرى

واذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم فان الاسرى اليوم يغيبون داخل السجون و ينالون اشد العذاب و الحرمان.. بل هم الأبطال الذين ناضلوا لأجل ايقونة الحرية وضحوا بأنفسهم لأجل فلسطين و مقدساتها ولابد ان تتحقق عودتهم وهذا حق لابد ان يدعو له كل انساني فتحرير الأسرى ضرورة حيوية لتعزيز ثقافة الصمود والمقاومة وان التثقيف بخطورة الاعتقالات ووقتها بات ضرورة موضوعية لحماية المجتمع من خرابها

تحل ذكرى يوم الأسير هذا العام و الحركة الأسيرة تمر في أسوأ اوضاعها واخطر مراحلها فما زالت سلطات الاحتلال تمتعن في انتهاكاتها و تصعد من جرائمها و تحول سجونها الى ساحات للقمع و الاعدام و القتل البطيء و اماكن للاهانه و الاذلال والتعذيب الممنهج و خلف ذلك كله حكايات من الالم لا حصر لها امام دولة احتلال تنتهك كل القوانين الدولية و الانسانية امام مرأى ومسمع من العالم اجمع وتتصرف انها فوق القانون وخارج نطاق الملاحقة و المحاسبة و تسعى الى ترسيخ ثقافة الافلات من العقاب

لذا فاننا نتطلع من الشعوب الى جهد سياسي و حقوقي وقانوني وانساني ولابد ان يكون ظاغط ومؤثر يدفع الى البدء بفتح تحقيق في الجرائم التي يقترفها هذا النظام بحق الاسرى والمعتقلين في سجون الأحتلال ولن يتحقق ذلك الا بمؤازرة عالمية والا من خلال اي حلول سياسية اخرى مستغلين عمقنا العربي و الاسلامي الظاغط وان يكون التواصل مع كل احرار العالم لأجل ذلك
ونقول لأولئك الذين يتغنون بكلمة السلام بأنه لابد من التأكيد على أن الاعتقالات وبالرغم من ضخامة أرقامها وبشاعة ما يصاحبها ويتبعها، فإنها لم ولن توقف مسيرة شعب يصر على أن يستمر في مقاومته حتى استرداد أرضه ونيل حريته.

فالاعتقالات لن تقود إلى أي نوع من السلام. إذ لا يمكن فصل السلام عن الحرية ، لأنه لا يمكن لفلسطيني شريف أن يكون مسالما ما لم يكن حرا..

حول الموقع

سام برس