بقلم / واثق شاذلي
هل يعقل أن يصل إعلامنا في (معظمه) إلى هذا المستوى المتدني ,الهابط واللاأخلاقي كما نسمعه ونقرأه ونراه بالرغم من عمره الجديد الذي يزيد عن -75-عاما(عمره القديم يبدأ مع دخول أول مطبعة إلى اليمن عام 1872) هذه الفترة الزمنية لعمره الجديد ليست بالقليلة أو الهينة...أن أجيالا ثلاثة نشأت خلالها وأكملت حلقاتها وما زال إعلامنا يدور في حلقاته المفرغة من كثير من المضامين التي تنفع الناس وتفيد البلاد.

الانتكاسة التي يعيشها إعلامنا لم تحدث له منذ عشرات السنين رغم مواجهته لمختلف أنواع الحكم. لقد واجه إعلامنا الكثير من الصعاب وأمكنه تجاوزها وأسس لنفسه مكانا يليق به وبمهامه ودوره في حياة الناس والبلاد, ولم يقبل بأن يجعله الحكام في ذيل حاشيتهم, وتمكن من إيصال نبضات قلوب الناس إلى أسماع حكامهم بل وهز عروشهم وفضح المتاجرين بحقوقهم ومستحقاتهم ومن يقرأ في أقرب مكتبة وطنية ولو بضعة أعداد من صحافتنا التي صدرت أيام الإمامة والاستعمار سواء داخل اليمن أو خارجها سيقف احتراما وتقديرا لما سطرته وسجلته في صفحاتها لصالح الشعب والوطن, وبعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبدلا من حصول الشعب على مزيد من الحريات ( وحرية الإعلام في مقدمتها) وجدنا حكامنا وقد نظروا إلى تلك الحرية نظرة شك وتوجس وريبة وأنها ليست بباب للحرية ولكنها ثغرة سيدخل منها أعداء الوطن لتدميره وضرب ثورته ومنع تقدمه فسدوها ورفعوا السور وجعلوا منه أسوارا عالية شائكة, لم يحرموا علينا الحرية داخلها بل وحولونا إلى مساجين في سجون لها عشرات الأسماء . وبالرغم من الصعاب والسلبيات التي عاشها اعلامنا إلا أن النظر إليه وبعدم تقدير وازدراء لم يصل إلى هذا الحد الذي وصلنا إليه الآن سواء في ظل حكم الإمامة والاستعمار أو الحكومات ( الوطنية ) والحزب الحاكم فإن كذب الإعلام لم يصل إلى هذا الحد من الإسفاف الذي يجرعه لنا الآن .
المضحك والمبكي في وقت واحد أن من شروط إعادة الوحدة تحقيق الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الإعلام فماذا حدث ؟ أن رجال الإعلام ونساءه الذين جاهدوا وجهدوا في إصدار الصحف انسحبوا من الميدان وتركوه لتجار العمل الإعلامي , ورأينا الإعلام كذلك في قبضة أحزاب ومنظمات وقوى ترى المهم هو حقها الخاص بدلا من الحق العام وتحول البحث عن الحقيقة إلى البحث عن المصلحة ... هنا بدأ انحدار إعلامنا نحو الهاوية بالرغم من محاولات الكثير في الحقل الإعلامي وقف هذا التدهور وابتذال الإعلام وسقوطه المريع .

أخطاء الإعلام كثيرة وهفواته عديدة ولكن لم يصل بنا الحال إلى هذا الكذب البواح والذي لم يعد ينتشر وسط الأحرف والكلمات والأسطر بل عمد الآن إلى الصوت والصورة , واستغلت إمكانية التقنية الحديثة لنشر الدجل والأكاذيب صوتا وصورة والناس تسمع وترى وتقول والحيرة تعصف بها إذا كان الكلام كذبا فكيف يكذب الصوت وهل تكذب الصورة؟

في الأسبوع الماضي تحدثنا حول المؤسسات الإعلامية قياداتها ونقاباتها ولم نكمل الحديث خاصة حول نقابات الإعلام , إلاَ أن ما سمعته من أشرطة تسجيل لأناس لم ينطقوا منها حرفا وصورا ومناظر لأماكن وبشرا لم يعرف أصحابها عنها شيئا جعلني أضع يدي على قلبي لأتأكد أني حي أرزق وأني فعلا في بلد الحكمة والإيمان.
في العمود القادم نواصل الحديث بإذن الله حول عملنا الإعلامي

Wams2013@hotmail.com

حول الموقع

سام برس