عبد الرحمن بجاش
ضحكت حتى استلقيت على قفاي من ضحك كالبكاء، فقد قال خبر أن شرطة محافظة البيضاء قبضت على امرأة وحدد الخبر عمرها بـ 28 عاما !!!، وإلى اللحظة والمواقع تحتفي بالإنجاز، ويتداوله الناس على أنه حدث الأسبوع، وفي ستين داهية ابو المشكلة ما صار يشار إليها (أمان والخطيب) والتي سيتنازعها السياسيون والحزبيون وستضيع في النهاية كما ضاعت حكاية الحمرة والقدسي!!!، ولكي لا تضيع فقط أتمنى على نقابة المحامين إن أرادت الانتصار للقانون تشكيل فريق من المحامين لمتابعتها أمام المحاكم مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس لنا موقف مسبق من الجاني، فإذا برأه القاضي سنرفع ايدينا بتعظيم سلام للقانون، وما يهمنا كرأي عام هو أن يمتثل الجميع إليه. لن أبالغ وأقول أن وزير الداخلية هو المسؤول عن كل الاختلالات، فلن يكون هذا عدلا... فالرجل جاء على وضع كلنا نعلم سوءه، ما في ذلك شك، لكن تقديرنا هذا لا يعفيه والحكومة من المسؤولية، وفي جانب منها الإعلام الأمني، فمن الناحية المهنية الخبر خبر، لكن الغريب في الأمر هذا الاحتفاء غير العادي وكانها الوحيدة في هذه البلاد التي تحمل السلاح... بينما الشوارع تغص بكل ما لذ وطاب منها، إلى درجة ينوي الواحد منا مطالبة أجهزة الأمن بالقبض على كل من لا يحمل سلاحا!!!. وأنا شخصيا ساستمع لنصيحة نجلي الأصغر وأخرج الآلي الذي أهدانيه عمي رحمه الله قبل سنوات، ولم أعد أدري هل لا يزال سلاحا أم قد تحول إلى قطعة خشب!!. بقي أن أقول أن الخبر لو رشح لجائزة التميز، فسيكون على أصحاب الجوائز منحه أكبر جائزة، لكن يظل المغزى غائباً عن الذهن في أمر الاحتفاء بالقبض على الامرأة، إلا إذا كان نظر للأمر برمته من زاوية العيب كونها امرأة وما فعلته ينتقص من رجولة الرجال باعتبار أن السلاح من اختصاصهم!!، كذا بمنطقنا يمكن للمرء أن يتفهم ما حدث... ويظل السؤال الأهم قائما وملحا: متى نرى مدننا خالية من السلاح؟؟؟

حول الموقع

سام برس