بقلم / حسين العواضي
*يستفيد كثيرون من هذه الحروب القذرة والخاسرة التي تجري عرض البلاد وطولها، بلا معنى ولا نصر، ولا هدف ولا حصر، موسم الارتزاق والحصاد المهين.
* يستفيد الرئيس الانفصالي المطارد في أنه يفوز بانتخابات مزيفة، وكلما استنكر صوت خافت مهازله المتكررة لوح بعصاه ونفخ شدقه.
وقذف غيضه وفشله جيش السودان جاهز للتدخل البري؟

* تستفيد أمريكا في أنها وجدت من يطارد القاعدة بالنيابة عنها، لم تدفع ثمناً أو تبذل مجهوداً تكشر في العلن، وتهلل في السر، الغازية البازية ناكرة المعروف والجميل.

* وشركاتها التي كادت تغلق مصانعها الحربية، بعد أن فتك بها الكساد، وحاصرتها البطالة، دبت المليارات في عجلاتها لتدور من جديد.. تنتج وتبيع.. تدمر وتحرق، تقتل وتغرق.

* أمريكا ليست ما نشاهده في الأفلام والدعايات الكاسحة ولا هي المثل الدستورية التي أتفق عليها الآباء المؤسسين إنها مصالح.. ومافيا، وحيث تكون المصلحة، تسقط القيم والأخلاق، والحقوق والحريات الزائفة.
* وأبعد من هذا وأدهى أنها وجدت ـ فزاعة ـ جديدة ترعب بها دول النفط، مدخل ومبرر للتغيير.. والسيطرة.. والتوجيه.

* يستفيد الديمقراطيون الذين يديرون أمريكا الآن، وهم على مشارف انتخابات قادمة، في مسح الصورة الذهنية الباهتة التي يطاردهم بها خصومهم الجمهوريون ضعفاء.. مترددون، وفاشلون خارج الحدود.
* تستفيد روسيا في الظهور أمام السذج والمغفلين بأنها القطب المقابل والند المناطح للثور الأمريكي الهائج الذي يشكل خريطة العالم الجديد.
* واستفادت إيران في الأمتار الأخيرة من حوارها ـ المارثوني ـ المضني مع الغرب، وألصقت بملفها النووي العميق ملاحظات صغيرة، عن قدرتها على ضبط حلفائها في المنطقة الملتهبة.

* صرفت إيران من الطلام أقداحاً وأطناناً وفي واقع الحال ظهرت ضعيفة مداهنة مترددة، وسقطت في الحضيض فلم يعد يركن عليها حصيف أو يصدقها حليف.
* تستفيد دول خليجية ثانوية في أنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق رغبتها القديمة المكبوتة، توريط السعودية في حرب استنزاف عقيمة وطويلة تكسر هيمنتها المعهودة.
* السعودية استفادت باستثمارها لما يجري تجاوزت تقاليدها الراسخة في الحكم، وأعرافها السائدة في الوراثة، ودفعت بالجيل الثالث إلى الصفوف الأمامية.
* وهؤلاء قفزوا على ظهور طائرات الحزم والأمل، وعلى أنقاض بلد جار لم يضمر لهم الشر، صعدوا.. وأزاحوا ومددوا.. واستراحوا.
* وتطول قائمة المستفيدين حتى تصل السنغال التي وعدت بإرسال أكثر من ألفي جندي؟ أهلا.. ومرحباً إلى بلد يكرم ضيوفه، كما لم يفعل غيره.
* دول.. ورؤساء، وقنوات، وتعساء طوابير من المستفيدين، والقابضين والمتآمرين.. والمتفرجين.

* كل مراميه، ومصالحه، وأهدافه وأمنياته يرسمونها.. ويلاحقونها، يمتصونها من شرايين بلد بائس بلا دولة ولا قيادة.. ولا بوصلة ولا سيادة.
* المستفيدون أكثر مما تظنون، وحدهم اليمنيون يخسرون، جميعهم بلا استثناء يدفعون الثمن، من حاضرهم الغادر ومستقبلهم المغدور.
* وحين تهدأ العواصف، والنفوس سيكتشفون ـ بعد خراب مالطا ـ أنهم لم يكونوا أبرياء.. وأن الحماقات لا تثمر غير الندم والخسارة.
آخر السطور
الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني
يا قاتل العمران
أخجلت المعاول والمكينة
الآن في فمك النفوذ
وفي يديك دم الخزينة.

نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس